الذين إذا أصابتهم مصيبة) من المصائب المذكورة (قالوا) مسلمين لله (إنا لله) وما أصابنا منه رضينا (وإنا إليه راجعون) ومرتجون للثواب على ذلك منه(أولئك) القائلون (عليهم صلوات) تطهرهم (من ربهم ورحمة) تغمرهم(وأولئك هم المهتدون) إلي سبيل الحق وعند الله مقبلون (إن الصفا) هو جبل بمكة(والمروة) جبل بها أيضا(من شعائر الله) متعبداته (فمن حج البيت) الحرام (أو اعتمر) قصد للزيارة(فلا جناح عليه) لا إثم عليه(أن يطوف بهما) أي بينهما و السعي ركن في الحج لقوله عليه الصلاة و السلام اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ولما حج صلى الله عليه وسلم وقف على الصفا وبدأ بها وقال نبدأ بما بدأ الله به ( ومن تطوع خيرا) فعل طاعة وغير واجبة عليه من أنواع العبادات وقرئ يطوع وقرئ بخير( فإن الله شاكر) لعمله بجزائه بالثواب عليه(عليم) به (إن الذين يكتمون) وهم علماء اليهود (ما أنزلنا) لهداية الناس(من البينات) أي الآيات الواضحات من الحدود و الرجم المذكورة في التوراة(والهدى) من نعت النبي صلى الله عليه وسلم فيها(من بعد ما بيناه) على أكمل الوجوه (للناس في الكتاب) أي في التوراة (أولئك) الفاعلون ذلك (يلعنهم الله) يطردهم من رحمته (ويلعنهم الاعنون) من الملائكة و النبيين(إلا الذين تابوا) عن الكتم (وأصلحوا) المعاملة مع الله (وبينوا) ما في كتبهم من الأحكام (فأولئك أتوب عليهم) أمن عليهم بالتوبة وأقبلها منهم (وأنا التواب) لمن تاب (الرحيم) بمن أناب
(إن الذين كفروا) وأشركوا مع الله إلها آخر (وماتوا وهم كفار) ولم يرجعوا (أولئك عليهم) لكفرهم (لعنة الله) البعد عن رحمته (والملائكة) تلعنهم(والناس أجمعين) وقرئ و الملائكة و الناس أجمعون (خالدين) الكفار (فيها) في اللعنة التي هي غضب الحق وموضع نقمته النار(لا يخفف عنهم) عن الكفار (العذاب) في النار(ولا هم ينظرون) يمهلون ليعتذروا(وإلهكم) معشر العباد كفارا و مسلمين (إله و احد) لا شريك له في الإلوهية (لا إله إلا هو) لا معبود بحق سواه(الرحمن الرحيم) ومن رحمته أن أبقى الكفار مع كفرهم في الدنيا(إن في خلق السموات) المتقن بنيانها(و الأرض) العجيب دحيها (واختلاف الليل و النهار) تعاقبهما (و الفلك) السفن (التي تجري في البحر) بإذن الله (بما ينفع الناس) من حملها لهم من بلد آخر وحمل تجارتهم ( وما أنزل الله) لمنفعة عباده (من السماء من ماء) مطر (فأحيا به الأرض) بأنواع النبات (بعد موتها) ويبسها (وبث) نشر (فيها) الضمير للأرض (من كل دابة) لنموهم عن الخصب الذي بها (وتصريف) تقليب (الرياح) جنوبا وشمالا وباردة وحارة وقرئ الريح بالإفراد (و السحاب المسخر) بتيسير الله
بين السماء و الأرض) بلا ماسك له (لآيات) تدل على أن الله هو الواحد (لقوم يعقلون) عن الله ما أودع من الآيات في مكنوناته وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها أي لم يتأمل فيها ونزلت الآية هذه لما قال الكفار حين قال النبي صلى الله عليه وسلم إن إلهكم لواحد إن كنت صادقا فأتنا بآية تدل على صدقك (ومن الناس) بني آدم (من يتخذ) لفساد عقله وخبث نيته(من دون الله) غيره (أندادا) أوثانا وأصناما بعضها أنداد بعض (يحبونهم) عبادهم (كحب الله) أي كحب المؤمنين لله ربهم(و الذين آمنوا) بالله (أشد حبا لله) فلا يعرضون عنه لا في الشدة ولا في الرخاء كما يعرض الكفار عن أندادهم في الشدة ( ولو ترى) أيها النبي الكريم وقرئ بالياء (الذين ظلموا) كفروا بالله (إذ يرون) وقرئ بالبناء للمفعول ( العذاب) يوم الحساب لرأيت شيئا مهولا (أن القوة) التي لا ترد (لله جميعا) جل شأنه ( وأن الله شديد العذاب) على من كفر به وقرئ بكسر همزة إن في الموضعين (‘ذ تبرأ الذين اتبعوا) أي المتبعون (من الذين اتبعوا) من الأتباع وقرئ بالعكس على أن المتبرئين هم الأتباع(و) قد (رأوا العذاب) وشاهدوا غضب رب الأرباب (وتقطعت) وقرئ بالبناء للمفعول لمشاهدة ذلك و هوله ( بهم) عنهم وبينهم (الأسباب) فلم تبق مواصلة و لا مودة بل العداوة و الشدة (وقال الذين اتبعوا) أي الأتباع
يتبع
