زامير |
11-20-2011 02:38 PM |
التوكل على الله
قال الله تعالى ( و من يتوكل على الله فهو حسبه ) فإن التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير) أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لميحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك. فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و علا الثقة بالله، والاعتماد عليه، وأنه هو مسبب الأمور ومصرفها، وهو النافع الضار المعطي المانع، وأنت إنما تفعل الأسباب المأمور بها، وأنت مع هذا متوكل على الله تعلم أنه لن يصيبك إلا ما قدر الله لك، وأنك لا تنجح إلا بتوفيقه، وتيسيره -سبحانه وتعالى-، فتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب مع الثقة بالله، والاعتماد عليه، قال النبي: المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز،وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدّرالله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان(رواه مسلم )
أسأل الله أن يوفقنا و يرحمنا و يهدينا الطريق المستقيم , أمين يا رب العالمين .
|