العدد اثنان عند المسيحيين
العدد اثنان هو رمز الصّليب بامتياز . ويتألف الصّليب من خشبتين – علامتين : خطّ عموديّ وخطّ أفقيّ ، فينطلق العموديّ من الأرض باتجاه السماء ، ومن السماء باتجاه الأرض ، والأفقيّ من الذات إلى الغير ، ومن الغير إلى الذات . وتلتقي الخشبتان – الخطّان عند موضع وقع على كتف السّيّد المسيح وهو يحمل صليبه على طريق الجلجلة . والموضع ذاته كان خلف قلبه الذي طعن بحربة ، فالّليب مجسّم لمجمل علاقات الإنسان ، وذروة ما قدّمه الإنسان الإله .
لقد أعطى آباء الكنيسة العدد اثنين معنى سلبيا هو معنى القسمة وقلّة الكمال باعتباره يمثّل المادّيّة الأخلاقية في الوحدة الجسديّة . وفي العهد الجديد ، تحدّث الإنجيليّ متّى عن سمكتين في أعجوبة كسر الخبز (14 : 19) ، وعن صلب لصّين عن يمين السّيّد المسيح ويساره (27 : 38) ، وتكلّم الإنجيليّ لوقا عن حمامتين ويمامتين (2 : 24) ، وعن سيفي بطرس (22 : 38) . وذكر سفر أعمال الرّسل ملاكين شهدا على صعود السّيّد المسيح إلى السماء (1 : 10) . وجاء في سفر رؤيا يوحنّا كلام عن شاهدين وزيتونتين ومنارتين (11 : 3 – 4) .
وفي الرّمزية الهندسية ، كانت الشبابيك المزدوجة في الكاتدرائيات ترمز إلى الطبيعة الثّنائية للسّيّد المسيح – إله وإنسان - .
العدد اثنان عند العبرانيّين
عند العبرانيّين ، يعتقد الناس أن الرّب الإله جعل من العدد اثنين أساسا للعالم . وفي التراث ، يرمز الاثنان إلى الشرّ ، وهو عدد سلبيّ ونسائيّ ، فيقول سفر التكوين : إنّ الرّب الإله خلق المرأة في المرّة الثانية (2 : 23) . ويؤكّد النّصّ الأصليّ للتّوراة أنّ الرّب الإله خلق حوّاء من عضو آدم وليس من ضلعه . وفي السّفر نفسه ، قال الرّب الإله لنوح (Noah) : (من كل حيّ من ذي جسد اثنين من كلّ تدخل التابوت لتحيا معك . ذكرا وأنثى تكون) (6 : 19) ، وتفسيرها أن الكائنات غير الناطقة تشترك للعقاب والخلاص في مصير الإنسان الذي أفسد شرّه الخليقة كلّها . ويذكر سفر التكوين ، أيضا ، أنّ لوط (Loth) كان له بنتان . فسقتا أباهما خمرا وضاجعتاه وحملتا منه ، وولدت الكبرى ابنا وسمّته موآب وهو أبو الموآبيّين ، والصّغرى ولدت ابنا وسمّته بنعمّي وهو أبو بني عمّون إلى اليوم (19 : 35 –38) . ويحكي سفر التكوين ، كذلك عن وجود أمّتين في جوف رفقة (25 : 23) ، وتفسيرها أن صراع الولدين ينذر وهما في بطن أمّهما ، بعداوة الشّعبين الشّقيقين . وعند العبرانيّين ، يتألف التلموذ من قسمين : المشنة (Mishanah) والجمارة (Gemara) . وكلمة مشنة تعني التّثنية والتّرديد ، وهي توضيح للشّريعة الشّفهيّة وضعه الرّبابنة تحت إشراف الحاخام يهوذا هاناسي (Judah Hanasi) بعد التّمحيص في مختلف الأعراف . أمّا الجمارة ، فهي مجموعة توضيحات وتعليقات على المشنة ، وهنالك مجموعتان من هذه التّعليقات ، وتاليا تلمودان هما التّلموذ الأورشليميّ والتّلمود البابليّ . وقد جرى تنظيم التّلمود الأورشليميّ في فلسطين – صفوريّة وطبريّة وقيصريّة – وهو ينسب في غالبه إلى الحاخام يوحنان (199 – 279م.) ، إلا أنّ تدوينه النهائي تمّ في نهاية القرن الرابع . أمّا التلمود البابليّ فيتضمّن التعاليم الصّادرة عن رجال الدين في بابل ، وهو أحدث من تلمود أورشليم وأكثر أهمية منه ، فالمسائل بحثت فيه بصورة أكثر عمقا ، وهو يشكّل ، إلى جانب العهد العتيق ، مرجعا دينيا رسميا بالنسبة إلى الديانة العبرية .
العدد اثنان عند المتصوّفة
يؤمن المتصوفة بالإمامين ، وهما شخصان أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت ، والآخر عن يساره ونظره في الملك ، وهو أعلى من صاحبه وهو الذي يخلق الغوث .
العدد اثنان في الهند
ينظر الهنود غلى العدد اثنين على أنه مبدأ الشّرّ . ويؤمن البوذيّون بمبدأين يتصارعان مدى الحياة : مبدا الراحة الذي يميل إلى تدمير الأشكال الحيّة ، ومبدأ النشاط الفاعل الذي يميل إلى خلق الأشكال المادية . وفي الهند ، يملك آغني (Agni) وجهين : وجه مسالم ووجه رهيب .
العدد اثنان في اليونان
في اليونان أطلق إمبيدوكليس (Empedocle) نظرية تقول إنّ العالم خلق من قوّتين متضادّتين : الحب والكره . وتحتفل اليونان بالألعاب الاستميّة (Isthmian games) وهي مباريات تقام في إستميا قرب كورنثة (Corinth) مرّة كل سنتين في الربيع على شرف بوسيدون (Poseidon) . وتأتي هذه الألعاب في المرتبة الثانية بعد الألعاب الأولمبية في شعبيتها . وتبدأ الأعداد الفيثاغورية بالعدد اثنين وليس بالواحد . وهذا النظام الثنائي للأعداد يشكل ركن الرياضيات الحديثة .
وفي اليونان ، كان الإسكندر يستعمل الحكمة في مقاصده ويستظهر برأي معلمه أرسطوطاليس (Aristotle) في مطالبه . قيل لذلك إنه ذو القرنين ، وأوّل هذا اللقب ببلوغه قرني الشمس أي مطلعها ومغربها ، وأوّله آخرون أنّ ذلك لنجاته من بين قرنين مختلفين عنوا بذلك الروم والفرس .
ملاحظة : قريبا سنوافيكم عن العدد 2 في سومر ، ومصر ، والصين ، واليابان ، وروما ، وأفريقيا ، وأمريكا ،وعند الماسونيين ، والموحّدين ، والبهائيين .
العدد اثنان والفلك
ترمز ثنائية الشمس – القمر إلى التّحديد واللاتحديد أو إلى الروح والمادّة ، وبحسب أرسطو (Aristofle) إلى المادّة والشكل . وجاء في الفيدا (Vedas) : الشمس هي الحياة ن والقمر هو المادّة .
العدد اثنان والأبراج
يمثل العدد 2 في المجموعة الرمزية ، القمر . وله الصفات النسائية المميزة للشمس ، والأشخاص ذوي العدد 2 هم بطبيعتهم رومنطيقيون ، وعلى جانب من اللطف ، والخيال ، والميل إلى الفن . وإن الأشخاص ذوي العدد 1 هم خلاقون كذلك ، ولكنهم ليسوا فعالين مثلهم في تنفيذ أفكارهم . خصالهم ومزاياهم هي على الصعيد الفكري والعقلي أكثر منها على الصعيد الجسدي . وهم نادرا ما يكونون أقوياء جسديا مثل مواليد العدد 1 .
إن الأشخاص ذوي العدد 2 هم كل المولودين في الثاني ، أو الحادي عشر ، أو العشرين ، أو التاسع والعشرين من أي شهر ، إلا أن خصائصهم تكون أبرز إذا كانوا مولودين بين 20 حزيران و27 تموز ، وينبغي لهم العمل على تنفيذ مخطّطاتهم وآرائهم الرئيسية في هذه الفترة المذكورة ومع أرقام ولادتهم في 2 ، أو11 ، أو20 ، أو 29 من أي شهر .
إن أيام الأسبوع الأكثر حظا بالنسبة إليهم هي أيام الأحد والاثنين والجمعة ، وبخاصة إذا صادف أحد أعدادهم المذكورة آنفا ، وبعد ذلك أرقامهم القابلة للتبادل وهي : 1 ، 4 ، 7 مثل الأول ، أو الرابع ، أو السابع ، أو العاشر ، أو الثالث عشر ، أو السادس عشر ، أو التاسع عشر ، أو الثاني والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو الثامن والعشرين ، أو الحادي والثلاثين من الشهر .
إن الأخطاء الرئيسية التي ينبغي لهم تجنبها هي كونهم مترددين ، لا يقرّ لهم قرار ، تعوزهم الاستمرارية في خططهم وأفكارهم وانعدام الثقة بالنفس . وهم كذلك ميالون إلى الحساسية المفرطة ، وتراهم بسهولة تامة يقنطون ويكتئبون إذا لم يوجدوا في محيط مرح سعيد .
بالنسبة إلى الألوان التي تجلب لهم الحظ ، ينبغي أن يرتدوا كل درجات اللون الأخضر ، من أغمق لون إلى أفتح لون فيه ، وكذلك اللون (الكريم) والأبيض ، ولكن ينبغي لهم ، ما أمكن ، تجنّب كل الألوان القاتمة ، وبخاصة اللون الأسود ، والأرجواني ، والأحمر الغامق .
إن حجارتهم الكريمة ومجوهراتهم الخاصة التي تجلب الحظ ، هي حجارة القمر ، والحجارة ذات اللون الأخضر الشاحب ، وينبغي لهم أن يحملوا قطعة من الحجر الكريم المعروف باليشب دائما ، وإذا أمكن ، أن يكون ملاصقا لبشرتهم .
العدد 2 والأمراض
الأشخاص ذوو العدد 2 ، أو جميع الذين عدد مولدهم هو ال2 ، أو ال11 ، أو ال20 ، أو29 ، لديهم نزوع إلى الإصابة بألم في المعدة وأعضاء الهضم . وهم معرضون لمثل هذه الأمور كالتسمّم التوميني (وبخاصة بتناول الأطعمة المعلبة الفاسدة) ، والاضطرابات المعوية ، والالتهابات في الأحشاء ، والأورام الداخلية ، والأورام الخبيثة ، الخ .....
إنّ الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم من أي شهر هي مثل : الخسّ ، الكرنب (الملفوف) ، اللفت (السلجم) ، الخيار ، البطيخ ، الهندباء البريّة ، بزر اللفت ، بزر الكتّان ، ماء لسان الحمل (أو آذان الجدي) ، موز الجنّة ، ورماد الصفصاف .
الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الثاني ، شباط ، وتموز .
منقول للفائدة