(يا أيها الذين آمنوا) السالكين سبيل الإيمان (استعينوا) على إدراك الدرجات العلى(بالصبر) على المصيبة وعلى الطاعة وعن المعصية وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر على المعصية (1) فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش مرتين (و الصلاة) التي هي رأس الدين ( ‘ن الله مع الصابرين) بالنصر و الظفر المبين(و لا تقولوا لمن يقتل) (2) يقتله الكفار (في سبيل الله) وطلب ‘علاء كلمته (أموات) ليسوا كذلك (بل أحياء) قال صلى الله عليه وسلم إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمر الجنة (ولكن لا تشعرون) بحياتهم وما هم فيه من النعيم (ولنبلونكم) نعاملكم معاملة المختبر(بشئ من الخوف) من أعدائكم (والجوع) بالقحط(ونقص من الأموال) في البر و البحر (والأنفس) قتلا وموتا ( والثمرات) بالحوائج فإذا فعلنا بكم ذلك ننظر أتصبرون أم لا ( وبشر الصابرين) من العباد على ذلك الابتلاء
...................................................
(1) قوله (على المعصية) أي عنها ا هـ تقرير ختم.
(2) قوله (تعالى و لا تقولوا الخ) نزلت في قتلى بدر من المسلمين وكانوا أربعة عشر رجلا ، وكان الكفار يقولون للشهداء على طريق الطعن إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقتلون أنفسهم في الحرب بغير سبب ثم يموتون فيذهبون فنهى المسلمون أن يقولوا مثل هذا القول ا هـ.
(الذين إذا أصابتهم مصيبة) من المصائب المذكورة (قالوا) مسلمين لله (إنا لله) وما أصابنا منه رضينا (وإنا إليه راجعون) ومرتجون للثواب على ذلك منه(أولئك) القائلون (عليهم صلوات) تطهرهم (من ربهم ورحمة) تغمرهم(وأولئك هم المهتدون) إلي سبيل الحق وعند الله مقبلون (إن الصفا) هو جبل بمكة(والمروة) جبل بها أيضا(من شعائر الله) متعبداته (فمن حج البيت) الحرام (أو اعتمر) قصد للزيارة(فلا جناح عليه) لا إثم عليه(أن يطوف بهما) أي بينهما و السعي ركن في الحج لقوله عليه الصلاة و السلام اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ولما حج صلى الله عليه وسلم وقف على الصفا وبدأ بها وقال نبدأ بما بدأ الله به ( ومن تطوع خيرا) فعل طاعة وغير واجبة عليه من أنواع العبادات وقرئ يطوع وقرئ بخير( فإن الله شاكر) لعمله بجزائه بالثواب عليه(عليم) به (إن الذين يكتمون) وهم علماء اليهود (ما أنزلنا) لهداية الناس(من البينات) أي الآيات الواضحات من الحدود و الرجم المذكورة في التوراة(والهدى) من نعت النبي صلى الله عليه وسلم فيها(من بعد ما بيناه) على أكمل الوجوه (للناس في الكتاب) أي في التوراة (أولئك) الفاعلون ذلك (يلعنهم الله) يطردهم من رحمته (ويلعنهم الاعنون) من الملائكة و النبيين(إلا الذين تابوا) عن الكتم (وأصلحوا) المعاملة مع الله (وبينوا) ما في كتبهم من الأحكام (فأولئك أتوب عليهم) أمن عليهم بالتوبة وأقبلها منهم (وأنا التواب) لمن تاب (الرحيم) بمن أناب