مملكة الدالي  للروحانيات والحكمة  ***  الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية  eddouali@hotmail.com = 0021698814085

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة *** الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية eddouali@hotmail.com = 0021698814085 (https://www.eddouali.net/vb/index.php/index.php)
-   قسم الاسلاميات (https://www.eddouali.net/vb/index.php/forumdisplay.php?f=47)
-   -   الفرق بين العفو والذل .. (https://www.eddouali.net/vb/index.php/showthread.php?t=5734)

الشيخة امل 09-17-2012 03:02 PM

الفرق بين العفو والذل ..
 



أن العفو إسقاط حقك جودا وكرما وإحسانامع

قدرتك على الانتقام فتؤثر الترك رغبة في الإحسان ومكارم الأخلاق بخلافالذل فإن صاحبه يترك
الانتقام عجزا وخوفا ومهانة نفس فهذا مذموم غير محمودولعل المنتقم بالحق أحسن حالا منه قال تعالى والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
فمدحهم بقوتهم على الانتصار لنفوسهم وتقاضيهم منها ذلك حتى إذا قدروا على منبغى عليهم وتمكنوا من استيفاء مالهم عليه ندبهم إلى الخلق الشريف من العفو والصفحفقال وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين فذكرالمقامات الثلاثة العدل وأباحه والفضل وندب إليه والظلم وحرمه
فإن قيل فكيفمدحهم على الانتصار والعفو وهما متنافيان
قيل لم يمدحهم على الاستيفاءوالانتقام وإنما مدحهم على الانتصار وهو القدرة والقوة على استيفاء حقهم فلما قدرواندبهم إلى العفو قال بعض السلف في هذه الآية كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدرواعفوا فمدحهم على عفو بعد قدرة لا على عفو ذل وعجز ومهانة وهذا هو الكمال الذي مدحسبحانه به نفسه في قوله وكان الله عفوا قديرا والله غفور رحيم وفي أثر معروف حملةالعرش أربعة إثنان يقولان سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمكواثنان يقولان سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ولهذا قالالمسيح صلوات الله وسلامه عليه إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم أي أن غفرت لهم غفرت عن عزة وهي كمال القدرة وحكمة وهي كمال العلم فغفرت بعدأن علمت ما عملوا وأحاطت بهم قدرتك إذ المخلوق قد يغفر بعجزه عن الانتقام وجهلهبحقيقة ما صدر من المسيء والعفو من المخلوق ظاهره ضيم وذل وباطنه عز ومهانة وانتقامظاهره عز وباطنه ذل فما زاد الله بعفو إلا عزا لا انتقم أحد لنفسه إلا ذل ولو لميكن إلا بفوات عز العفو ولهذا ما انتقم رسول الله لنفسه قط وتأمل قوله سبحانه وهمينتصرون كيف يفهم منه أن فيهم من القوة ما يكونون هم بها المنتصرين لأنفسهم لا أنغيرهم هو الذي ينصرهم ولما كان الانتصار لا تقف النفوس فيه على حد العدل غالبا بللا بد من المجاوزة شرع فيه سبحانه المماثلة والمساواة وحرم الزيادة وندب إلى العفو
والمقصود أن العفو من أخلاق النفس المطمئنة والذل من أخلاق الإمارة ونكتةالمسألة أن الانتقام شيء والانتصار شيء فالانتصار أن ينتصر لحق الله ومن أجله ولايقوى على ذلك إلا من تخلص من ذل حظه ورق هواه فإنه حينئذ ينال حظا من العز الذي قسمالله المؤمنين فإذا بغى عليه انتصر من الباغي من أجل عز الله الذي أعزه به غيرة علىذلك العز
أن يستضام ويقهر وحمية للعبد المنسوب إلى العزيز الحميد أن يستذل فهويقال للباغي عليه أنا مملوك من لا يذل مملوكه ولا يحب أن يذله أحد وإذا كانت نفسهالأمارة قائمة على أصولها لم تحب بعد طلبه إلا الانتقام والانتصار لحظها وظفرهابالباغي تشفيا فيه وإذلالا له وأما النفس التي خرجت من ذل حظها ورق هواها إلى عزتوحيدها وإنابتها إلى ربها فإذا نالها البغي قامت بالانتصار حمية ونصرة للعز الذيأعزها الله به ونالته منه وهو في الحقيقة حمية لربها ومولاها وقد ضرب لذلك مثلابعبدين من عبيد الغلة حراثين ضرب أحدهما صاحبه فنفا المضروب عن الضارب نصحا منهلسيده وشفقة على الضارب أني عاقبه السيد فلم يجشم سيده خلقه عقوبته وإفساده بالضربفشكر العافي على عفوه ووقع منه بموقع وعبد آخر قد أقامه بين يديه وجمله وألبسهثيابا يقف بها بين يديه فعمد بعض سواس الدواب وأضرابهم ولطخ تلك الثياب بالعذرة أومزقها فلو عفا عمن فعل به ذلك لم يوافق عفوه رأى سيده ولا محبته وكان الانتصار أحبإليه ووافق لمرضاته كأنه يقول إنما فعل هذا بك جرأة علي واستخفافا بسلطاني فإذاأمكنه من عقوبته فأذله وقهره ولم يبق إلا أن يبطش به فذل وانكسر قلبه فإن سيده يحبمنه أن لا يعاقبه لحظة وأن يأخذ منه حق السيد فيكون انتصاره حينئذ لمحض حق سيده لالنفسه كما روى عن علي رضي الله أنه مر برجل فاستغاث به وقال هذا منعني حقي ولميعطني إياه فقال أعطه حقه فلما جاوزهما لج الظالم ولطم صاحب الحق فاستغاث بعلي فرجعوقال أتاك الغوث فقال له استقدمته فقال قد عفوت يا أمير المؤمنين فضربه على تسع دوروقال قد عفا عنك من لطمته وهذا حق السلطان فعاقبه على لما اجترأ على سلطان الله ولميدعه ويشبه هذا قصة الرجل الذي جاء إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال احملني فوالله لاأنا أفرس منك ومن ابنك وعنده المغيرة بن شعبة فحسر عن ذراعه وصك بها أنف الرجل فسالالدم فجاء قومه إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا أقدنا من المغيرة فقال أنا أقيدكممن وزعة الله لا أقيدكم منه فرأى أبو بكر أن ذلك انتصار من المغير وحمية الله وللعزالذي أعز به خليفة رسول الله ليتمكن بذلك العز من حسن خلافته وإقامة دينه فترك قودهلاجترائه على عز الله وسلطانه الذي أعز به رسوله ودينه وخليفته فهذا لون والضربحمية للنفس الأمارة لون
من كتاب الروح لابن القيم الجوزية صفحة 245/246


<ins style="display:inline-table;border:none;height:90px;margin:0;padding:0;position:relative;visibility:visible;width:200px"><ins id="aswift_1_anchor" style="display:block;border:none;height:90px;margin:0;padding:0;position:relative;visibility:visible;width:200px"></ins></ins>


زامير 09-17-2012 03:58 PM

موفقة بإذن الله يا أخت " أمل " على هذا الموضوع الجميل ... لك مني أجمل تحية .

الشيخة امل 09-17-2012 08:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زامير (المشاركة 31771)
موفقة بإذن الله يا أخت " أمل " على هذا الموضوع الجميل ... لك مني أجمل تحية .


بارك الله فيك على

المرور العطر ..

الشيخة ام يس 09-18-2012 05:51 AM

http://i164.photobucket.com/albums/u...a6ff690010.gif

الشيخة امل 09-18-2012 07:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة القرآن (المشاركة 31786)


http://up.3dlat.com/uploads/12871195139.gif

رشيدعادل 05-26-2017 11:38 AM

رد: الفرق بين العفو والذل ..
 
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه


الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By faceextra

Adsense Management by Losha

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009