(لعلهم يتقون) يجتنبون ما يوجب غضبه وعقابه (ولا تأكلوا) إن أردتم النجاة عند الله (أموالكم بينكم) بأن يأكل بعضكم مال بعض (بالباطل) بغير وجه حلال من سرقة و غصب ونهب وغير ذلك (و تدلوا بها) تعرضوا بها (إلي الحكام) كالرشوة (لتأكلوا) بتحاكمكم (فريقا) طائفة (من أموال الناس) تعديا على الله (بالإثم) أي بما يحصل لكم الإثم (وأنتم تعلمون) أنكم غير محقين فيصيبكم مقت الله وغضبه (يسألونك) بعض من الصحابة (عن الأهلة) ما بالها تبدو دقيقة كالخيط ثم تزيد حتىتستوى ثم لا تزال تنقص حتى ترجع كما بدأت (قل) لهم أيها النبي الكريم (هي) الأهلة (مواقيت للناس) معالم للناس يعلمون بها أوقات أمورهم و معالم لعبادتهم كأوقات صيامهم وإفطارهم (و الحج) كذلك يعلم وقته بها قلو بقيت على حالة واحدة لم يعرف ذلك(وليس البر) الذي تتقربون به إلي الله (بأن تأتوا البيوت) حين تقدموا محرمين وقرئ بكسر الباء (من ظهورها) لأنهم كانوا ينقبون نقبا في ظهر البيت فيخرجون به ويظنون أن ذلك البر (ولكن البر) المقرب إلي الله (من اتقى) الله واخشى حتى لم ير سواه (وأتوا البيوت) حالة إحرامكم (من أبوابها) كما كنتم تأتونها في غير وقت الأحرام(واتقوا الله) واخشوه وامتثلوا ما أمركم به (لعلكم) بما يقرب لديه(تفلحون) تظفرون (وقاتلوا) لله ونزلت هذه الآيةر حين صد النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت ووقع الصلح بينه وبين الكفار على أنه يرجع للحرم العام المقبل ويخلون له مكة ثلاثة أيام وذلك عام الحديبية وتجهز بعمرة القضاء وخافوا أن لا تفى قريش ويقاتلوهم في الحرم للمنع من دخوله وكره المسلون قتالهم في الشهر الحرام والحرم مع الإحرام (في سبيل الله) طلبا لإعلاء كلمته
(الذين يقاتلونكم) من الكفار أعداء الله(و لاتعتدوا) بابتداء القتال عليهم(إن الله لا يحب المعتدين) المتجاوزين الحد وهو منسوخ بقوله(واقتلواهم)الكفار(حيث ثقفتموهم) وجدتموهم(وأخرجوهم) أعداء الله(من حيث أخرجوكم) أي من مكة(و الفتنة) أي شركهم بالله (أشد) وأكبر لهم(من القتل) في حرمة مع الإحرام(ولا تقاتلوهم)ابتداء(عند المسجد الحرام) في الحرم(حتى يقلتلوكم) يفاتحوكم(فيه) الضمير للمسجد الحرام(فإن قاتلوكم) في الحرم(فاقتلوهم) ولا تبالوا بهم فإنهم بدءوا بهتك الحرمة(كذلك) قتلهم وإخراجهم (جزاء الكافرين) على كفرهم وتعديهم سابقا (فإن انتهوا) عن قتالكم وكفرهم وآمنوا(فإن الله غفور) لمن انتهى عن معاصيه(رحيم) لمن آمن به (وقاتلوهم) بعزم وجد في الله (حتى لا تكون) منهم (فتنة) شرك في دين الله (ويكون الدين) و العبادة (لله) خالصة ليس للأصنام فيها نصيب (فإن انتهوا) عن كفرهم (فلا عدوان) بالقتل و النهب (إلا على الظالمين) الذين لم ينتهوا عن الكفر(الشهر الحرام) الذي حرم الله فيه القتال (بالشهر الحرام) أي كما قاتلوكم في شهر حرام فقاتلوهم في مثله (و الحرمات قصاص) إذا انتهكت حرمة يقتص بمثلها (فمن اعتدى) تعدى بقتال في شهر حرام أو حرم أو إحرام
(عليكم) معشر المؤمنين(فاعتدوا) تعدوا وتسلطوا(عليه)على المعتدي(بمثل ما اعتدى عليكم) فيما هو مرخص لكم(واتقوا الله) في الانتصار و لاتتعدوا إلي ما لم يبح لكم (واعلموا أن الله) جل شأنهلا (مع المتقين) فينصرهم على من عاداهم بعون الملك المبين (وأنفقوا) من أموالكم الطيبة (في سبيل الله) من الجهاد وغيره (و لاتلقوا بأيديكم) أي بأنفسكم (إلي التهلكة) إما بتضييع وجه معايشكم أو بكف عن جهاد (وأحسنوا) في إنفاق أموالكم (إن الله يحب المحسنين) للإصلاح علائقهم الدينية و الدنيوية (وأتموا الحج) وقرئ وأقيموا الحج (و العمرة لله) طالبين بهما وجهه الكريم موفين حقوقهما (فإن أحصرتم) عن إتمامهما ومنعتم بعد الدخول فيهما (فما استيسر) أي فما تيسر عليكم (من الهدي) و هو إما بدنة أو بقرة أو شاة (و لا تحلقوا) وأنتم محرمون (رءوسكم) و لاتحللوها (حتى يبلغ الهدي) الذي لزمكم (محله) الذي يحل فيه ذبحه وهو محل إحصاره لذبحه صلى الله عليه و سلم عام الحديبية بها مع أنها من الحل (فمن كان) في حين إحرامه (منكم مريضا) مرضا يحوجه إلي حلق رأسه (أو به أذى) كقمل وجرح و صداع (من رأسه) فإن حلقه وهو محرم (ففدية) تلزمه (من صيام) وقدرها ثلاثة أيام ( غاو صدقة) يطعمها مساكين (أو نسك) يذبح و يقسم للفقراء وفي الخبر قال صلى الله عليه و سلم لكعب بن عجرة لعلك آذاك هوامك فقال نعم له احلق وصم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق على ستة مساكين أو انسك شاة و الفرق اثنا عشر مدا (فإذا أمنتم) من عدوكم