كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)
(كذلك قال ) من هذه الأمة ( الذين لا يعلمون ) وهم المشركون ( مثل ) قولهم ) أي قول اليهود و النصارى فالكل في التعنت و العناد وطلب ما لايليق سواء ( فالله يحكم بينهم ) بين المختلفين ( يوم القيامة ) يوم العرض عليه ( فيما كانوا ) في الدنيا ( فيه يختلفون ) فيدخل المؤمنين الجنة و الكافرين النار ( ومن أظلم ) لا أحد أظلم ( ممن منع ) الطالب ( مساجد الله أن يذكر فيه اسمه ) ويعبد فيها و الآية نزلت في المشركين ( وسعى في خرابها ) من تعطيل إقامة الدين فيها وهدمها ( أولئك ) المانعون ( ما كان لهم أن يدخلوها ) ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها ( إلا خائفين ) ولله خاشعين ( لهم في الدنيا ) جزاء على سوء فعلهم (خزى) من القتل للحربى و الجزية للذمى ( ولهم في الآخرة ) بكفرهم و تعديهم حدود الله ( عذاب عظيم ) وهو النار وبئس المصير ( ولله المشرق و المغرب ) أي الأرض كلها له والإشارة لصلاة النافلة على الراحلة في السفر لكونها لا يتعين فيها استقبال القبلة ( فأينما تولوا ) في الصلاة وجوهكم بأمر من الله (فثم وجه الله ) فالأمر للشارع و الحكم حيثما وجه ( إن الله واسع عليم ) فسبحانه ما أعظم شأنه الكريم ( وقالوا ) الكفار ( اتخذ الله ولدا ) تعالى الله عما قالوا فقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال مشركو العرب الملائكة بنات الله (سبحانه ) تنزه عما قالوا ( بل له ما في السموات و الأرض ) عبيدا وخلقا ( كل له قانتون ) مطيعون