مملكة الدالي  للروحانيات والحكمة  ***  الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية  eddouali@hotmail.com = 0021698814085

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة *** الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية eddouali@hotmail.com = 0021698814085 (https://www.eddouali.net/vb/index.php/index.php)
-   سور وآيات من القرآن الكريم (https://www.eddouali.net/vb/index.php/forumdisplay.php?f=31)
-   -   (2) تفسير سورة البقرة (https://www.eddouali.net/vb/index.php/showthread.php?t=5158)

الشيخة ام يس 07-28-2012 09:40 PM

(2) تفسير سورة البقرة
 
سورة البقرة مدنية واياتها (286 )

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
(بسم الله الرحمن الرحيم الم) الألف إشارة لحضرة الألوهية و اللام لحضرة اللطف و الميم إشارة لمحمد صلى الله عليه و سلم فيكون المقصود من الحروف الله اللطيف ومن جليل لطفه أرسل محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين ليهديهم إلي ما يوصلهم إلي جنابه العظيم ويدعوهم إلي ما يدخلهم ديوانه الأسمى وبدلهم على ما يصونهم تحت حجاب عزة الصون الأحمى وقال ابن عباس رضي الله عنه الألف من الله واللام من جبريل و الميم من محمد صلى الله عليه و سلم وقال على غير ذلك وقال بعض بالوقف عن تفسير أوائل السور التي هي مثل هذه كالمر والمص والروكهيعص وطه وطسم وطس ويس و ص وحم وحم عسق وق ونون وفي الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة و الحسنة بعشر أمثالاها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف (ذلك ) المنزل من عند الله وهو ( الكتاب ) القرآن العزيز و الإشارة إليه (لا ريب ) لا شك (فيه) أنه نزل من عند الله وفيه ( هدى ) هداية ( للمتقين ) الملقين أسماعهم لمواعظه و قلوبهم لمعانيه و إفادته وفي الحديث مرفوعا من رزق تقى فقد رزق الدنيا و الآخرة رواه أبو الشيخ (الذين ) موصول وهو نعت للمتقين (يؤمنون ) يصدقون (بالغيب) من أخبار الدار الآخرة وما أعد الله فيها للمحسنين و المسيئين ( ويقيمون ) على أكمل الوجوه ( الصلاة ) لله بالإخلاص و اعتدال الأركان و الحضور فيها ( ومما ) أي ومن الذي ( رزقناهم ) من الأرزاق الحسية و المعنوية ( ينفقون ) فيعطي المؤمن العامي في سبيل الله من الذهب و الفضة و الطعام وغير ذلك ما يقدر عليه و يعطي العارف ذلك و يزيد بإفاضة الأنوار الحقية و الأسرار الفردية و العلوم اللدنية المتلقاة من الحضرة اللإلهية (و الذين يؤمنون ) يصدقون (بما أنزل إليك ) أي القرآن (وما ) أي والذي (أنزل ) من عند الله (من قبلك ) من الكتب الإلهية كعبد الله بن سلام ومن معه من مؤمني أهل الكتب (وبالآخرة) و ما أعد الله فيها من الثواب للمطيعين و العقاب للعاصين ( هم يوقنون ) و يحققون ذلك (أولئك ) المؤنون بالبعث و بما أنزل ( على ) طريق (هدى ) أي هداية (من ربهم ) رباهم بها ووفقهم إليها ( وأولئك ) المذكورين (هم المفلحون ) الفائزون بالتصديق و الجزاء عليه و الوهب و التوفيق (إن الذين كفروا ) كأبي جهل ومن طبع على الكفر (سواء عليهم ) مستو لديهم ( ءأنذرتهم) خوفتهم بالله (أم لم تنذرهم ) أم تركتهم (لايؤمنون ) لسبق الشقاوة لهم (ختم الله ) طبع (على قلوبهم ) و استوثق عليها فلا يدخلها الإيمان (وعلى سمعهم ) فلا يمتثلون أوامر الحق ( وعلى أبصارهم ) أعينهم (غشاوة ) غطاء فلا يبصرون الحق الواضح ( ولهم ) أي للكفار (عذاب عظيم ) متواصل قوى (ومن الناس ) وهم المنافقون ( من يقول ) بلسانه (آمنا بالله و ) آمنا (باليوم الآخر ) وما أعد الله فيه ( وما هم ) على الحقيقة (بمؤمنين ) نفى الله إيمانهم لأنطوائهم على النفاق (يخادعون الله ) بصورة ذلك اللإيمان ( و الذين آمنوا ) كذلك يخادعهم المنافقون لإظهارهم خلاف ما يبطنون خشية من النبي صلى الله عليه و سلم و المؤمنين على دمائهم و أموالهم وقرئ يخدعون (وما يخدعون إلا أنفسهم ) فإن وبال ذلك عائد عليهم وقرئ وما يخادعون وقرئ يخدعون بضم الياء وتشديد الدال
وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ

يتبع
"
"
"

الشيخة ام يس 07-28-2012 09:58 PM

(ومايشعرون ) أي ما يحسون بذلك لتماديهم على الغفلة (في قلوبهم مرض ) شك و نفاق (فزادهم الله مرضا ) فشكوا في القرآن كما شكوا في الذي قبله (ولهم ) بسبب كفرهم (عذاب أليم ) مؤلم ( بما كانوا يكذبون ) حيث قالوا آمنا وقرئ يكذبون مشددا أي يكذبون الرسول فيما جاء به (وإذا قيل لهم ) أي للمنافقين ( لا تفسدوا في الأرض ) بمخادعة المسلمين و موالاة الكفار (قالوا ) المنافقون (إنما نحن ) في سعينا (مصلحون ) ليس سعينا سعي فساد بل صلاح ( ألا إنهم ) هذا رد من الله عليهم (هم المفسدون ) في الأرض (ولكن لا يشعرون ) بأنهم مفسدون ( و إذ قيل لهم ) للمنافقين (آمنوا ) ظاهرا و باطنا (كما آمن الناس ) الصحابة (قالوا ) جوابا لذلك (انؤمن ) أنفعل (كما آمن ) كما فعل (السفهاء ) وتسفيهم لهم لأعتقادهم فساد رأيهم وتحقير شأنهم فإن كثيرا من المؤمنين كانوا فقراء (ألا إنهم ) هذا رد من الله عليهم (هم السفهاء ) الجهلاء بما ينفعهم ( ولكن لا يعلمون ) لا يشعرون بسفهاتهم التي أوجبت لهم فساد دنياهم و آخرتهم (و إذا لقوا ) المنافقون ( الذين آمنوا ) ظاهرا و باطنا (قالوا ) لهم (آمنا ) و ذلك حين اجتماعهم معهم (وإذا خلوا) من المؤمنين وعادوا (إلي شياطينهم ) كبرائهم من الكفار (قالوا إنا معكم ) في الإعتقاد (إنما نحن ) فيما ترونه منا (مستزءون ) مظهرون خلاف ما نبطن (الله يستهزئ بهم ) يجازيهم على استهزائهم (و يمدهم ) بأن يمهلهم و يقويهم وهم (في طغيانهم ) تعديهم الحدود (يعمهون ) يترددون متحيرين (أولئك الذين اشتروا ) استبدلوا (الضلالة ) طريق الغواية (بالهدى) بالسبيل المستقيم واختاروها عليه (فما ربحت تجارتهم ) بل خسرت
وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
(وإن كنتم في ريب ) أي شك (مما نزلنا ) لهدايتكم وبيان وحدانيتنا وظهور صدق نبينا محمد وأوردناه (على عبدنا ) المستكمل لمقام العبودية التي هي أشرف المقامات (فأتوا بسورة من مثله ) أي من مثل هذا القرآن في حسن النظم وبلاغته و إعجازه عن المغيبات وطلاوته (وادعوا شهداءكم ) أي استعينوا بأصنامكم التي كنتم تدعونها من دون الله وتعبدونها (إن كنتم صادقين ) في أن القرآن ليس بكلام الله وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء به من تلقاء نفسه (فإن لم تفعلوا ) ما ذكرنا (ولن تفعلوا ) ولن تستطيعوا ذلك فإنه ليس في وسع مخلوق لأنه كلام الحق (فاتقوا ) احذروا (النار التي وقودها الناس ) أي الذي يوقد بها هو الناس ( و الحجارة ) أي الذهب و الفضة اللذان كانوا يكنزونهما و يشتغلون بهما عن الله (أعدت ) هيئت (للكافرين ) الذين لم يؤمنوا بالله ورسوله و كتابه (وبشر ) أيها المصطفى الكريم وقرئ وبشر على البناء للمفعول (الذين آمنوا ) بالله ورسوله وكتابه (وعملوا الصالحات ) واجتهدوا في الطاعات ( أن لهم جنات ) حدائق محتوية على حور و قصور (تجري من تحتها ) أي من تحت الأشجار (الأنهار ) المحتوية على أنواع الشراب اللطيفة (كلما رزقوا منها) الضمير للجنة ( من ثمرة رزقا ) من أنواع الطعام اللطيفة (قالوا هذا ) مثل ( الذي رزقنا من قبل ) في الدنيا ( وأتوا به ) الضمير للرزق ( متشابها ) أي مشابها لطعام الدنيا في اللون و الصورة و الاسم و أما الطعم واللذة فبعيد وفي الحديث مرفوعا ليس في الجنة شئ لها في الدنيا إلا الأسماء أخرجه في الجامع الصغير (ولهم ) أي للمؤمنين العاملين الصالحات(فيها) الضمير للجنات (ازواج مطهرة ) من القذر والدرن والحيض وسوء الخلق وكل ما هو مستقبح في نساء الدنيا (وهم ) المؤمنون (فيها ) في الجنات (خالدون ) دائمون لا يخرجون منها (إن الله لا يستحي ) لايترك (أن يضرب ) لعباده (مثلا ) وقرئ مثل (ما بعوضة ) أي بالبعوضة فما فوقها ) أكبر منها مثل الذباب و العنكبوت ( فأما الذين آمنوا ) وفكروا في حقائق الأمور (فيعلمون أنه ) أي ضرب المثل ( الحق من ربهم ) الذي لا يسوغ إنكاره ( وما الذين كفروا ) ولم يكن فيهم أهلية أن يعلموا حقائق الأمور ( فيقولون ) منكرين لذلك (ماذا ) ما الذي ( أراد الله بهذا مثلا ) أي فائدة في ضرب المثل به فأجابهم الله فقال ( ويضل به ) أي المثل ( كثيرا ) من العباد ( ويهدي به ) إلي الحق (كثيرا ) منهم فيصدقون ويؤمنون ( وما يضل به ) عن سبيل هدايته ( إلا الفاسقين ) الكافرين الخارجين عن حوطة الإيمان وقرئ يضل على البناء للمفعول والفاسقون بالرفع (الذين ينقضون ) يفسدون ويخربون ويفسخون (عهد الله ) الذي عهده إليهم في الكتب المتقدمة بأن يؤمنوا بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم (من بعد ميثاقه ) و تأكيده عليهم في إجابة ذلك ( ويقطعون ) جراءة على الله ( ما أمر الله به ) عباده (أن يوصل ) كالرحم ومحاببة المؤمن وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الرحمن قال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته رواه البخاري ( ويفسدون ) بمنع العباد عن الإسلام ( في الأرض ) وسلوك سبل الهدى ( أولئك هم الخاسرون ) الذين خسروا أنفسهم بإدخالها النار
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ
(كيف تكفرون ) معشر الخاسرون (بالله) المنفرد بالألوهية ( وكنتم أمواتا ) من نطفة ومضغة (فأحياكم ) بنفخ الأرواح فيكم (ثم يميتكم ) حين تنتهي آجالكم ( ثم يحييكم ) بعد الموت (ثم إليه ترجعون ) تردون فيجازيكم على ما عملتم (هو) الله (الذي خلق لكم ) أي لأجلكم ( مافي الأرض جميعا ) تنتفعون به وكذا تعتبرون (ثم استوى ) قصد بارادته (إلي السماءليسويها (فسواهن ) على أحسن أتقان (سبع سموات ) معتدلات ( وهو بكل شيء عليم ) فيحكم صنعته ( ولإذ قال ربك ) أيها النبي العظيم (للملائكة ) الكرام (إني جاعل في الأرض خليفة ) المراد به آدم وفي الآية تعليم المشاورة ( قالوا ) الملائكة ( أتجعل فيها ) الضمير للأرض ( ما يفسد فيها )لا لأن طبع البشر يقتضي الإصلاح و الافساد ( ويسفك الدماء) وذلك من أكبر الفسغاد ( ونحن نسبح ) ملتبسين (بحمدك ) قائلين سبحان الله وبحمده ( ونقدس لك ) وننزه جنابك العظيم عما لا يليق به (قال ) الحق لهم (إني ) وقرئ بفتح الياء (أعلم ) من صلاحه للخلائق (ما لاتعلمون ) أنتم به ( وعلم آدم ) وذلك حين قال الملائكة لن يخلق ربنا خلقا أعلم منا ( الأسماء كلها ) بأن نفث في روعه علم الأسماء كلها حتى القصعة و القصيعة ( ثم عرضهم ) أي عرض المسميات بالأسماء وقرئ عرضهن وعرضها


يتبع

:
:
:

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:13 PM

عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35)
(على الملائكة ) المكرمين (فقال ) جل شأنه (انبئوني ) وأخبروني (بأسماء هؤلاء ) ومراده من ذلك أن يبين عجزهم عن العلم الذي أودعه فيؤ آدم و أنه أولى بالخلافة منهم (إن كنتم صادقين) أنكم أولى بالخلافة (قالوا ) معترفين بعجزهم (سبحانك ) ياعليم (لا علم لنا ) من تلقاء أنفسنا (إلا ما علمتنا ) بإعلامك (إنك أنت العليم ) بمن يصلح للخلافة (الحكيم ) بوضعها في موضعها (قال ) الله تباركت أسماؤه وتعالت ذاته لخليفته (يا آدم أنبئهم ) أعلمهم وقرئ أنبيهم بقلب الهزة ياء وقرئ بحذف الياء وكسر الهاء (بأسمائهم فلما ) تصدر آدم للتعليم بأمر الملك الحكيم و (أنبأهم ) أخبرهم ( بأسمائهم ) وعين كل شيء بأسمه (قال ) الله لهم ( ألم أقل لكم ) توبيخ لهم حيث لم يفوضوا إليه الأمر حين شاورهم (إني) وقرئ بفتح الياء ( أعلم غيب السموات و الأرض ) ما غاب فيهما من العجائب و الغرائب ( وأعلم ) منكم (ماتبدون ) تظهرون ( وما كنتم تكتمون ) تخفون وتسرون (وإذ قلنا للملائكة ) العباد المكرمين (اسجدوا لآدم ) سجود تعظيم وتحية (فسجدوا ) الملائكة المأمورون ( إلا إبليس ) المطرود عن رحمة الله (أبى) امتنع من السجود (واستكبر ) على الله حيث خالف أمره ( وكان ) في سابق علم ربنا (من الكافرين ) الذين سبقت لهم الشقاوة(وقلنا يا آدم ) إكراما لك (اسكن أنت وزوجك ) حواء (الجنة ) دار الكرامة و الرحمة ( وكلا منها ) الضمير للجنة (رغدا) واسعا رفها (حيث شئتما ) أي مكان شئتماه من الجنة ( ولا تقربا) أي لا تحوما حول (هذه الشجرة ) هي شجرة الحنطة وقرئ بكسر الشين (فتكونا من الظالمين ) أنفسهم بارتكابهما ما نهى عنه
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(38)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
(فأزلهما) أبعدهما (الشيطان عنها) عن الجنة فحملهما على الأكل من الشجرة ( فأخرجهما) آدم و حواء ( مما كانا فيه ) من النعيم ( وقلنا اهبطوا ) لآدم وحواء و إبليس والحية ( بعضكم لبعض عدو ) أي آدم وحواء و إبليس والحية وذريتهم ( ولكن في الأرض مستقر ) استقرار ( ومتاع ) تتمتعون به ( إلي حين ) إلي انقضاء آجالكم (فتلقى) أخذ ( آدم ) صفي الله ( من ربه كلمات ) وهي قوله تعالى ((ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) وقرئ بنصب آدم ورفع كلمات ( فتاب عليه ) عاد عليه بالمغفرة و الرحمة (إنه هو ) الله ( التواب ) على من تاب إليه ( الرحيم ) بمن أقبل عليه ( قلنا اهبطوا ) تكرسير الأمر للتأكيد ( منها ) الضمير للجنة ( جميعا ) كلكم ( فإما يأتينكم ) لهدايتكم (مني هدى ) سبيل حق على ألسن رسلي ( فمن تبع هداي ) الذي أنزلته على رسلي ( فلا خوف عليهم ) في الآخرة ( ولا هم يحزنون ) في الدنيا والخطاب لآدم و حواء وذريتهما ( والذين كفروا ) بي وبرسلي ( وكذبوا بآياتنا ) المنزلة على رسلنا ( أولئك ) المكذبون ( أصحاب النار ) المجعولون لها أهلا ( هم فيها خالدون ) لا يخرجون منها ( يابني إسرائيل ) أي يا أولاد يعقوب و اسرائيل معناه عبد الله بالعربية وقرئ إسرائيل محذوف الياء ولإسرائيل بقلب الهمزة ياء و إسرال بحذفهما ( اذكروا ) و اشكروا متفكرين (نعمتي التي أنعمت عليكم ) على آبغائكم بإنجائهم من الغرق وعليكم بإدراككم زمن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام
وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا
(واأوفوا بعهدي ) الإيمان بي وبرسولي محمد ( أوف بعهدكم ) بعظيم الثواب و إدخال الجنة وحسن المآب وقرئ أوف بالتشديد ( وأياي فارهبون ) أي فخافون إن نقتضم العهد بذلك ( و آمنوا بما أنزلت ) على رسولي محمد وهو القرآن ( مصدقا لما معكم ) في التوراة من أفراد التوحيد لي و الوصف المثبت لنبوة حبيبي محمد فقد وصفته لكم ونعته و الوقت لا يسع إلا اتباعه وقد قال في هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ( ولا تكونوا) في نبي محمد ( أول كافر به ) أي أول من يكفر به ويكذبه من أهل الكتاب ( ولا تشتروا ) تستبدلوا ( بآياتي ) التي جاءتكم في التوراة بصفة رسولي محمد (ثمنا قليلا ) تستعطونه عنها وتغيرون الوصف ( وإياي فاتقون ) أي فاخشوني إذ فعلتم ذلك ( ولا تلبسوا ) تخلطوا ( الحق ) الذي جاءكم في تبيين أمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (بالباطل ) الذي تفترونه من تلقاء أنفسكم من تغيير نعته وحاله ومن ذلك قوله ((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) الآية إلي ((يكسبون )) ( وتكتموا الحق ) وتخفوه وقرأ ابن مسعود وتكتمون الحق ( وأنتم تعلمون ) أن رسالته صلى الله عليه وسلم صحيحة ثابته ( وأقيموا الصلاة ) التي افترضها الله عليكم ( وآتوا الزكاة ) التي أوجبها عليكم ( واركعوا ) لله ( مع الراكعين ) من المسلمين ( أتأمرون الناس بالبر ) بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ( وتنسون أنفسكم ) من ذلك ( وأنتم تتلون الكتاب ) التوراة التي فيها وصفه صلى الله عليه وسلم فما لكم لا ترغبون فيما فيها من الترغيب لمن آمن به صلى الله عليه وسلم وترهبون بما فيها من الترهيب لمن كفر به صلى الله عليه و سلم ( افلا تعقلون ) لما ينفعكم ويضركم وتتركون أهواء أنفسكم وتميلون إلي هذا السيد الكامل الذي هو سيد كل الرسل أجمعين القائل أنا سيد ولد آدم و لا فخر و آدم فمن دونه تحت لوائي ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر و أنا أول شافع و أول مشفع ( واستعينوا ) على أنفسكم
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ


يتبع

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:17 PM

(بالصبر) على مجاهدتها ومخالفتها حتى تتبع بكم الحق (و الصلاة ) ومؤالفتها لتألف النفوس مناجاة القدوس فتصير لكم قرة عين كما قال عليه الصلاة و السلام وجعلت قرة عيني في الصلاة وتنفرج لكم بها الكرب كما كان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أملر فزع إلي الصلاة ( وإنها) أي الصلاة المشتملة على الحضور و الإقبال على الملك الغفور ( لكبيرة ) ثقيلة على المشركين و المنافقين المدبرين عن الملك المبين (إلا على الخاشعين ) المخبتين الذين هم لله متضرعون ( الذين يظنون أنهم ) في صلاتهم (ملاقوا ربهم ) وفي قراءة ابن مسعود يعلمون أي يحققون أنهم في هذه الصلاة لشدة حضوركم أن كل واحد منهم ملاقي مولاه وذلك من قبل قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك و ايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا و إياك وما يعتذر منه رواه ابن النجار أو إنها آخر صلاة له كما قال صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فيظن أنه بعدها لا يصلي صلاة فيحسنها ظنا أنها آخر ما به يلاقي مولاه ( وأنهم إليه راجعون ) فيحسنون العمل إذا كان المرجع إليه ويحق عليهم (يابني اسرائيل ) أولاد يعقوب (اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) أي على آبائكم ( و أني فضلتكم على العالمين ) بأن جعل فيهم أهنبياء وملوكا كما قال تعالى إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت أحدا من العالمين (واتقوا ) واخشوا (يوما ) هو يوم القيامة وما يقع فيه من الحساب و العذاب (لاتجزى ) لا تغنى ( نفس عن نفس شيئا ) فتحمل عنها أو تدفع ( ولا يقبل ) وقرئ بالتاء ( منها شفاعة ) لأن الشفاعة في الكافر لا تكون وهو رد لما كان يقوله اليهود آباؤنا الأنبياء يشفعون لنا ( و لايؤخذ منها عدل ) فداء ( ولاهم ينصرون ) يمنعون من العذاب ( وإذ نجيناكم ) يابني إسرائيل وقرئ نجيناكم (من آل فرعون ) وفرعون لقب لمن ملك العمالقة (يسومونكم ) يذيقونكم
سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
(سوء العذاب ) أشده وأقبحه ( يذبحون أبنائكم ) أولادكم الذكور وقرئ يذبحون بالتخفيف وفعلهم ذلك لأن فرعون أخبرته الكهنة أنه يولد في بني إسرائيل مولود يزيل ملكه ( ويستحيون ) أي ويستبقون ( نساءكم ) بناتكم أي يبقونهن في قيد الحياة يقتلونهن ( وفي ذلكم ) الأذى (بلاء ) امتحان ( من ربكم عظببيم ) كبير ( وإذ فرقنا) فلقنا وقرئ فرقنا بالتشديد (بكم) أي بسببكم (البحر ) فجعلنا فيه اثني عشر طريقا ( فأنجيناكم ) بأن أدخلناكم في تلك الطريق و أخرجناكم منها فنجوتم من الغرق ( وأغرقنا آل فرعون ) وهو معهم ( وأنتم تنظرون ) إلي إغراقنا لهم بكفرهم ( و إذ واعدنا موسى ) وقرئ وعدنا بغير ألف ( أربعين ليلة ) وذلك بعد هلاك فرعون بإعطاء التوراة ( ثم اتخذتم العجل ) فجعلتموه إلها تعبدونه ( من بعده ) من بعد ذهاب موسى ليأتيكم بالتوراة ( وأنتم ظالمون ) يجنوحكم إلي عبادة العجل (ثم عفونا عنكم ) ما ارتكبتموه من (بعد ذلك ) الاتخاذ للعجل (لعلكم تشكرون ) آلا أنا التي وهبناكم ( و إذ آتينا ) أعطينا (موسى ) الكليم ووفيناه بوعدنا (الكتاب) التوراة ( والفرقان ) الحكم الذي يفرق بين الباطل و الحق ( لعلكم تهتدون ) إلي طريقنا المستقيم وعليه تعرجون له ( و إذ قال موسى ) كليم الله ( لقومه ) من بني إسرائيل (ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم ) و أبقيتموها ( باتخاذكم العجل ) صنما تعبدونه من دون الله وكان متخذا من حليهم من الذهب و الفضة مجعولا على صفة العجل كما قال تعالى ((واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا به خوار))



يتبع
"
"
"

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:26 PM

فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ
(فتوبوا) مما جنيتموه ( إلي بارئكم ) خالقكم (فاقتلوا أنفسكم ) أي فاقتلوها بمجاهدتها وخالفوها بترك الشهوات فإن من ماتت نفسه أدرك أشرف الحالات وإلي هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله موتوا قبل أن تموتوا ( ذلكم ) القتل ( خير لكم عند بارئكم ) و أرفع لدرجاتكم لديه ( فتاب عليكم ) حين تبتم ( إنه هو التواب ) على من تاب (الرحيم ) بمن أقبل عليه و أحسن ماللمآب ( ولإذ قلتم ) لموسى لما خرجتم تعتذرون إلي الله من عبادة العجل ( يا موسى لن نؤمن لك ) ونقر (حتى نرى ) بأبصارنا (الله جهرة ) بلا حجاب بل عيانا (فأخذتكم الصاعقة ) صيحة البطش الإلهي حتى خررتم ميتين مستوليا عليكم الإغماء و الدهش يوما وليلة ( وأنتم تنظرون ) ما نزل بكم (ثم بعثناكم ) أحييناكم و أخرجناكم ( من بعد موتكم ) الذي متموه ودهشكم الذي بالصاعقة حللتموه (لعلكم تشكرون ) آلاء الله التي كفرتموها حين رأيتم كبير نعمته (وظللنا عليكم الغمام) بأن سخرناه لكم في التيه فصار من فوقكم يقيكم من حر الشمس (وأنزلنا عليكم ) في التيه (المن ) الترنجبين وهو شيء حلو ( و السلوى ) السماني وهو طير فتأكلون لحمه من غير تعب (كلوا من طيبات ما رزقناكم ) واشكروا من أولاكم ( وما ظلمونا ) بكفرانهم هذه النعم ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بإدخالهم لها العذاب لكفرهم بما أنعمنا عليهم ( وإذ قلنا لهم بعد خروجهم من التيه ( ادخلوا هذه القرية ) بيت المقدس أو أريحا ( فكلوا منها ) الضمير للقرسية أي مما فيها من النعم ( حيث شئتم رغدا ) واسعا ( وادخلوا الباب ) باب القرية
سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا
(سجدا) لله شكرا على إنجائكم من التيه ( وقولوا ) مسألتنا (حطة) نسألك أن تحط عنا خطايانا وقرئ بالنصب (نغفر لكم ) وقرئ يغفر لكم وتغر لكم بالناء للمعول (خطايكم ) ذنوبكم ( وسنزيد المحسنين) بطاعتنا ثوابا جزيلا (فبدل الذين ظلموا ) من بني إسرائيل لشقاوتهم ( قولا غير الذي قيل لهم ) من الذلة والانكسار و التوبة للعزيز الغفار بمطالب دنيوية و أحوال عند الله غير مرضية (فأنزلنا على الذين ظلموا ) حين فعلو ذلك (رجزا ) وقرئ رجزا بالضم ( من السماء ) وهو الطاعون فمات منهم نحو سبعين ألفا (بما كانوا يفسقون ) وعن طاعة الله يخرجون (وإذ استسقي ) طلب الإغاثة من الله (موسى لقومه ) لما كانوا في التيه وأصابهم العطش (فقلنا) له حين أردنا إغاثته ( اضرب بعصاك) وهي العصا التي أخذها من شعيب (الحجر ) وكان مربعا (فانفجرت) انشقت (منه) من الحجر بقدرة الله معجزة لموسى (اثنتا عشرة عينا) بعدة أسباط بني إسرائيل ( قد علم كل أناس ) من الأسباط (مشربهم ) الذي يشربون منه (كلوا واشربوا من رزق الله ) الذي من عليكم به ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) وتكونوا عن طاعة الله خارجين ( وإذ قلتم ) لخبث طبيعتكم (ياموسى ) كليم الله (لن نصبر على طعام واحد ) وهو المن و السلوى ( فادع ) تضرع وأسأل ( لنا ربك ) المعتنى بك المجيب لدعواتك (يخرج لنا ) أي يوجد لنا (مما تنبت الأرض ) بأمر الله لها (من بقلها ) وهو ما تنبت الأرض من الخضروات ( وقثائها ) نوع منها وقرئ وقثاؤها بالضم (وفومها) وهو الثوم أو الحنطة
وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ
(وعدسها) نوع من الحبوب ( وبصلها قال ) موسى ( أتستبدلون) تتخذون بدلا (الذي هو أدنى ) أحقر و أخس وقرئ أدنا من الدناءة ( بالذي هو خير ) أي المن و السلوى فإنه أعظم و أرفع ( اهبطوا ) انحدروا (مصرا ) من التيه وقرأ ابن مسعود غير منون (فإن لكم ) في الأمصار ( ما سألتم ) من الطعام ( وضربت ) جعلت (عليهم الذلة ) والهوان و الصغار (و المسكنة ) ألزموها فلا يزالون في أثر البؤس و الفقر (وباءوا ) وانصرفوا و عادوا (بغضب من الله ) حل بهم (ذلك ) العقاب ( بأنهم ) بسبب أنهم (كانوا يكفرون بآيات الله ) من فلق البحر وإظلال الغمام و الآيات التي فيها وصف النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك (ويقتلون النبين) كزكرياء وشعيب وغيرهما (بغير الحق ) بل ظلما و عدوانا (ذلك بما عصوا ) أي بسسبب عصيانهم لرب العالمين ( وكانوا يعتدون ) حدوده فبئس مثال الظالمين ( إن الذين آمنوا ) بالأنبياء من قبل ( و الذين هادوا ) أي تهودوا وهم اليهود ( و النصارى ) وهم الذين نصروا المسيح وكانت قريتهم تسمى نصران (و الصابئين ) جماعة منهما وقريء الصابيين بالياء (من آمن ) منهم (بالله ) وأخلص التوحيد له ( واليوم الآخر ) وما فيه من الوعد و الوعيد ( وعمل صالحا) بالإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (فلهم أجرهم ) جزاؤهم على أعمالهم (عند ربهم ) لديه ( ولا خوف عليهم ) من سوااه ( ولا هم يحزنون ) لفقد أحد عداه ( وإذ أخذنا ) عليكم (ميثاقكم) وهو العهد بالعمل بما في التوراة ( ورفعنا فوقكم الطور) حين أبيتم قبول التوراة فأمرنا جبريل بقلع الطور فظلله عليكم فخفتم من رضخكم به فقبلتم فقلنا لكم
خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ
(خذوا) قابلين (ما آتيناكم) أعطيناكم وهو التوراة (بقوة) باجتهاد وعزم ( واذكروا ما فيه ) واعملوا به (لعلكم تتقون ) وعن عذاب الله تبعدون (ثم توليتم ) معرضين ( من بعد ذلك ) الميثاق (فلولا فضل الله عليكم ) بتوفيقكم للتوبة ( رحمته) بكم ليدخلكم دائرة النعمة (لكنتم من الخاسرين) أنفسهم الموبقين لها في دار النكال و الوبال ( ولقد علمتم ) عرفتم ( الذين اعتدوا ) بمجاوزة ما حد لهم ( منكم ) يا أهل قرية إيلياء ( في السبت ) بأن لا يصطادوا الحوت في يومه (فقلنا لهم ) حين تجاوزوا حدنا و اصطادوا ( كونوا قردة ) بأن لا يصطادوا الحوت في يومه (فقلنا لهم ) حين تجاوزوا حدنا و اصطادوا ( كونوا قردة ) بأن مسخناهم (خاسئين ) مطرودين وقرئ قردة بفتح القاف وكسر الراء وحذف همزة خاسئين (فجعلناها ) أي المسخة ( نكالا) عبرة ( لما بين يديها ) أهل عصرهم ( وما خلفها ) من بعدهم ( وموعظة ) أي عظة وتذكرة ( للمتقين ) الذين غلبت عليهم خشية الله ( و إذ قال موسى ) بن عمران (لقومه ) وذلك حين قتل بنو أخي رجل غني وكانوا فقراء عمهم وكان لا وراث له سواهم فلما قتلوه وحولوه إلي فناء قرية بجانبهم ثم أصبحوا يطليبون بثأره فجاءوا بناس إلي موسى فادعوا عليهم فسألهم موسى فأنكروه فاشتبه الأمر على موسى فطلبوا من موسى أن يدعوا الله أن يبين لهم القاتل فدعا الله و أوحى إليه فقال لهم ( إن الله يأمركم ) إذا أردتم معرفة القاتل ( أن تذبحوا بقرة ) فيظهر لكم أمر القاتل ( قالوا أتتخذنا هزوا ) وقرئ هزءاً بالهمزة وبسكون الزاي مع الهمزة (قال ) موسى ( أعوذ بالله ) أعتصم ( أن أكون من الجاهلين ) الذين يسخرون بالمؤمنين ( قالوا ادع ) أسأل ( لنا ربك يبين لنا ما هي ) أي ما سنها
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ
(قال) موسى (إنه ) أي الله جل شأنه ( يقول ‘نها بقرة لا فارض ) مسنة كبيرة (ولابكر) فتية صغيرة ( عوان ) نصف متوسطة ( بين ذلك) أي بين السنين ( فافعلوا ما تؤمرون) به من عند الله فشددوا الأمر (قالوا ادع لنا ) أسأل لنا (ربك يبين لنا ما لونها ) أي لون يكون لون البقرة ( قال ) موسى (إنه ) أي الله تعالت ذاته (يقول إنها) أي البقرة المأمور بذبحها ( بقرة صفراء فاقع لونها ) شديدة الصفرة (تسر ) تعجب ( الناظرين ) إليها لبهجتها وحسنها (وقالوا) أيضا مشددين (ادع لنا ربك ) ياموسى وأسأله (يبين لنا ما هي) أعملة أم سائمة ( أن البقر ) الموصوف لنا (تشابه علينا ) لأن نوعه كثير ( وإنا إن شاء الله ) هدايتنا ( لمهتدون ) إلي ذبحها وامتال الحق وفي الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد ( قال ) موسى (لإنه ) أي ربنا تبارك وتعالى ( يقول إنها ) أي البقرة المطلوبة منكم (بقرة) نعتها ( لا ذلول ) مذللة بالعمل وقرئ لا ذلول بالفتح (تثير الأرض ) تقلبها للزراعة (و لا تسقي الحرث) أي الأرض المهيأة للزراعة (مسلمة ) من العيوب و العمل (لا شية فيها ) لا لون فيها يخالف لون جلدها (قالوا الآن ) وقرئ الآن بالمد (جئت بالحق ) وأوضحت لنا الصفة وبينتها
فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)



يتبع

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:33 PM

(72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)


(فذبحوها) بعد تحصيلها وذلك أنه كان في بني إسرائيل شيخ صالح له طفل وله عجلة فأتى بها إلي غيضة فقال اللهم إني أستودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر ومات الرجل فصارت العجلة في الغيضة عوانا وكان الولد يحتطب كل يوم وله أم وهو بار بها فيأتيها بثلث قيمة الحطب ويتصدق بالثلث ويأكل الثلث فأخبرته أمه يوما عن العجلة وقالت له اذهب بها إلي السوق وبعها بثلاثة دنانير ولا تبع إلا بمشورتي فذهب بها إلي السوق فبعث الله إليه ملكا ليختبره بره بوالدته وهو أعلم فقال له الملك بكم أبيع هذه البقرة فقال بثلاثة دنانير ولكن أستاذن و الدتي فقال الملك بستة دنانير ولا تستأمرها فقال الفتى لو أعطيتني وزنها ذهبا لم آخذه إلا برضا والدتي فأتى إلي والدته فأخبرها فقالت له عد إليه وبع بذلك فأتاه الملك فقال له استأذنت أمك فقال نعم وأمرتني أن لا أنقصها عن الستة الدنانير ولكن على أن أستأمرها أيضا فقال الملك له إني أعطيك إثني عشر دينارا على أن لا تستأمرها فأبى الفتى ورجع إلي أمه و أخبرها بذلك فقالت له هذا ملك إذا أتاك سله أن إثني عشر دينارا على أن لا تستأمرها فأبى الفتى ورجع إلي أمه و أخبرها بذلك فقالت له هذا ملك إذا أتاك سله أن أبيع هذه البقرة أم لا ففعل فقال له الملك اذهب إلي أمك وقل لها إمسكي البقرة فإن موسى يشتريها منكم لقتيل من بني إسرائيل فلا تبيعونها إلا بملء مسكها دنانير أي جلدها فأمسكوها فأخذها منهم بنو إسرائيل بتلك القيمة فذبحوها ( وما كادوا ) أي وما قاربوا ( يفعلون ) لغلاء ثمنها وما ذاك إلا أنهم شددوا فشدد عليهم كما قال صلى الله عليه وسلم لو اعترضوا أي بقرة كانت فذبحوها لكفتهم ولكن شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم ( وإذ قتلتم نفسا) بغير حق بل طمعا في الدجنيا (فادارأتم ) اختصمتم (فيها ) في شأنها ( والله مخرج ) مظهر ( ما كنتم تكتمون) من أمر القتيل (فقلنا اضربوه) أي القتيل (ببعضها ) بالعجب فحي وسمى لهم قاتله قال الله تعالى ( كذلك ) مثل ما إأحيا الله هذا ( يحي الله الموتى ) الذي ينكر بعثهم من ليس له عقل ( ويريكم آياته) الدالة على كمال قدرته ( لعلكم تعقلون ) أن من قدر على مثل هذا قادر على بعث الأموات من قبورهم
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)أَوَلَا يَعْلَمُونَ
(ثم قست ) غلظت وصلبت (قلوبكم ) المدبرة عن الله (من بعد ذلك ) أي مشاهدة إحياء القتيل وغيره من الآيات ( فهي ) الضمير لقلوبهم القاسية (كالحجارة) في قسوتها وشدتها ( أو أشد قسوة ) من الحجارة ( وإن من الحجارة لما يتفجر ) وتخرج ( منه الأنهار ) الجارية (وإن منها) الضمير للحجارة ( لما يتشقق فيخرج ) فينبع ( منه الماء وإن منها ) أيضا ( لما يهبط ) متدليا من علوه إلي السفل ( من خشية الله ) وخوفه وقلوبكم من شدة غفلتها عن الله وإدبارها لا يقع لها ذلك ( وما الله بغافل عما تعملون ) فيمهلكم ( أفتطمعون) خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم و المؤمنين ( أن يؤمنوا ) اليهود (لكم) ويصدقوكم (وقد كان فريق ) طائفة ( منهم ) أي من اليهود وهم أحبارهم (يسمعون كلام الله ) في التوراة من وصف النبي صلى الله عليه و سلم وكآية الرجم (ثم يحرفونه ) يبدلونه (من بعد ما عقلوه ) وعرفوه و فهموه ( وهم يعلمون ) أنهم مغيرون ومبدلون (وإذا لقوا ) المنافقون منهم (الذين آمنوا ) المؤمنين الصادقين ( قالوا آمنا) بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه المنعوت في كتابنا ( وإذا خلا بعضهم إلي بعض ) واجتمعوا مختلين ليس معهم مؤمن (قالوا ) الرؤساء منهم المصممون على الكفر ( أتحدثونهم ) أتخبرونهم ( بما فتح الله عليكم ) من نعت النبي عليه وسلم في التوراة (ليحاجوكم) ليجادلوكم ( به عند ربكم ) يوم العرض عليه ( أفلا تعقلون ) أن إخباركم لهم بذلك مما يقيم عليكم الحجة يوم القيامة ( أو لا يعلمون ) الاستفهام للتقرير
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى
(إن الله يعلم) منهم ومن جميع العباد ( ما يسرون) من النيات والإيمان وما يسر هؤلاء المنافقون من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ( وما يعلنون) يظهرون من الإيمان به ( ومنهم) من اليهود (أميون ) عوام لا يقرءون ولا يكتبون فلذلك ( لا يعلمون الكتاب ) كتاب التوراة وما فيه من وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا ) لكن ( أماني) يغشهم بها أحبارهم كما قال تعالى عنهم ((وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أما نيهم )) ( وإن هم ) ما هم في إنكارهم نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إلا يظنون ) ظنا فاسدا (فويل ) واد في جهنم وفي الحديث قال رسول صلى الله عليه وسلم ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ( للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) ويختلفون من تلقاء أنفسهم ويضمنونه تحريف ما فيه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم ( ثم يقولون ) لجهالهم (هذا من عند الله ) وفعلهم ذلك ( ليشتروا به ) لينالوا به (ثمنا قليلا) من أغراض الدنيا (فويل لهم مما كتبت أيديهم ) من التقول على الله ( وويل لهم مما يكسبون ) مما يأخذونه من الثمن المذكور ( وقالوا ) تأليا على الله حين هددهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار ( لنتمسنا النار) أي نار جهنم ( إلا أياما معدودة ) أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل (قل ) أيها النبي الكريم ( أتخذتم ) بذلك وقرئ اتخذتم بالإدغام ( عند الله عهدا ) وميثاقا (فلن يخلف الله عهده ) أن عهد إليكم أن لا يعذبكم إلا هذه المدة ( أم ) بل ( تقولون على الله ) تهكما وجرأة ( مالا تعلمون) أن الله واعدكم به فاستولت أحبارهم على جهالهم وجهالهم على علمائهم فصار الكل على الوبال وفي الحديث في معنى مثل ذلك ويل للعالم من الجاهل وويل للجاهل من العالم (بلى ) تمسكم النار وتخلدون فيها
مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ
(من كسب سيئة ) واقترف قبيحة ( وأحاطت به ) من جميع جوانبه ( خطيئته ) وقرئ خطياته بقلب الهمزة ياء والإدغام وهذا وصف الكافر لا تحيط الخطيئة إلا به لخلوه من حسنة ولذا قال فيه تعالى ( فأولئك أصحاب النار) سكانها الملازمون ( هم فيها خالدون) لا يخرجون ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات) و خالفوا أنفسهم وجاهدو في طاعة الله ( أولئك أصحاب الجنة ) ساكنوها (هم فيها خالدون ) من غير خروج أبدا ( وإذ أخذنا ) في التوراة ( ميثاق ) وعهد ( بني إسرائيل لا تعبدون ) أي وقلنا لهم في ذلك العهد لا تعبدون وقرئ لا تعبدون وقرئ أن لا تعبدوا وقرئ يعبدوا بالياء ( إلا الله ) الذي خلقكم ( وبالوالدين ) أحسنوا إليهما ( إحسانا) بأن تبروهم ( وذي القربى ) أحسنوا إليهم بالمواصلة ( واليتامى و المساكين ) أيضا أحسنوا إليهم بأنواع ال‘حسان ( وقولوا للناس ) إن جادلتموهم أو هديتموهم ( حسنا ) وقرئ حسنا بفتحتين وقرئ حسنا بضمتين أي قولوا لهم قولا حسنا مشتملا على لطف ولين ووعظ و تذكير بصورة غير منفرة حتى ينقادوا وفيما ذكرنا من معنى الآية تعليم خطاب المعلم لمن يتعلم منه و أما اليهود فلم يفعلوا ما أمرهم الله8 به ثم قال لهم الله في العهد ( وأقيموا الصلاة ) التي افترضتها عليكم ( و آتوا الزكاة ) التي أوجبتها عليكم ( ثم توليتم) عن ذلك بعد قبوله ( إلا قليلا منكم ) وهم الذين أسلموا ( وأنتم معرضون ) عن قبول الحق كما دأب آبائكم من قبلكم ( و إذ أخذنا ) أيضا عليكم ( ميثاقكم ) وعهدنا إليكم بأن قلنا لكم ( لا تسفكون دماءكم) لا يقتل بعضكم بعضا


يتبع

sasa

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:38 PM

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ
(ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ) بأن لا يخرج بعضكم بعضا من داره ( ثم أقررتم ) اعترفتم بالميثاق ( وأنتم تشهدون ) على إقراركم ( ثم أنتم ) بعد ذلك ( هؤلاء ) نداء أي يا هؤلاء ( تقتلون أنفسكم ) أي يقتل بعضكم بعضا وقرئ تقتلون مشددا ( وتخرجون فريقا ) طائفة ( منكم من ديارهم ) وتخرقبونها ( تظاهرون ) أي تتعاونون (عليهم ) وقرئ تظاهرون بتشديد الظاء وقرئ بتاءين ( بالإثم ) المعصية ( والعدوان) العداوة ظلما بغير حق ( وإن يأتوكم أسارى ) وقرئ أسرى ( تفادوهم ) أي تنقذوهم من أسرهم بالمال وقرئ تفدوهم ( وهو ) أي المعهود إليكم من الله ( محرم عليكم إخراجهم ) أي إخراجهم من ديارهم ( أفتؤمنون ببعض غالكتاب ) أي فدائهم ( وتكفرون ببعض ) وهو القتل و الإخراج و المظاهرة والقصة أن قريظة حالفوا الأوس و النضير حالفوا الخزرج فكان كل منهم يقاتل مع حلفائه ويخرب ديار الآخرين ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم فإن قيل لهم لم تفدونهم يقولون أمرنا بالفداء وإن قيل لهم لم تقاتلونهم يقولون لا نرضى أن يهان حلفاؤنا فهذا هو الإيمان بالبعض و الكفر بالبعض وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الله عليهم أربعة عهود ترك القتل وترك ال‘خراج وترك المظاهرة وفداء أسراهم فأعرضوا عن كل ما أمروا إلا الفداء ( فما جزاء من يفعل ذلك منكم ) معشر اليهود ( إلا خزى ) تعاملون به ( في الحياة الدنيا ) وقد وقع لهم ذلك فقتل بنو قريظة وسبوا وأجلى بنوا النضير وضربت الجزية على غيرهم فما أشده من خزي وذل (ويوم القيامة ) مع ما وقع لهم في الدنيا ( يردون) وقرئ بالتاء ( إلي أشد العذاب ) لارتكابهم أشد معصية لنقضهم العهود و تغيير ما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم المحمود
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
(وما الله بغافل عما تعملون ) بل هو بالمرصاد وقرئ بالياء (أولئك) اليهود المبدلون ( الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ) و آثروها عليها (فلا يخفف عنهم العذاب ) لا في الدنيا بنقص الجزية ولا في الآخرة ( و لا هم ينصرون ) فيدفع عنهم ( ولقد آتينا موسى ) بن عمران الكليم ( الكتاب ) التوراة (وقفينا) على أثره ( من بعده بالرسل) أي بأن أرسلنا من بعده رسلا ( و آتينا عيسى) كلمة الله ( ابن مريم ) خادم الله الصالحة ( البينات) المعجزات الظاهرات المذكورة في قوله تعالى (( وأبرئ الأكمة والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون )) الآية وما قبلها ( وأيدناه ) أي قويناه (بروح القدس) جبريل وقرئ القدس بالإسكان في جميع القرآن (أفكلما جاءكم ) معشر الكافرين (رسول ) من عند الله (بما لاتهوى) تحب ( أنفسكم) الخبيثه ( استكبرتم) عن الايمان والانقياد له (ففريقا كذبتم ) كموسى وعيسى (وفريقا تقتلون ) كزكريا ويحي ( وقالوا) النبي صلى الله عليه وسلم مستهزئين (قلوبنا غلف) عليها غشوة لا تعي قولك ( بل) ليست بغلف إنما (لعنهم الله) لعدم قبولهم الحق وطردهم عن رحمته (بكفرهم) بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عنادا (فقليلا ما يؤمنون) أي إيمانهم قليل وما مؤكدة (ولما جاءهم ) على لسان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (كتاب من عند الله ) وهو القرآن (مصدق لما معهم) وهو التوراة (وكانوا من قبل ) أي قبل ظهور بعث النبي صلى الله عليه وسلم و نزول القرآن ( يستفتحون) يستنصرون




sasa

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:41 PM

عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ
(على الذين كفروا) ويقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة ( فلما جاءهم ما عرفوا ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم المنعوت عندهم في التوراة ( كفروا به ) حسدا من عند أنفسهم وخوفا على رياستهم ( فلعنة الله على الكافرين ) الذين ستروا الحق وأظهروا الباطل ( بئس ما اشتروا ) بحسب ظنهم الفاسد ( به أنفسهم ) ظنا أنهم خلصوها من العقاب ( أن يكفروا بما أنزل الله ) من القرآن (بغيا) حسدا لا حقيقة له ( أن ينزل الله ) أي حسدهم على أن ينزل الله وقرئ ينزل بالتخفيف (من فضله) نبوته ووحيه ( على من يشاء ) يختار (من عباده ) لرسالته ( فباءو بغضب على غضب ) لكفرهم وحسدهم ( وللكافرين عذاب مهين ) على محمد وهو القرآن وما أنزل على الرسل من الكتب القديمة ( قالوا نؤمن بما أنزل علينا ) أي التوراة ( ويكفرون بما وراءه) أي بما سواه ( وهو الحق) أي القرآن ( مصدقا) أي موافقا ( لما معهم ) أي التوراة التي معهم ( قل ) لهم أيها النبي الكريم (فلم تقتلون ) أي قتل آباؤكم (أنبياء الله ) وقرئ بالهمزة وأنتم راضون بفعل آبائكم ( من قبل إن كنتم مؤمنين ) بالتوراة فلم خالفتم ما فيها وهو النهي عن قتلهم ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ) آي الايات الواضحات التسع المذكورة في قوله تعالى (( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات))
ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)
(ثم اتخذتم العجل ) إلها فعبدتموه (من بعده) من بعد ذهاب موسى إلي المكالمة( وأنتم ظالمون) أي وعاداتكم تعدي الحدود وعدم الوفاء بالعهود ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) العهد عليكم بالعمل بما في التوراة ( ورفعنا فوقكم الطور ) حين أعرضتم عن قبول ذلك ( خذوا ما آتيناكم ) ما أمرناكم به في التوراة وآمنوا بمحمد واعملوا بأمره ( بقوة) بجد ( واسمعوا ) لأمره مطيعين (قالوا سمعنا ) قوله ( وعصنا ) أمره (وأشربوا) وسقوا ( في قلوبهم العجل ) أي اختلط حب العجلل بقلوبهم وذلك (بكفرهم) أي بسب كفرهم (قل بئسما ) أي بئس شيئا (يأمركم به ‘يمانكم ) أي بالتوراة عبادتكم العجل ( ‘ن كنتم مؤمنين ) بالتوراة كما زعمتم و المعنى أنكم لستم بمؤمنين لأنه لم يأتكم في التوراة أمر بعبادة العجل و إن كان عبدة العجل آباءهم فهم كذلك كذبوا بما في التوراة من الأمر بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم فكلهم خالفوا ما في التوراة (قل إن كانت ) كما تقولون ( لكم الدغار الآخرة) أي الجنة ( عند الله خالصة ) وخاصة بكم ( من دون الناس ) كما حكى عنهم تعالى في قوله (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى )) (فتمنوا الموت ) فإن من علم أن مصيره إلي الجنة بلا شك يؤثر الموت على الحياة فتمنوا ( إن كنتم صادقين ) فإنه من علم أن مصيره إلي الجنة بلا شك يؤثر الموت على الحياة فتمنوا ( إن كنتم صادقين ) فإنه يفرح به من كان يحسن عمله مع الله كما قال بعض الصحابة حين أشرف على الموت غدا ألقى الأحبة محمدا وحزبه وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحفة المؤمن الموت ( ولن يتمنوه) اليهود ( أبدا بما قدمت أيديهم ) من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم والإعراض عن موجبات الرحمة ( والله عليم بالظالمين ) المتعدين الحدود وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه وما بقى على وجه الأرض يهودي
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
(ولتجدنهم ) أي اليهود ( أحرص الناس على حياة ) أي أشد الناس حرصا على الحياة وقرئ الحياة ( ومن الذين أشركوا ) هم أحرص أيضا على الحياة ( يود ) يتمنى ( أحدهم ) الضمير لليهود ( لو يعمر ) يطول عمره في الدنيا ( ألف سنة ) وما ذلك إلا لعلمهم بسوء ما قدموه ( وما هو ) الضمير للشان (بمزحزحه) بمبعده ( من العذاب) في النار (أن يعمر ) أي تعميره ( والله بصير بما تعملون ) فيجازيهم عليه (قل) لليهود حيث سألوك عمن يأتيك بالوحي فأخبرتهم أنه جبريل فقالوا هو عدونا يأتي بالعذاب و الغضب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب و السلم (من كان عدوا لجبريل ) أمين وحي الجليل (فإنه ) القرآن الذي فيه غيظهم (نزله ) جبريل (على قلبك) الذي هو أشرف القلوب و أفضلها لأنك أشرف الخلق وأفضلها وفي الحديث قال لي جبريل قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد نبيا أفضل من محمد من بني هاشم فإذا كان ليس في الأنبياء أحد مثلك فليس في القلوب قلب مثل قلبك فلم ينكر هؤلاء المخذولون المطرودون نزول الوحي عليك و أنت أعظم مستحق له وجبريل أصدق مرسل به وقد وصل إليك ( بإذن الله ) وأمره العزيز الحكيم ( مصدقا لما بين يديه ) أي لما قبله من الكتب القديمة ( وهدى ) لمتبعيه ( وبشرى ) برضوان الله الأكبر ( للمؤمنين ) العاملين بما فيه ( من كان عدوا لله وملائكته ) المقربين ( ورسله ) المحبوبين ( وجبريل ) أمين الوحي ( وميكال ) وقرئ ميكائيل وقرئ و ميكاييل وقرئ وميكالئل (فإن الله عدو للكافرين ) الذين عادوا أحبابه ( ولقد أنزلنا إليك) لهداية العباد ( آيات بينات) واضحات
وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ



sasa

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:43 PM

( وما يكفر بها إلا الفاسقون ) الذين قالوا لك ما جئتنا بشئ نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك ( أو كلما عاهدوا ) الله ( عهدا ) في تصديقك وعدم المناصرة عليك وقرئ عوهدوا وعهدوا ( نبذه ) نقضه و رماه ( فريق منهم ) جماعة منهم ( بل أكثرهم لا يؤمنون ) وإن أظهر البعض ذلك فهم مبطنون النفاق ( ولما جاءهم رسول ) وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( من عند الله ) يدعو إليه ( مصدق ) موافق ( لما معهم ) للتوراة المحتوية على وصفه (نبذ ) طرح ورمى ( فريق من الذين أوتوا الكتاب ) التوراة ( كتاب الله ) هي أيضا لأن تركهم للعمل بما فيها من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم هو نبذها كلها ( كتاب الله ) هي أيضا لأن تركهم للعمل بما فيها من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم هو نبذها كلها ( وراء ظهورهم ) وأعرضوا عنها ( كأنها لا يعلمون ) وما ذاك إلا حسدا وعنادا وبغضا للنبي صلى الله عليه وسلم ( واتبعوا ) علماء اليهود ( ما تتلوا الشياطين ) من السحر ( على ملك سليمان ) أي على زمان ملكه أنهم كانوا يسترقون السمع فيضمون إلي ما سمعوه أكاذيب ويلقونها إلي الكهنة فيدونونها و للناس يعلمونها وشاع أن الجن تعلم الغيب وأن ملك سليمان تم بهذا العلم وأنه بمثل هذه الأسحار كان ملكه ( وما كفر سليمان ) بزعمهم الفاسد أنه كان ساحرا وإنما هو نبي من خاصة الله ورسله ( ولكن ) وقرئ مخففا (الشياطين ) المضلين عن الطريق الملك المبين ( كفروا ) بإضلالهم من تبعهم ( يعلمون الناس السحر ) فضلوا وأضلوا وفي غضب الله حلوا ( وما أنزل على الملكين ) أي ويعلمونهم ما أنزل على الملكين وقرئ على الملكين بكسر اللام ( ببابل ) بلد من سواد العراق ( هاروت وماروت ) وهما ملكان أنزلا لتعليم السحر وقرئ هاروت و ماروت بالرفع ( وما يعلمان ) الملكان ( من أحد ) السحر ( حتى يقولا ) له وينصحاه نهيا عن تعلمه ( إنما نحن فتنة ) ابتلاء و اختبار من الله ( فلا تكفر ) فإنه لا يجتمع علمه و العمل به مع الإيمان ( فيتعلمون ) السابق لهم الخذلان ( منهما ) من هاروت وماروت ( ما يفرقون به ) الضمير للسحر ( بين المرء وزوجه ) بأن يفعلوا لهما شيئا يوقع بينهما البغض و الكره ( وما هم ) فاعلوا السحر ( بضارين به ) أي بالسحر ( من أحد ) من العباد ( الا بإذن الله ) فاعلم أنه لا يضر و لا ينفع الا الله ( ويتعلمون ) السحر ( ما يضرهم ) في آخرتهم ( ولا ينفعهم ) في دنياهم ( ولقد علموا ) اليهود ( لمن اشتراه ) الضمير للسحر أي استبدله بكتاب الله ) ماله في الآخرة ) لدى الله ( من خلاق ) نصيب وحظ ( ولبئس ما ) بئس شيئا ( شروا به أنفسهم ) وهو بيعها بما يوجب عذاب الله ( لو كانوا يعلمون ) أن تعلمه موجب للخسار ودخول النار ( ولو أنهم ) أي اليهود ( آمنوا ) بالله ورسوله وكتابه ( واتقوا ) خافوا عقاب الله فلم ينبذوا كتابه ولم يعلموا بالسحر ( لمثوبة ) أي لأثيبوا مثوبة ( من عند الله ) ومن خذائن رحمته ( خير ) لهم مما شروا به أنفسهم ( لو كانوا يعلمون ) أن ما عند الله من الثواب وحسن المآب خير لمن أقبل عليه وترك سواه و امتثل أوامره وسعى في رضاه (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ) لنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ( راعنا ) فإنكم لما قلتم ذلك وقصدكم به المراعاة والتأني فيما يقوله لكم حتى تفهموا قال اليهود ذلك اللفظ وقصدوا به سبا قاتلهم الله فإذا اجتنبتم ذلك فهم يجتنبوه وقرئ راعونا ( قالوا انظرنا ) بدل راعنا ( واسمعوا ) لما قلناه لكم وسدوا على اليهود باب مكايدهم ( وللكافرين عذاب أليم ) المتجرئين على الرسول العظيم ( ما يود ) يحب ويتمنى ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) لعداوتهم لكم وبغضكم ( ولا المشركين ) من العرب ( أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) من الوحي الدال لكم إلي سبيل السعادة الموصلة لنعيم الجنة المحسوسة وزيادة ( والله يختص برحمته ) و نبوته وحكمته ( من يشاء ) ‘دخاله في ديوان خاصته ( والله ذو الفضل العظيم ) الذي لا يتناهى و لايحيط به مخلوق ( ما ننسخ من آية ) نزلها إما لفظها مع حكمها أو حكمها فقط وقرئ ننسخ بضم النون ( أو ننسها ) نؤخرها ونرفع تلاوتها وقرئ ننسها وتنسها على البناء للمفعول وننسكها بإظهار المفعولين ( نأت بخير منها ) في المنفعة للعباد و الثواب في المعاد ( أو مثلها ) أي أو نأت بمثلها ثوابا وتكليفا ( ألم تعلم ) أيها النبي صاحب القدر الكبير ( أن الله على كل شئ قدير ) من النسخ والإتيان بالمثل وغير ذلك ونزلت الآية حين قال اليهود يأمر محمد أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ما هو أي القرآن إلا كلام محمد ( ألم تعلم ) أيها المصطفى ( أن الله له ملك السموات و الأرض ) يتصرف فيهما كما يختار ( وما لكم ) أمة النبي محمد أنتم ونبيكم ( من دون الله ) من غيره ( من ولى ) يتولى تأييدكم ( ولا نصير ) من الأذية يمنعكم ونزلت الآية حين طلب أهل مكة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسعها وأن يجعل الصفا ذهبا ( أم ) بل ( أتريدون ) معشر المكذبين ( أن تسألوا رسولكم ) وتقترحوا عليه بالسؤال ( كما سئل موسى ) أي سأله اليهود ( من قبل ) فقالوا أرنا الله جهرة وقلتم لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ( ومن يتبدل ) يتعوض و يأخذ ( الكفر بالإيمان ) ويترك الأخذ بالآيات البينات ( فقد ضل سواء ) وسط ( السبيل ) وحاد عن طريق الحق ( ود) أحب ( كثير من أهل الكتاب ) علماء اليهود و النصارى ( لو يردونكم ) ويصدونكم ( من بعد إيمانكم ) من بعد أن تحليتم بالإيمان ( كفارا ) مرتدين ( حسدا ) وذلك منهم حسدا لكم ( من عند أنفسهم ) الخبيثة المعرضة عن الله ( من بعد ما تبين ) وظهر (لهم ) لليهود ( الحق ) بصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم (فاعفوا ) عن عقوبتهم واتركوهم ( واصفحوا ) أعرضوا عن مجازاتهم ( حتى يأتي الله ) لكم ( بأمره ) بالقتال فقاتلوهم ( إن الله على كل شئ قدير ) من الانتقام منهم و غيره ( وأقيموا الصلاة ) وأدوا أركانها بقلوب حاضرة متوجهة صادقة وإقامتها أن تصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي الحديث صلوا كما رأيتموني أصلي وكان صلى الله عليه وسلم إذا كبر لا فتتاح الصلاة يرفع مرة يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ومرة أرفع من ذلك ومرة كما في رواية أبي دواد لو كنت قدام النبي


sasa

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:45 PM

صلى الله عليه وسلم لرأيت إبطيه و أما القبض ففي مسلم وضع يده اليمنى على اليسرى وعند الترمذي مرفوعا كان يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه وعند النسائي قبض يمينه على شماله وعند رزين عن على السنة وضع الكف على الكف في الصلاة ويضعهما تحت السرة وفي كشف الغمة كان صلى الله عليه وسلم إذا كبر للإحرام وضع يده اليمنى على اليسرى والرسغ والساعد تحت السرة وعند الطبراني في الكبير مرفوعا ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الفطور وتأخير السحور ووضع اليمنى على الشمال في الصلاة قال المناوي بأن يجعلهما تحت صدره فوق سرته وأما الرفع فعند أبي داود مرفوعا إلي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا كبر وإذا رفع رأسه من الركوع فيبلغ بهما أذنيه وعند النسائي مثله وزاد وإذا سجد وإذا رفع رأسه من سجوده وكان يسكت سكتتين سكته إذا كبر وسكتة بعد قوله ولا الضالين كذا في كشف الغمة وكان استفتاحه في السكتة الأولى مرة بما رواه أبو داود و الترمذي وغيرهما بقولهم كان إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وأكثر مدامته على ذلك وتارة يستفتح بقوله اللهم باعد بيني وبين خطاي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم نقني من خطاي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج و الماء والبرد وتارة يقولؤ مستفتحا وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ومرة يستفتح بقوله اللهم أنت الملك لا إله إلا انت أنت ربي وأنا عبدك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا انت و اهدني لأحسن الاخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا انت لبيك وسعديك و الخير كله في يديك و الشر ليس ^إليك أنابك و إليك تباركت و تعاليت أستغفرك وأتوب إليك وكان صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يستعيذ فمرة يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و أخرى يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه فأما البسملة ففي كتابنا رحمة الأحد معزيا للترمذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم وفي كشف الغمة قال لجابر كيف تفتتح الصلاة يا جابر فقلت بالحمد لله رب العالمين فقال صلى الله عليه و سلم قل بسم الله الرحمن الرحيم و أما الفاتحة فلازم عليها سواء كنت إماما أو مأموما أو فذا وفي البخاري وغيره عنه صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقيل لأبي هريرة في حديث لمسلم إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك الحديث مطولا منه وعند الطبراني في الكبير من صلى خلف إمام فليقرأ بفاتحة الكتاب و أما التأمين ففي أبي داود مرفوعا كان ‘ذا قرأ و لا الضالين قال آمين ورفع بها صوته وفي كشف الغمة مرفوعا إذا قال و لا الضالين يقول عقبها سرا اللهم اغفر لي و للمسلمين ثم يقول آمين مادا بها صوته فيسمع من يليه من الصف الأول ويرتج المسجد وذلك كأن يجهر بها المأمون فإن كانت الصلاة سرية أسمع بها نفسه صلى الله عليه وسلم وأما السورة ففي كشف الغمة مرفوعا من صلى صلاة مكتوبة أو تطوعا فليقرأ فيها بأم القرآن و سورة معها وفي رواية وآيتين معها وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم رجلا الصلاة يقول له إذا كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع وأما الركوع و السجود فعند أبي داود وكان إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا و إذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا وفي كشف الغمة كان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت و الملكوت و الكبرياء و العظمة وكان مرة يقول سبوح قدوس رب الملائكة و الروح وكان مرة كما في الصحيحين مرفوعا يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وعند البيهقي في سننه مرفوعا يسبح ثلاث تسبيحات ركوعا وثلاث تسبيحات سجودا وكان يقول هذه الأذكار في ركوعه مرة خمسا ومرة سبعا ومرة عشرا وكيفية الركوع ما رواه ابن ماجة مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع يساوي ظهره حتى لو صب عليه الماء لا ستقر وأما الرفع بعده فكان صلى الله عليه وسلم يقول سمع الله لمن حمده فإذا انتصب قال ربنا لك الحمد ومرة يزيد اللهم ربنا ولك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء و المجد لا مانع لما أعطيت و لامعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك وأما السجود فمرة ذكر سبحان ربي الأعلى ثلاثا ومرة كان يقولها خمسا وأخرى سبعا ومرة يقول اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره رواه مسلم و أخرى يقول في سجوده رب أعط نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت و ليها و مولاها ومرة يقول اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا واجعل لي نورا ومرة سبحان ذي الجبروت كما تقدم في الركوع وأخرى سبوح قدوس كما مر فيه ومرة سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي وأخرى يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب اصرف قلبي عن معصيتك ومرة رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ومرة يقول كما في مسلم سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت وفي رواية مرفوعة اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيننننت على نفسك ، وأما فعله بأصابعه في الركوع و السجود فعند الحاكم مرفوعا اذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه وفي البخاري مرفوعا كان إذا سجد يجنح حتى يرى وضح بياض إبطيه وفي الصحيحين وغيرهما أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة واليدين و الركبتين وأطراف القدمين ولا نكف الثياب ولا الشعر وكان صلى الله عليه وسلم يطمئن بين السجدتين فمرة يخفف وأخرى يطول ويقول لمن يعلمه الصلاة ثم ارفع يعني من السجود حتى تطمئن جالسا وكان يقول في جلوسه ذلك مرة رب اغفر لي يكررها مرار ومرة اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني وأما القنوت ففي الترمذي وأبي داود عن الحسن ابن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت وعن أنس ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت بعد الركوع إلا قليلا ومازال يقنت في الأخيرة من الصبح حتى فارق الدنيا وكيفية القنوت الأخرى اللهم إنا نستعينك ونستهديك الخ وأما الجلوس فعند النسائي وإذا جلس في الركعتين جمع اليسرى ونصب اليمنى ووضع يده اليمنى على فخذه ونصب أصبعه للدعاء ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وعقد ثنتين الوسطى والإبهام وأشار وفي كشف الغمة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعة الأخيرة يفرش رجله اليسرى وينصب الأخرى ويقعد على مقعدته وفيه أيضا مرفوعا تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان وفي رواية التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و للترمذي نحو ذلك وقال سلام عليك سلام علينا بغير أل وكيفية أبي داود مرفوعة التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله و بركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ثم قال ليختر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به وفي رواية للنسائي مرفوعة التحيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ور سوله وللنسائي أيضا رواية أخرى مرفوعة وهي باسم الله و بالله التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار وأما الصلاة بعد التشهد فعند الدارقنطي مرفوعا إذا جلست في صلاتك فلا تتركن الصلاة علي فإنها زكاة الصلاة ولها كيفيات منها ما في الصحيحين وغيرهما اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وفي رواية كما صليت على إبراهيم كما باركت على إبراهيم بإسقاط لفظ آل وروي مرفوعا اللهم صل على محمد وعلى ازواجه وذريته إلي آخرها و أما إيراهيم بإسقاط لفظ آل وروي مرفوعا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته إلي آخرها و أما الدعاء بعد التشهد فمنه ما رويناه في كتابنا رحمة الأحد معزيا إلي بعض أهل السنن مرفوعا اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلي النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا و أبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذريتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم و اجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابلين لها وأتمها علينا وفي مسلم قال صلةى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا و الممات ومن شر المسيح الدجال ومرة يزيد على ذلك اللهم أعوذ بك من المأثم و المغرم وأخرى يقول اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وكثيرا يقول اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري و بارك لي فيما رزقتني وكثيرا أيضا ما يقول اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزميمة على الرشد و أسألك نعمتك وحسن عبادتك و أسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد وأسألك نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسان صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم و أستغفرك لما تعلم وكثيرا أيضا ما يقول اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك وعند مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘ذا قام إلي الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد و التسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا انت وكان إذا سلم من الصلاة قال عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وكان يحذف السلام ولا يمده مدا وعند الحاكم وغيره مرفوعا حذف السلام سنة وأما القراءة في الصلاة فكان لا يترك في صبح الجمعة الم السجدة وهل أتى على الإنسان وفي غير الجمعة كان كثيرا ما يقرأ فيها بنحو ( ق ) وتبارك ((الملك )) ونحوهما ومرة بالتكوير والزلزلة وأخرى بالكافرون والإخلاص و تارة بالمعوذتين لكن في السفر ومرة بالروم يفرقها في الركعتين وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر في الركعتين الأولتين بأم القرآن و سورتين وفي الركعتين الأخرتين بأم القرآن و يسمعنا الآية أحيانا ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية وهكذا في العصر وهكذا في الصبح كذا في الصحيحين وغيرهما وعند أبي داود وغيره كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى وعنده وعند غيره كان يقرأ في الظهر و العصر بالسماء ذات البروج و السماء و الطارق ونحوهاما من السور النسائي بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية في الظهر وعنده أيضا عن بعضهم مرفوعا كنا نسمع الآيات من لقمان وللذاريات وفي العصر كان


sasa

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:48 PM

يصلي في الركعتين الأولين منها بنحو الخمس عشرة آية وفي الأخرتين نصفها (1) وتقدم بعض ما كان يصلي به فيها و أما المغرب فعند النسائي أنه صلى الله عليه وسلم بالمرسلات ومرة بحم الدخان ومرة بقوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا إلي قوله الوهاب و أخرى بالكافرون في الأولى والإخلاص في الثانية وأما العشاء فكان كثيرا يقرأ بالتين و الزيتون ونحوهما في كل ركعة من الأولين كذا في كشف الغمة وعند الترمذي وغيره كان يقرأ في العشاء يالشمس وصحاها ونحوها ثم ليقل العبد بعد الصلاة ثلاثا أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه و قد أطلت الكلام هنا لكون الصلاة هي رأس الدين و بها قوامه وذكرت كثيرا من الكيفيات لأن الله جل شأنه يتجلى في الدار الآخرة للنبي صلى الله عليه و سلم بتجليات لكل كيفية تجل فمن عمل بتلك الكيفيات نال من ذلك التجلي حظا ومن لا فلا فينبغي للعبد أن يحافظ على الكل لينال كثيرا من التجليات الواردة للحضرة المحمدية
وَآَتُوا الزَّكَاةَ
( وآتوا الزكاة ) بطيب نفس إن أردتم الخير و إلا فتؤخذ منكم باليد ثم ذكرنا بعض أحكامها هنا وفي الحديث مرفوعا قال صلى الله عليه وسلم قد عفوت عن الخيل و الرقيق فهاتوا صدقة الورق من كل أربعين درهما و ليس في تسعين ومائة شئ فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة ن ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة

(1) قوله وفي الأخيرتين نصفها هكذا في الأصل الذي بيدنا وليحرر لفظ الحديث ا هـ مصححة.
(2) (2) قوله وفي خمس وعشرين من الإبل الخ هذه رواية منقولة عن علي كرم الله وجهه قال الزيعلي و لا تكاد تصح اهـ كتبه مصححه
(3) قوله ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين هكذا في الأصل الذي بيدنا وبينهما نصابان تركهما وترك بعد قوله فيما يأتي إلي عشرين ومائة نصابا وهو مائة واحدى وعشرون كما يعلم من كتب الفقه ا هـ مصححه.
وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ

(وما تقدموا ) وقرئ تقدموا من أقدم ( لأنفسكم من خير ) وتحسنوا به إليها من جميع الأعمال الصالحة ( تجدوه ) في صحائفكم ( عند الله ) فيجازيكم عليه ( إن الله بما تعملون بصير ) فيعطي كل عبد على حسب إخلاصه و لإحسانه للعمل وقرئ بالياء ( وقالوا ) أحبار اليهود و النصارى ( لمن يدخل الجنة ) دار النعيم و النظر إلي وجه الكريم ( إلا من كان هودا ) وذلك أن اليهود قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا ( أو نصارى ) كذلك قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان منهم ( تلك ) المقالة ( أمانيهم ) الكاذبة و شهواتهم الفاسدة ( قل ) أيها النبي لهم ( هاتوا ) على ما ذكرتم ( برهانكم ) وحجتكم ( إن كنتم صادقين ) فيما ادعيتموه (بلى ) يدخلها ( من أسلم وجهه لله ) وانقاد لحكمه و اتبع أمره من كل العباد ( وهو محسن ) أعماله ( فله أجره ) على ما عمل ( عند ربه ) لديه في الجنان ( و لاخوف عليهم ) من عقاب ( ولا هم يحزنون ) على شئ فاتهم فنعم المآب ( وقالت اليهود ) وذلك حين قدم و فد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليست النصارى على شئ ) أي على دين صحيح ( وقالت النصارى ) لليهود ( ليست اليهود على شئ ) أي على دين صحيح معتد به ( وهم ) الجميع ( يتلون الكتاب ) المنزل على نبيهم فكذب قوم كل نبي منهم النبي الآخر

الشيخة ام يس 07-28-2012 10:52 PM

كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)




(كذلك قال ) من هذه الأمة ( الذين لا يعلمون ) وهم المشركون ( مثل ) قولهم ) أي قول اليهود و النصارى فالكل في التعنت و العناد وطلب ما لايليق سواء ( فالله يحكم بينهم ) بين المختلفين ( يوم القيامة ) يوم العرض عليه ( فيما كانوا ) في الدنيا ( فيه يختلفون ) فيدخل المؤمنين الجنة و الكافرين النار ( ومن أظلم ) لا أحد أظلم ( ممن منع ) الطالب ( مساجد الله أن يذكر فيه اسمه ) ويعبد فيها و الآية نزلت في المشركين ( وسعى في خرابها ) من تعطيل إقامة الدين فيها وهدمها ( أولئك ) المانعون ( ما كان لهم أن يدخلوها ) ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها ( إلا خائفين ) ولله خاشعين ( لهم في الدنيا ) جزاء على سوء فعلهم (خزى) من القتل للحربى و الجزية للذمى ( ولهم في الآخرة ) بكفرهم و تعديهم حدود الله ( عذاب عظيم ) وهو النار وبئس المصير ( ولله المشرق و المغرب ) أي الأرض كلها له والإشارة لصلاة النافلة على الراحلة في السفر لكونها لا يتعين فيها استقبال القبلة ( فأينما تولوا ) في الصلاة وجوهكم بأمر من الله (فثم وجه الله ) فالأمر للشارع و الحكم حيثما وجه ( إن الله واسع عليم ) فسبحانه ما أعظم شأنه الكريم ( وقالوا ) الكفار ( اتخذ الله ولدا ) تعالى الله عما قالوا فقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال مشركو العرب الملائكة بنات الله (سبحانه ) تنزه عما قالوا ( بل له ما في السموات و الأرض ) عبيدا وخلقا ( كل له قانتون ) مطيعون

الشيخة ام يس 07-28-2012 11:40 PM

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
(بديع السموات و الأرض ) مبدعهما على أحسن صنع ( وإذا قضى ) أراد (أمرا ) يوجده ( فإنما يقول له ) عند تكوينه ( كن فيكون ) وقرئ فيكون بالنصب ( وق4ال الذين لا يعلمون ) الجهلة من المشركين ( لولا ) هلا ( يكلمنا الله ) فيقول لنا محمد أرسلته ( أو تأتينا آية ) وذلك قولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا الأرض ينبوعا إلي قوله كتابا نقرؤه ( كذلك ) كما قالوا ( قال الذين من قبلهم ) من كفار الأمم الماضية ( مثل قولهم ) كقولهم أرنا الله جهرة وغير ذلك ( تشابهت ) وقرئ بتشديد الشين ( قلوبهم ) في العناد والإعراض عن الله (قد بينا الآيات ) الواضحات ( لقوم يوقنون ) يؤمنون لا يتعنتون ( إنا أرسلناك ) تدعو الناس إلينا ( بالحق ) و سبيله المستقيم ( بشيرا ) للمؤمنين ( ونذيرا ) للكافرين ( و لاتسئل عن أصحاب الجحيم ) لم لم يؤمنوا وقرئ تسأل على أنه نهى له صلى الله عليه وسلم عن السؤال ( ولن ترضى عند اليهود ) لفساد عقولهم ( و لا النصارى ) أيضا ( حتى تتبع ملتهم ) أي دينهم ( قل ) لهم ( إن هدى الله ) الذي هو الإسلام ( هو الهدى ) طريق الحق المستقيم وما عداه فباطل ( ولئن اتبعت أهواءهم ) آراءهم الفاسدة ( بعد الذي جاءك من العلم ) بأنك على الحق ( مالك من الله ولي ) يتولى إعانتك ( و لا نصير ) يدفع عنك فاقتك وقد حفظناك من ذلك بولايتنا ونصرناك عليهم بحمايتنا ( الذين آتيناهم الكتاب ) أي مؤمنو أهله

الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ(123) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَلَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ
(يتلونه ) يقرءونه ( حق تلاوته ) فيتقونه و يعملون بما فيه ( أولئك يؤمنون به ) فليسوا كالحرفين ( ومن يكفر به ) وهم المحرفون له (فأولئك هم الخاسرون ) حيث غيروا أحكام الله لأهوائهم (يا بني إسرائيل ) أولاد يعقوب ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) من إخراجكم من التيه و تظليلكم بالغمام و إدراككم زمن نبي محمد ( وأنى فضلتكم على العالمين ) وجعلت منكم الأنبياء و المرسلين ( واتقوا ) واخشوا (يوما ) يوم القيامة ( لا تجزى ) لا تغنى ( نفس عن نفس شيأ ) قل أو كثر ( و لايقبل منها عدل ) فداء ( و لاتنفعها شفاعة ) فإن الشفاعة في الكافر ليس لها محل ( و لاهم ينصرون ) من عذاب الله ويمنعون ( و إذ ابتلى ) اختبر ( إبرهيم ) وقرئ إبراهام ( ربه بكلمات ) أوامر ونواهي مناسك الحج وغيرها وقرئ إبراهيم بالرفع وربه بالنصب أي دعاه بكلمات مثل رب أرني كيف تجي الموتى ( فأتمهن ) فاداهن بتمام ( قال ) الله سبحانه و تعالى له (إني جاعلك للناس إماما ) يقتدون بك ( قال ) إبراهيم ( ومن ذريتي ) أي ومن أولادي أجعل أئمة يقتدى بهم ( قال ) الله سبحانه و تعالى ( لا ينال عهدي ) و إما متي وقرئ بفتح الياء ( الظالمين ) المتعدين حدودي بالكفر وقرئ الظالمون ( وإذ جعلنا البيت ) الكعبة المشرفة ( مثابة ) مرجعا ( للناس ) يثوبون إليه من كل جهة


(وأمنا ) مأمنا لهم من الخوف وقد كان الرجل يلاقي قاتل أبيه في الحرم فلا يتجرأ عليه ( و اتخذوا ) عباد الله المؤنين ( من مقام إبراهيم مصلى ) ولما فرغ صلى الله عليه و سلم من طوافه عمد إلي مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فبين المقصود من الآية للعباد وقرئ واتخذوا بلفظ الماضي ومقام إبراهيم هو الحجر الذي كان يقف عليه حين يبني البيت ( وعهدنا إلي إبراهيم و ‘سماعيل ) بأن أمرناهما وأوصينا إليهما ( أن طهرا بيتي ) وقرئ بسكون الياء من الأوثان و الأنجاس وسائر الأدناس (للطائفين ) به ( و العاكفين ) فيه أي المقيمين عنده ( و الركع السجود ) أي المصلين ثم ( و إذ قال إبراهيم ) سائلا مولاه ( رب ذاجعل هذا ) البلد ( بلدا آمنا ) أي ذا أمن فاستجاب الله له ما سأل و في الحديث ان إبراهيم حرم مكة فلا يسفك فيها دم إنسان و لا يصاد صيده و لايقطع شجره إلا الإذخر و لا بظلم فيه أحد ( وارزق أهله ) لأنى أسكنتهم في محل ليس فيه معاش (من الثمرات) أي أنواع ما تحمل الأشجار (من آمن منهم ) من سكان البلد ( بالله و اليوم الآخر ) وعمل له (قال ومن كفر ) منهم (فأمتعه ) بالرزق في دنياه وقرئ فأمتعه من أمتع (قليلا ) مدة إقامته في الدنيا ( ثم أضطره ) ألجئه ( إلي عذاب النار ) في الآخرة وقرئ فمتعه ثم اضطره بلفظ الأمر وقرئ فنمتعه ثم نضطره ( وبئس المصير ) النار لمن كفر بالملك الكبير (واذ يرفع ) لله وفي الله



يتبع
"
"
sasa

الشيخة امل 07-29-2012 10:53 AM



جزاك الله خيرا

وكتب اجرك للمجهود الرائع ..

الشيخة ام يس 07-29-2012 01:33 PM

(إبراهيم) الخليل (القواعد) أصول الأساس (من البيت) الكعبة الشريفة (و إسماعيل) معه يناوله الحجارة يقولان (ربنا تقبل) عملنا وفرئ يقولان ربنا (منا إنك أنت السميع ) لدعائنا لك (العليم) بتضرعنا إليك (ربنا واجعلنا) بعنايتك بنا (مسلمين لك ) وقرئ مسلمين بالجمع ( ومن ذريتنا) أولادنا (أمة) جماعة (مسلمة لك ) منقادة مطيعة (وأرنا) أبصرنا وقرئ أرنا بسكون الراء (مناسكنا) كيفية معاملتنا لك في الحج (وتب علينا) من النظر لسواك (إنك أنت التواب) على من بكليته أتاك ( الرحيم) به تبارك علاك(ربنا وابعث) للدعوة إليك(فيهم) أي في سكان الحرم (رسولا منهم) فبعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم واستجاب الدعوة وفي الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا دعوة إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم (ويتلو عليهم آياتك) قرآنك العزيز فيجلو بصائرهم وينور أفئدتهم ( ويعلمهم الكتاب) الذي هو القرآن المتلو عليهم فيعلمون أسراره ويدرون حكمه وأخباره (و الحكمة) التي يعبرون بها عن حقائق الكمالات وينطقون فيها بأنواع الأسرار الخبآت (ويزكيهم) من درن المعاصي والسيئات (إنك أنت العزيز) الذي لا يغلبه شئ(الحكيم) المربي بحكمته كل حي (ومن يرغب) يعرض من العباد(عن ملمة إبراهيم) الطاهرة الطيبة (إلا من سفه) جهل (نفسه) أنها مخلوقة للحق وحقها العبادة و الطاعة لله(ولقد اصطفيناه) اخترناه بالخلة الكاملة (في الدنيا) و المقامات العلية(وإنه في الآخرة) في نهاية درجات القرب
(لمن الصالحين) بالأهلية لها(إذ قال له ربه) يدعوه لكمال الإخلاص(أسلم) أخلص دينك لله ومعاملته (قال) إبراهيم لما تحقق بذلك (أسلمت لرب العالمين) أخلصت وتوجهت بكلتي إليه (ووصى بها) باتباع الملة وقرئ أوصى بها ( إبراهيم بنيه) أولاده (ويعقوب) وصى كذلك بنيه وقرئ بالنصب (يابني) أي قال يابني (إن الله اصطفى) اختار (لكم الدين) صفوة أديانه الإسلام (فلا تموتن) أي فاثبتوا على الاإسلام فلا يأتيكم الموت ( إلا وأنتم مسلمون ) أي إلا وأنتم متحققون بالإسلام ومقاماته وكمالاته قل لليهود (أم كنتم شهداء) حضورا (إذ حضر يعقوب الموت) ونزلت حين قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم أوصى يعقوب بنيه باليهودية حين مات (إذ قال) يعقوب حين حضره الموت (لبنيه ما تعبدون من بعدي) هذا الذي قال لهم (قالوا) بنوه (نعبد إلهك) المستحق أن يعبد ( وإله آبائك) وقرئ وإله أبيك (إبراهيم وإسماعيل وإسحق) وهو الله سبحانه وعد إسماعيل لأنه عم و العم كألاب (إلها واحدا) إله الكل (ونحن له مسلمون) وبه مؤمنون وله منقادون (تلك أمة) إبراهيم و يعقوب وما بينهما (قد خلت) مضت (لها ما كسبت) جزاء ما عملت (ولكم ما كسبتم) جزاء أعمالكم (ولا تسئلون) أنتم (عما كانوا يعملون) وهم كذلك لا يسألون عن أعمالكم


الشيخة ام يس 07-29-2012 01:36 PM

(وقالوا كونوا هودا) هذا قول اليهود (أو نصارى) وهذا قول النصارى ( تهتدوا) إن تهودتم أو تنصرتم يقولونه للمسلمين (قل) لهم أيها النبي ومن معك من المؤمنين (بل) نتبع (ملة إبراهيم) الخليل (حنيفا) مائلا إلي الحق عن الباطل ( وما كان المشركين) فنحن وهو دينا الإسلام و التوحيد وأنتم في ضلالكم (قولوا) معشر المؤمنين (آمنا بالله)(1) واعتقدنا أنه هو الإله الحقيقي المستحق أن يعبد ( وما أنزل إلينا) أي القرآن أمنا به ( وما أنزل إلي إبراهيم) من الصحف (وإسماعيل وإسحق ويعقوب و الأسباط) بالكل آمنا ( وما أوتي موسى أي آمنا بالتوراة التي أوتيها موسى (وعيسى) أي و الأنجيل الذي أوتيه عيسى ( وما أوتي النبيون) كلهم ( من ربهم) من كتب وآيات(لانفرق بين أحد منهم) كما فعلتم فنؤمن ببعض ونكفر ببعض (ونحن له) أي لله (مسلمون فإن آمنوا) اليهود و النصارى (بمثل ما آمنتم به) مععشر المؤمنين من أمة محمد (فقد اهتدوا) إلي سبيل النجاة عند الله و صدقوا بالكل واتبعوا نبينا محمدا الذي هو أشرف أحباب الله (وإن تولوا) عن الإيمان (فإنما هم في شقاق) خلاف لما أمرهم الله به ولا موافقة بينكم(2)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

(1) (قوله عزل وجل آمنا بالله الخ) لما نزلت هذه الآية قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليهود و النصارى وقال إن الله أمرني بهذا فلما سمعت اليهود بذكر عيسى أنكروا وكفروا وقالوا لن نؤمن بعيسى وقالت النصارى عيسى ليس بمنزلة الأنبياء ولكنه ابن الله فأنزل الله قوله تعالى فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به الآية اهـ.
(2) (قوله فسيكفيكهم الله) فكفاه الله شرهم بالقتل والسبي في قريظة و الجلاء والنفي في بني النضير والجزية والذلة في نصارى نجران ا هـ.

(فسيكفيكهم الله) ويصرف أيها النبي الكريم مناوأتهم لك ومعادتهم (وهو السميع) لما تقولونه (العليم) بما تكونونه (صبغة الله) (1) أي صبغنا الله صبغة وهي فطرته (ومن أحسن من الله صبغة) لا أحسن من صبغة الله(ونحن له عابدون) ولحكمه منقادون (قل أتحاجوننا) تجادلوننا(2) (في الله) أن اختار نبيا من العرب ونزلت حين قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء كلهم منا فلو كنت نبيا لكنت منا (وهو ربنا وربكم) فله أن يختص برسالته من يشاء منا ومنكم (ولنا أعمالنا) فنجازي عليها(ولكم أعمالكم) تجازون عليها(ونحن له مخلصون) (3) ولطاعته منقادون (أم تقولون) وقرئ بالياء ( إن إبراهيم) الخليل (وإسماعيل) الذبيح (وإسحاق ويعقوب منقادون (أم تقولون) وقرئ بالياء (إن إبراهيم) الخليل (وإشسماعيل) الذبيح (وإسحاق ويعقوب و الأسباط) أبناء يعقوب (كانوا هودا أو نصارى) بزعمكم الفاسد (قل ءأنتم أعلم أم الله) هو أعلم وقد قال تعالى ((ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا)) و هم تبعا (4) له معه(ومن أظلم) لا أحد أظلم
...................................................
(1) قوله (صبغة) أي دين الله لأن دين الإسلام يؤثر في المتدين به من الطهر و الصلاة و الوقار وسائر شعائر الإسلام كالصبغ الذي يكون في الثوب و لاشئ في الأديان أحسن من دين الإسلام ا هـ بغوى.
(2) قوله (تجادلوننا) من ذلك أن اليهود كانوا يقولون نحن أهل الكتاب الأول و العلم القديم وكانوا يقولون هم و النصارى نحن أبناء الله وأحباؤه فأمر الله نبيه بهذه الآية 1 هـ.
(3) قوله (مخلصون) أي موحدون قال صلى الله عليه وسلم ما بلغ عبد حقيقة الاخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شئ من عمله لله وقال الفضيل ترك العمل لأجل الناس رياء و العمل لأجل الناس شرك والاخلاص أن يعافيك الله منهما ا هـ.
(4) قوله (وهم تبعا الخ) كذا في الأصل وعبارة الجلال و المذكرون معه تبع له ا هـ مصححه.

(ممن كتم) وأخفى (شهادة عنده) ثابتة (من الله) وهو ما عرفوه في التوراة من حنيفية إبراهيم وصدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وما الله بغافل) يامعشر الخاسرين(عما تعملون) من الجراءة عليه وكتمان ما تعملون وقرئ بالياء (تلك أمة) الأنباء المذكورون ومن معهم (قد خلت) سلفت (لها ما كسبت) من الخيرات عند الله ( ولكم ما كسبتم) من السيئات (ولا تسئلون عما كانوا يعملون) فكل أحد مؤاخذ بعلمه (سيقول السفهاء) (1) الجهال(من الناس) من المشركين و اليهود والمنافقين (وما ولاهم) ما الذي صرفهم (عن قبلتهم) النبي عليه الصلاة و السلام و المؤمنين (التي كانوا عليها) وهي استقبال بيت المقدس (قل لله المشرق و المغرب) يوجه عباده في التوجه حيث شاء (يهدى من يشاء) هدايته (إلي صراط) سبيل (مستقيم) يرتضيه جل شأنه
..........................................
(1) قوله (سيقول السفهاء الخ) نزلت في اليهود ومشركي مكة ومنافقي المدينة طعنوا في تحويل القبلة وقال مشركو مكة قد تردد على محمد أمره و اشتاق إلي معشر مولده و مولد آبائه وقد توجه نحو قبلتكم وهو راجع إلي دينكم عاجلا فأنزل الله تعالى قل لله المشرق و المغرب الآية أي المشرق و المغرب لله ملكا وخلقا والخلق عبيده يحولهم كيف يشاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى بمكة إلي الكعبة وربما كان يجعل الكعبة بينه وبيت المقدس فلما هاجر إلي المدينة أمر أن يصلى إلي بيت المقدس لئلا يكذبه اليهود لأن نعته في التوراة أن يكون صاحب القبلتين يصلي إلي بيت المقدس نحوا من سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر ثم يأمره الله بالتحول إلي الكعبة ليمتحن أهل الإسلام ا هـ خازن.

الشيخة ام يس 07-29-2012 01:39 PM

(كذلك) كما هديناكم الصراط المستقيم (جعلناكم) يا أتباع هذا النبي الكريم ( أمة وسطا) خيارا عدولا مزكين(لتكونوا شهداء)لله يوم العرض عليه (على الناس) أمم الأنبياء السابقين حين ينكرون تبليغ الرسل إليهم (ويكون الرسول) محمد سيد المرسلين(عليكم شهيدا) فيزكيكم في شهادتكم (وما جعلنا) صيرنا(القبلة) المشرفة(التي كنت عليها) وذلك أنه كان يصلي إليها بمكة ثم لما هاجر أمر تألفا لليهود باستقبال الصخرة(إلا لنعلم) لنرى(من يتبع الرسول) بالرجوع إلي القبلة(ممن ينقلب على عقبيه) أي يرتد ويظن أن محمدا في حيرة(وإن كانت) التوالية إلي الكعبة(لكبيرة) عظيمة شديدة مشقة وقرئ لكبيرة بالرفع(إلا على الذين هدى الله) وقواهم على أنفسهم فخالفوها واتبعوا الحق ولما قالت اليهود للمؤمنين من مات منكم قبل التحويل إلي القبلة مات على الضلال في مقام الجدال قال الله (وما كان الله ليضيع) معشر المؤمنين (إيمانكم) (1) أي تصديقكم بالقبلة الأولى ليضيع أجركم (إن الله) العالم بحقائق العباد (بالناس) المؤمنين (لرؤف) شديد الرأفة بهم (رحيم) فلا يضيع أجرهم ولما كان التوجه إلي الكعبة أحب إليه صلى الله عليه وسلم وأقرب لدخول قومه في الإسلام قال لجريل وددت لو أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلي غيرها قال له جبريل إنما أنا عبد مثلك و أنت كريم على ربك فاسأله ثم ارتفع جبريل وجعل يديم النظر إلي السماء النبي الجميل راجيا أن يأتيه بما طلب الأمين جبريل فأنزل الملك الجليل
................................................
(1) قوله (إيمانكم) أي صلاتكم إلي بيت المقدس وذلك أن حي بن أخطب و أصحابه من اليهود قالوا للمسلمين أخبرونا عن صلاتكم إل بيت المقدس أكانت هدى أم ضلالة فإن كانت هدى فقد تحولتم عنها وإن كانت ضلالة فقد دنتم الله بها فإن من مات منكم عليها مات على الضلال فانطلق عشائرهم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك وقالوا ان الله حولك إلي قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلي بيت المقدس فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم الآية ا هـ.










(قد نرى تقلب وجهك في السماء) أي في النظر إليها (فلنولينك) فلنوجهنك(قبلة ترضاها) تريدها و تهواها (فول) وجه واصرف(وجهك) في الصلاة(شطر) نحو(المسجد الحرام) الذي أحببت التوجه إليه وهو أشرف الأرض بلاكلام (وحيثما كنتم) (1) معشر هذه الأمة (فولوا وجوهكم) في الصلاة (شطره) نحوه(وإن الذين أوتوا الكتاب) اليهود(ليعلمون) علم يقين (أنه) توجهكم إلي الكعبة (الحق) الذي لا شك فيه(من ربهم) لما وجدوه في كتبهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يتحول إليه (وما الله بغافل) لعباده(عما يعملون) وقرئ بالتاء (ولئن أتيت) (2) أيها النبي الكريم(الذين أتوا الكتاب) اليهود و النصارى(بكل آية) حجة وبرهان على صدق تحولك إلي الكعبة (ما تبعوا قبلتك) لتصميمهم على التكذيب كفرا وعنادا (وما أنت بتابع قبلتهم) فلا يطعموا فيك ولييأسوا (وما بعضهم) بعض الفريقين(بتابع قبلة بعض) لأن اليهود تستقبل الصخرة و النصارى مطلع الشمس فلا يتفقون على جهة واحدة
...........................................
(1) قوله عز وجل (وحيثما كنتم) أي ببر أو بحر أو سهل أو جبل أو شرق أو غرب فولوا وجوهكم شطره فحولت القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين نزلت الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من الظهر فحولت في الصلاة فاستقبل الميزاب فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين فلما حولت إلي الكعبة قالت اليهود يا محمد ما أمرت بهذا أو ما هذا الا شئ ابتدعته من نفسك فتارة تصلى إلي قبلتنا بيت المقدس وتارة إلي الكعبة فلو ثبت إلي قبلتنا لكنا نرجو أن تكون صاحبنا الذي كنا ننتظره فأنزل الله وإن الذين أتوا الكتاب الآية.
(2) قوله (وليئن أتيت الخ) يعني قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بآية كما أتي بها الأنبياء قبلك فأنزل الله ولئن أتيت الآية ا هـ.










(ولئن اتبعت أهواءهم) الفاسدة في استقبال قبلتهم(من بعد ما جاءك من) الله من (العلم) بأن القبلة هي الكعبة (إنك إذا لمن الظالمين) وقد عصمك الله من مخالفته واتباع القوم الخاسرين(الذين آتيناهم) أعطيناهم (الكتاب) التوراة(يعرفونه) أي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بنعته المنعوت فيها(كما يعرفون أبناءهم)بل أشد قال ابن سلام أنا أعلم به منى بابني قالوا ولم قال لأني لست أشك في محمد أنه نبي وأما ولدي فلعل والدته خانت(وإن فريقا منهم) من اليهود وهم المنكرون له صلى الله عليه وسلم (ليكتمون الحق) الثابت عندهم (وهم يعلمون) أن هذا النبي الصادق ونبوته حق (الحق من ربك) أي هذا الحق من ربك وقرئ الحق بالنصب على البدلية مما قبله(فلا تكونن) في تحقيق ذلك ( من الممترين) الشاكين(ولكل) من الأمم (وجهة) قبلة (هو موليها) مستقبلها بوجهه وقرئ مولاها (فاستبقوا) بهمة قوية (الخيرات) واعلموها من أمر القبلة وغيرها(أينما تكونوا) أي فيأي موضع تكونوا (يأت بكم الله جميعا) يجمعكم يوم القيامة ويثبت طائعكم ويعاقب عاصيكم ( إن الله على كل شئ قدير) من الإحياء والإماتة وغيرهما الملك الكبير(ومن حيث خرجت) لسفر (فول وجهك) إذا صليت (شطر) نحو (المسجد الحرام) الكعبة (وإنه) أي التوجه إليها (للحق) الثابت (من ربك) سبحانه (وما الله بغافل عما تعملون) بل محفوظ لديه وقرئ بالياء

الشيخة ام يس 07-29-2012 01:47 PM

من حيث خرجت) أي من أي موضع خرجت(فول وجهك شطر المسجد الحرام) وقد أكدنا عليك ولأتباعك ذلك فلا كلام(وحيثما كنتم) من الجهات (فولوا) وجهوا(وجوهكم) في صلاتكم(شطره) نحوه(لئلا يكون) في التولي إلي غير الكعبة(للناس عليكم حجة) مجادلة فلا تبالوا قول اليهود تجحدون ديننا وتتبعون قبلتنا وقول المشركين تدعى ملة إبراهيم وتخالف قبلته(إلا الذين ظلموا) أنفسهم (منهم) بالعناد حتى أدخلوها في طرق الفساد(فلاتخشوهم) تخافوهم وتبالوا بحاججتهم(واخشوني) خافوني واجتهدوا فيما أمرتكم به(ولأتم نعمتي عليكم) بالتأييد عليهم( ولعلكم تهتدون) إلي سبيل الحق فتنصروا(كما) أنعمت عليكم بالاهتداء إلي القبلة(أرسلنا فيكم) سيد المرسلين جملة (رسولا منكم) محمدا صلى الله عليه وسلم(يتلو عليكم) لهدايتكم(آياتنا) القرآن(ويزكيكم) ويطهركم من الآثام(ويعلمكم الكتاب) ومافيه من الأحكام(و الحكمة) الأسرار الإلهية (ويعلمكم ما لم تكونوا) من قبل (تعلمون) من أنواع القربات إلي و الى الهبات(فاذكروني) (1) بأنواع الأذكار (أذكركم) في حضرتي وأجازكم بما ليس له انحصار وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملء ذكرته في ملء خير منهم (واشكروا لي) على ما أوليتكم ( و لا تكفرون) فتجحدوا نعمتي
.........................................
(1) (قوله فاذكروني) أي اذكروني بلا غفلة أذكركم بلا مهلة اذكروني بالندم أذكركم بالكرم اذكروني بالمعذرة أذكركم بالمغفرة اذكروني بالإخلاص أذكركم بالاختصاص اذكروني بالقلوب أذكركم بكشف الكروب اذكروني بلا نسيان أذكركم بالأمان اذكروني ذكرا فانيا أذكركم ذكرا ياقيا اذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البر اذكروني بالصفو أذكركم بالعفو اذكروني بالتعظيم أذكركم بالتكريم اذكروني بالمناجاة أذكركم بالنجاة اذكروني بترك الجفاء أذكركم بحفظ الوفاء اذكروني بالجهد في الخدمة أذكركم بالنعمة ولذكر الله أكبر ا هـ.










(يا أيها الذين آمنوا) السالكين سبيل الإيمان (استعينوا) على إدراك الدرجات العلى(بالصبر) على المصيبة وعلى الطاعة وعن المعصية وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر على المعصية (1) فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش مرتين (و الصلاة) التي هي رأس الدين ( ‘ن الله مع الصابرين) بالنصر و الظفر المبين(و لا تقولوا لمن يقتل) (2) يقتله الكفار (في سبيل الله) وطلب ‘علاء كلمته (أموات) ليسوا كذلك (بل أحياء) قال صلى الله عليه وسلم إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمر الجنة (ولكن لا تشعرون) بحياتهم وما هم فيه من النعيم (ولنبلونكم) نعاملكم معاملة المختبر(بشئ من الخوف) من أعدائكم (والجوع) بالقحط(ونقص من الأموال) في البر و البحر (والأنفس) قتلا وموتا ( والثمرات) بالحوائج فإذا فعلنا بكم ذلك ننظر أتصبرون أم لا ( وبشر الصابرين) من العباد على ذلك الابتلاء
...................................................
(1) قوله (على المعصية) أي عنها ا هـ تقرير ختم.
(2) قوله (تعالى و لا تقولوا الخ) نزلت في قتلى بدر من المسلمين وكانوا أربعة عشر رجلا ، وكان الكفار يقولون للشهداء على طريق الطعن إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقتلون أنفسهم في الحرب بغير سبب ثم يموتون فيذهبون فنهى المسلمون أن يقولوا مثل هذا القول ا هـ.

الشيخة ام يس 07-29-2012 01:52 PM

الذين إذا أصابتهم مصيبة) من المصائب المذكورة (قالوا) مسلمين لله (إنا لله) وما أصابنا منه رضينا (وإنا إليه راجعون) ومرتجون للثواب على ذلك منه(أولئك) القائلون (عليهم صلوات) تطهرهم (من ربهم ورحمة) تغمرهم(وأولئك هم المهتدون) إلي سبيل الحق وعند الله مقبلون (إن الصفا) هو جبل بمكة(والمروة) جبل بها أيضا(من شعائر الله) متعبداته (فمن حج البيت) الحرام (أو اعتمر) قصد للزيارة(فلا جناح عليه) لا إثم عليه(أن يطوف بهما) أي بينهما و السعي ركن في الحج لقوله عليه الصلاة و السلام اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ولما حج صلى الله عليه وسلم وقف على الصفا وبدأ بها وقال نبدأ بما بدأ الله به ( ومن تطوع خيرا) فعل طاعة وغير واجبة عليه من أنواع العبادات وقرئ يطوع وقرئ بخير( فإن الله شاكر) لعمله بجزائه بالثواب عليه(عليم) به (إن الذين يكتمون) وهم علماء اليهود (ما أنزلنا) لهداية الناس(من البينات) أي الآيات الواضحات من الحدود و الرجم المذكورة في التوراة(والهدى) من نعت النبي صلى الله عليه وسلم فيها(من بعد ما بيناه) على أكمل الوجوه (للناس في الكتاب) أي في التوراة (أولئك) الفاعلون ذلك (يلعنهم الله) يطردهم من رحمته (ويلعنهم الاعنون) من الملائكة و النبيين(إلا الذين تابوا) عن الكتم (وأصلحوا) المعاملة مع الله (وبينوا) ما في كتبهم من الأحكام (فأولئك أتوب عليهم) أمن عليهم بالتوبة وأقبلها منهم (وأنا التواب) لمن تاب (الرحيم) بمن أناب

(إن الذين كفروا) وأشركوا مع الله إلها آخر (وماتوا وهم كفار) ولم يرجعوا (أولئك عليهم) لكفرهم (لعنة الله) البعد عن رحمته (والملائكة) تلعنهم(والناس أجمعين) وقرئ و الملائكة و الناس أجمعون (خالدين) الكفار (فيها) في اللعنة التي هي غضب الحق وموضع نقمته النار(لا يخفف عنهم) عن الكفار (العذاب) في النار(ولا هم ينظرون) يمهلون ليعتذروا(وإلهكم) معشر العباد كفارا و مسلمين (إله و احد) لا شريك له في الإلوهية (لا إله إلا هو) لا معبود بحق سواه(الرحمن الرحيم) ومن رحمته أن أبقى الكفار مع كفرهم في الدنيا(إن في خلق السموات) المتقن بنيانها(و الأرض) العجيب دحيها (واختلاف الليل و النهار) تعاقبهما (و الفلك) السفن (التي تجري في البحر) بإذن الله (بما ينفع الناس) من حملها لهم من بلد آخر وحمل تجارتهم ( وما أنزل الله) لمنفعة عباده (من السماء من ماء) مطر (فأحيا به الأرض) بأنواع النبات (بعد موتها) ويبسها (وبث) نشر (فيها) الضمير للأرض (من كل دابة) لنموهم عن الخصب الذي بها (وتصريف) تقليب (الرياح) جنوبا وشمالا وباردة وحارة وقرئ الريح بالإفراد (و السحاب المسخر) بتيسير الله

بين السماء و الأرض) بلا ماسك له (لآيات) تدل على أن الله هو الواحد (لقوم يعقلون) عن الله ما أودع من الآيات في مكنوناته وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها أي لم يتأمل فيها ونزلت الآية هذه لما قال الكفار حين قال النبي صلى الله عليه وسلم إن إلهكم لواحد إن كنت صادقا فأتنا بآية تدل على صدقك (ومن الناس) بني آدم (من يتخذ) لفساد عقله وخبث نيته(من دون الله) غيره (أندادا) أوثانا وأصناما بعضها أنداد بعض (يحبونهم) عبادهم (كحب الله) أي كحب المؤمنين لله ربهم(و الذين آمنوا) بالله (أشد حبا لله) فلا يعرضون عنه لا في الشدة ولا في الرخاء كما يعرض الكفار عن أندادهم في الشدة ( ولو ترى) أيها النبي الكريم وقرئ بالياء (الذين ظلموا) كفروا بالله (إذ يرون) وقرئ بالبناء للمفعول ( العذاب) يوم الحساب لرأيت شيئا مهولا (أن القوة) التي لا ترد (لله جميعا) جل شأنه ( وأن الله شديد العذاب) على من كفر به وقرئ بكسر همزة إن في الموضعين (‘ذ تبرأ الذين اتبعوا) أي المتبعون (من الذين اتبعوا) من الأتباع وقرئ بالعكس على أن المتبرئين هم الأتباع(و) قد (رأوا العذاب) وشاهدوا غضب رب الأرباب (وتقطعت) وقرئ بالبناء للمفعول لمشاهدة ذلك و هوله ( بهم) عنهم وبينهم (الأسباب) فلم تبق مواصلة و لا مودة بل العداوة و الشدة (وقال الذين اتبعوا) أي الأتباع


يتبع



sasa

الشيخة ام يس 07-29-2012 06:37 PM

(لو أن لنا كرة ) رجعة إلي دنيانا(فنتبرأ منهم) من المتبوعين(كما تبرءوا منا) الآن (كذلك) كتبرؤ بعضهم من بعض (يريهم الله) الذي خالفوا أمره (أعمالهم) التي اقترفوها (حسرات) ندامات كائنة(عليهم وما هم) الكل (بخارجين من النار) بعد دخولهم فيها بل خلود واستقرار (يا أيها الناس كلوا) ياعباد الله (مما في الأرض) أوجده الله لكم (حلالا) مباحا(طيبا) مباركاو الآية نزلت فيمن حرموا أكل السوائب و الوصائل و البحائر (و لاتتبعوا خطوات) وقرئ بسكون الطاء وقرئ بفتحتين سبل (الشيطان) وما يحسنه لكم(إنه) الضمير للشيطان(لكم) معشر الناس (عدو مبين) فلا تتبعوه وأنزلوه في منزل العداوة كما قال تعالى ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)) (إنما يأمركم) لعداوته لكم(بالسوء) بمخالفة الحق (و الفحشاء) العمل القبيح (وأن تقولوا على الله) تفتروا عليه اجتراء (ما لا تعملون) فتحرموا ما أحل ونحو ذلك (وإذا قيل) قال المؤمنون (لهم) للمجرمين ما أحل الله (اتبعوا) وامتثلوا ( ما أنزل الله) من التحليل و التحريم (قالوا) لسبق شقاوتهم (بل نتبع) ونمتثل (ما ألفينا) وجدنا (عليه ءآباءنا) من تحريم الحلال وسلوك مجاري الضلال قال الله ردا عليهم (أولوا كان آباؤهم) الذين سلكوا سبيل الضلال وتركوا طريق الحق (لا يعقلون شيئا) مما ينفعهم و لايضرهم (و لا يهتدون) إلي ما فيه نجاتهم ثم ضرب الله مثلا للكفار في عدم استماعهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ودعايته الصريحة (و مثل الذين كفروا) أي نعتهم وحالهم مع من يدعوهم إلي الله (كمثل) الراعي (الذي ينعق) يصيح بالغنم وهي لا تعقل وذلك قوله
(بما لا يسمع دعاء و نداء) أي فلا يسمعون وعظه وحسن دعايته بتدبير حتى يعقلوا من ذلك شيئا بل هم كالبهائم التي تسمع صوت راعيها و لاتعقل شيئا من ذلك (صم) عن سماع ما ينفعهم لدى الله (بكم) عن النطق بما يخلصهم عند الله (عمي) عن النظر فيما يدلهم على الله (فهم لا يعقلون) شيئا من ذلك لعدم عملهم به (يا أيها الذين آمنوا) بالله و رسوله (كلوا) مستعينين بأكلكم على طاعة الله (من طيبات ما رزقناكم) أي من الحلال الذي مننا عليكم به وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم ‘ن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا و أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وعملوا صالحا)) وقال تعالى ((يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) (واشكروا لله) على ما أولاكم من جميل نعمه وأحله لكم بجوده وكرمه (إن كنتم إياه تعبدون) وفي التوجه إليه مخلصون وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى إني و الجن والإنس في نبأ عظيم أخلق و يعبد غيري وأرزق ويشكر غيري (إنما حرم) ربكم (عليكم) معشر المؤمنين ( الميتة) وهو ما فارقته الروح بغير ذكاة مما يذبح (و الدم) المسفوح كما قال تعالى أو دما مسفوحا إلا ما جاء تخصيصه عنه صلى الله عليه وسلم في قوله أحل لنا ميتتان ودمان فالميتتان السمك و الجراد وأما الدمان فالكبد و الطحال (ولحم الخنزير) بجميع أجزائه معه في التحريم (وما أهل به) من المذبوح (لغير الله) ولم يذكر اسم الله عليه كما قال تعالى ((ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)) (فمن اضطر) احتاج حاجة فاقة فله أكله (غير باغ) أي مالم يكن خارجا عن المسلمين مخالفا لهم (و لاعاد) بأن تعدى عليهم بقطعه الطريق ونحوه من خروج لمكس وخروج آبق (فلا إثم عليه) لإذا أكل

(إن الله غفور) لمن فعل ذلك لعذره المذكور (رحيم) به حيث وسع له في ذلك(إن الذين يكتمون) ويخفون ويحرفون(ما أنزل الله من الكتاب) وهو ما في التوراة من نعته صلى الله عليه و سلم (ويشترون به) بأن يستبدلوا(ثمنا قليلا) من حقير الدنيا وخسيسها (أولئك) الفاعلون ذلك (ما يأكلون في بطونهم) الخبيثة (إلا النار) لأن عاقبتهم إليها (ولا يكلمهم الله) بل يحرمون لذة مناجاته ويبوءون بغضبه وكبير نقماته (ويوم القيامة) يوم العرض على جنابه العزيز (و لايزكيهم) يطهرهم من دون معاصيهم (ولهم) بما قدموا (عذاب أليم) شديد لا ينفك(أولئك الذين اشتروا) بفساد عقولهم (الضلالة) طريق الخسران (بالهدى) سبيل النجاة لدى الله(و العذاب) استبدلوه (بالمغفرة) لدى الله (فما أصبرهم) ما أشد صبرهم (على النار) التي هي دار غضب الجبار (ذلك) المذكور (بأن الله نزل الكتاب) القرآن (بالحق) الذي لا شك فيه (وإن الذين اختلفوا في الكتاب) وقالوا شعر و قالوا كهانة (لفي شقاق) خلاف عن الحق (بعيد) وبئس هم (ليس البر) الذي يقربكم إلي الله وقرئ البر بالرفع(أن تولوا) في صلاتكم (وجوهكم قبل المشرق) أي جهة المشرق


الساعة الآن 12:12 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By faceextra

Adsense Management by Losha

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009