السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا يس على موتاكم). وقال: (ما من ميت يقرأ عليه سورة يس إلا هون الله عليه. وعن أنس أن رسول الله صلى قال: (من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد حروفها حسنات). (المصدر تفسير الإمام القرطبي)
قصتي مع سورة يس
ذهبت معه إلى المستشفى أثر نوبة قلبية لم تمهله طويلاً، فارق الحياة بعد ساعتين (الله يرحمه ويرحمنا) كان "عبد الغني" يرتب للذهاب إلى وطنه، لطالما حذره الأطباء من تكرار هذه النوبة ولكن أجل الله إذا جاء لا يؤخر.
سألني الطبيب "السوداني" سؤال خاص ما سر حزنه أثناء موته لقد كان ساخطاً وهو يموت !؟ قلت بصراحة كان يطلب السفر إلى بلده منذ فترة ويتم التأجيل لظروف العمل وأخيراً جاءت الموافقة له بالسفر وأعتقد كان يتمنى أن تكون لحظاته الأخيرة مع أولاده والله أعلم.
وجاء إخوة "عبد الغني" وأقاربه من أنحاء متفرقة ولاحظت جمال هيئة المسلم الخارجية عليهم وبكل بساطة انتهينا من مراسم الدفن وتفرق الجميع.
في يوم من الأيام وأنا أقرأ تفسير سورة يس للإمام القرطبي لفت نظري هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى قال: (من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد حروفها حسنات).
حقيقة كان "عبد الغني" طيباً ومحترماً ككثير جداً من أبناء "الفلبين" تجدهم مخلصين في العمل ولا علاقة لهم بالقيل والقال ولا يحشرون أنفسهم فيما ليس لهم.
فكرت !
لماذا لا أذهب إلى المقابر وأقرأ عليه سورة يس ؟
وقررت
ذهبت وجلست وحدي بجوار قبره ثم قرأت السورة كاملة بصوت مسموع وأنا أفكر في من سيراني أو يسمعني ماذا سيقول عني ؟ (مبتدع أم مجنون) حيث أنني لا أعرف مدى صحة حديث أنس الذي جاء في تفسير القرطبي.
جاء في نفسي أن أسال صاحب القبر "عبد الغني" !!!!
نعم .. خاطبته بعد أن انتهيت من قراءة السورة بهذا المعنى
يا عبد الغني والله لن أعود مرة أخرى للقراءة
إلإ إذا أخبرتني في المنام بخبر ما قرأت عليك
لقد رأيتك تموت وأنت حزين ! قراءة هذه السورة أليست خيراً من أن تموت مع أولادك
ثم عدت بسيارتي وأنا لا أدري أي جنون فعلت في نفس الوقت نفسي تكلمني لابد سأرى عبد الغني في المنام
وانتظرت أشوف "عبد الغني" في المنام لكن ذلك لم يحصل
شعرت بالخيبة ومر أسبوع أسبوعين فنسيت الموضوع
وفي يوم !!
كنت مجهداً ووضعت رأسي على طاولة العمل طلباً للراحة
فرأيت في المنام كأن جرس هاتف العمل يرن فرفعت السماعة
فإذا هو شقيق "عبد الغني" يكلمني من تلك المدينة التي يعمل فيها
فيقول لي يا "سيف"
(افعل لعبد الغني مثل الذي فعلت الأول)
فكأني طلبت منه إعادة الخبر فقال مثل ما قال افعل ...ألخ
بعدما استيقظت تذكرت فجاءه ما كنت أطلبه من عبد الغني
فذهبت للمقبرة وقرأت عليه سورة يس مرة أخرى
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك

"
"
"