7)- وكنت أراه لا يحب النظر إليّ ، ولا يحب أن يحادثني ، فتراه أحياناً يمضي وقته على مشاهدة التلفاز دون تركيز ، وتراه شارد الذهن يتتبع البرامج والأخبار العامة ، أو أنك تراه يمضي جل وقته بالحديث على الهاتف ويتنقل من شخص لآخر ، وهكذا دواليك
8)- حتى أن قدرته الجنسية أصبحت ضعيفة ، وكان يشتكي دائماً من التعب والإرهاق ، ولم يكن كذلك في السابق ، حتى أننا في كثير من الأحيان كنا نعيد الأمر إلى مشاكل وإرهاصات العمل والجهد الذي يبذله بحيث يؤدي كل ذلك إلى عدم التركيز
9)- والأغرب من ذلك أنه كان إذا ذهب إلى عمله فإنه يتصل ويسأل عني وعن أطفاله
10)- وإذا قلت لكم بأننا قد كرهنا المنزل الذي نعيش فيه فإني صادقةُ في ذلك ، مع أننا قد اخترناه معاً وبإرادتنا ، حيث أننا قمنا أخيراً بإجراء بعض الترميمات والتعديلات عليه
* المعاناة الدينية :
أحمد الله سبحانه وتعالى على أنني إنسانه محافظة على عباداتي قدر المستطاع ، ومواظبة على صلواتي وقراءة القرآن وصيام رمضان ، والالتزام ببعض السنن المتعلقة بالصيام ، كصيام الست من شوال ونحو ذلك ، وكذلك فأنا محافظة على صلاة التراويح في المسجد ، إلا أنه أصبحت تنتابني الأمور التالية :
1)- أصبحت أكره القيام للصلاة ، حيث كنت أتحامل على نفسي للقيام بهذا الأمر ، وكذلك أصبحت أتحايل على الوقت للتهرب من أداء الصلاة ، وكان الأمر كان خارج عن إرادتي ، إلا أنه تطور الأمر بحيث أصبحت أقوم بأدائها وبسرعة فائقة دون تركيز ، بل أشعر أني أقوم بأداء حركات فقط
2)- أصبحت لا أصلي الشفع والوتر في آخر الليل وأكره ذلك ، مع أنني أخيراً كنت أجبر نفسي على ذلك
3)- أصبحت أهمل قراءة القرآن ، بل وصل الأمر بي إلى عدم فهم ما أقرأه أو استشعار معاني الآيات التي أقرأها ، حتى بلغ بيّ الأمر في نهاية المطاف إلى أن توقفت عن قراءة القرآن مرة واحدة
4)- أصبحت أذهب لصلاة التراويح وكأني مجبرة عليها ( روتين أقوم به ) ، فإذا ذهبت للمسجد أشعر بأني أقوم بها وأنا مجبرة ، ولا أستشعر معانيها بل لدي دافع قوي لكي أترك الصلاة وأخرج من المسجد ، وكنت أجاهد نفسي وأصابرها حتى لا يفوتني ذلك الأجر العظيم ، علماً بأن حرصي على ذلك كان منذ نعومة أظفاري ، وكانت قناعتي المطلقة بأن كل ذلك خارج عن إرادتي ، وأن هناك أمر غير طبيعي حصل في حياتي
تلك جملة من الأعراض والعوارض التي انتابتني خلال فترة المرض التي عشتها لسنوات طوال ، وكما ذكرت لكم فإني لم اقصر مطلقاً في اتخاذ كافة الأسباب الحسية في الاستشفاء والعلاج من مراجعة المستشفيات والمصحات والأطباء المتخصصين لا سيما وأني طبيبة متخصصة وأعلم خطورة أن يَترُكَ الإنسان نقسه في أيام المرض لا سيما أن بعض الأمراض إذا تركت يكون لها مضاعفات خطيرة جداً ، مع أن قناعتي الشخصية لم تكن مطلقاً توحي إلى أن مجمل تلك الأعراض هي أعراض طبية لعدة اعتبارات طبية وغير طبية أهمها بأن الآلام متنقلة وغير مستقرة وأنا أعلم ذلك أكثر من غيري لكوني طبيبة متخصصة لها خبرة ومعرفة بطبيعة الأمراض وأعراضها وتأثيراتها ، وهذا مما زاد حيرتي وتفكري في حالي ووضعي
وكما بينت لكم فإن كافة الفحوصات والنتائج المخبرية كانت تبين أني لا أعاني من أية أمراض عضوية ، وهذا مما زاد في حيرتي وتساؤلي ، واعتقدت في فترة من الفترات بأني أعاني من مرض نفسي آو آخر عضوي لم يتوصل الطب إلى كينونته أو طبيعته وأثره وتأثيره ، بالرغم من القناعة التي أملكها وهي أن ما يحدث لي أمر خارج عن العادة
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي هداني فيه الله رب العالمين للرقية الشرعية ، حيث نصحني بعض الأخيار والطيبين بذلك ، ولم تكن معلوماتي آنذاك حول موضوع الرقية الشرعية وما يدور في فلكها من أمراض روحية معرفة واسعة بل كانت ضئيلة جداً ، وكان ذلك الأمر ، وقد قيض الله سبحانه وتعالى لي أحد الإخوة الأفاضل ممن يعالجون بالرقية الشرعية ممن نحسبهم على خير وصلاح والله حسيبهم ، وبدأت رحلة العلاج ، وكان ذلك بداية الصدمة العنيفة في حياتي من جهة ، حيث أني لم أكن اعتقد مطلقاً أن تلك الأمراض الروحية تحدث مثل تلك الأعراض والتأثيرات ، أما من الجهة الأخرى فكانت بداية الانطلاق إلى معرفة بعض أسرار وخفايا هذا العلم الذي يتعلق بالرقية الشرعية ودروبها وخفاياها ، وكما يقال " رب ضارة نافعة "
بداية وأثناء الرقية الشرعية ظهرت عليّ أعراض متنوعة ومختلفة ومنها الألم الشديد والصراخ والخمول التام ، وأحياناً كنت أشعر بالغثيان وقد يصل الأمر إلى الاستفراغ ، وقد حصل أن استفرغت مادة سوداء كالقطران ، وكذلك خرج معي نفس المادة في البراز ، وكان غلبة ظن المعالج أنني قد تعرضت لنوع من أنواع السحر الذي قُدم لي إما أكلاً أو شرباً
وأحياناً أخرى كنت أفقد الوعي ، ولا أشعر بما يدور من حولي ، واستمر الأمر على ذلك وكنت آخذ بالتوجيهات والارشادات من الأخ المعالج الذي كان حريصاً كل الحرص على استخدام ما هو ثابت في الكتاب والسنة ، ونافع الأثر كالماء والزيت والحبة السوداء والعسل ونحو ذلك من أمور أخرى ، واستمر الحال وبداية الأمر أصبحت الأمور تزداد سوءاً بمعنى أن الآلام قد ازدادت والمعاناة أصبحت أكثر من السابق ، ورويداً رويداً وبعد مضيّ ما يقارب السنتين وانتظامي في العلاج بالرقية الشرعية أصبحتُ أشعر بالفرق الكبير عن السابق ، وبدأت تتلاشى كافة الأعراض والتأثيرات ، إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بالشفاء ، وعدت إنسانة سوية طبيعية خاصة في تفكيري وتصرفاتي ، وعاد وزني إلى ما كان عليه ، حتى من الناحية الذهنية أصبحت أشعر بفرق كبير عن السابق ، حيث كنت أشعر وكأني أسير كإنسان آلي ، وبعد الرقية والاستشفاء أصبحت أرى الأمور بوضوح كما أنني أستطيع التفكير ، وتسهلت أمور وظيفتي ، وأنا الآن في وظيفة ممتازة وأتحمل مسؤوليات كبيرة وأصبحت صاحبة قرار في عملي وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه
ولا زلت حتى هذه اللحظة أعاني من بعض التأثيرات والأعراض البسيطة جدا ً، حيث أشعر وكأن أحداً يريد خنقي ، أو صعوبة في القدرة على التنفس ، وكذلك الشعور بآلام بسيطة تتركز في منطقة القدمين وانتفاخ في أصابع القدمين
وكل ما ذكرته من أعراض وتأثيرات سواء تلك التي ظهرت مع الرقية الشرعية أو بعدها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال أعراض أو تأثيرات طبية ، وأنا أملك يقيناً كاملاً بأن كافة تلك الأعراض والتأثيرات أمر خفي أجهله من الناحية الطبية ، خاصة أنني طبيبة متخصصة أملك كافة المقومات التي تجعلني أحكم على المسألة برمتها
وحقيقة الأمر فقد تعلمت الكثير قبل أن يمن الله سبحانه وتعالى عليّ بالشفاء ، ومن ذلك الصبر والاحتساب ، كما تعلمت بأن هناك أمور خفية وأمراض روحية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصل إليها الطب بكافة مكتشفاته ومخترعاته ، وأنه يجب على الأطباء بكافة تخصصاتهم العضوية أو النفسية أن يقفوا على حقيقة تلك الأمراض ، بل عليهم أن يستفيدوا من تجارب المتمرسين الحاذقين في هذا العلم ، وأنا على يقين تام بأن ذلك سوف يكسبهم مزيد من سعة الأفق ، وسوف يكون ذلك عون لهم في مجالاتهم الطبية المتنوعة
ومما تعلمته من خلال هذه المحنة الصعبة كيف أن الإنسان لا بد أن يعود في تقرير مثل تلك الأمراض إلى النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، خاصة أن كافة تلك الأمراض جاءت بها الأدلة الصريحة ، وهي خارجة عن نطاق الطب العضوي والنفسي بكافة مخترعاته ومكتشفاته وأمورة الحسية والمعنوية
تعلمت كيف يكون العلاج الشرعي لكافة تلك الأمراض ، وكيف يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في علاج كافة تلك الأمراض، وكذلك تحري الطرق الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة وأقوال العلماء الأجلاء
تعلمت بأن الرقية الشرعية علم له قواعد وأصول ومرتكزات وأنه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والبحث والدراسة لكي يُقَدّم بصورة نقية صافية من الشوائب والرواسب والانحرافات
تعلمت أن هناك بعض ممن يدعي الرقية الشرعية وهمه الأوحد استغلال المرضى من الناحية المادية بصور وأساليب ظالمة ، أو اتباع طرق ملتوية أو بدعية أو حب الظهور وكأنما قد ملك مفاتيح هذا العلم ، والواجب على من يتصدر الرقية الشرعية أن يقدم الصورة النقية الطاهرة لهذا العلم وأن يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه أولاً ، وفي المرضى من الجهة الثانية
واختم قصتي بنصيحة أقدمها إلى إخوتي وأخواتي في التخصصات الطبية على تنوع مجالاتهم وتخصصاتهم بتقوى الله سبحانه وتعالى أولاً ، ومن ثم الإيمان اليقيني بكافة تلك الأمراض وأعراضها وتأثيراتها ، وأن تؤخذ من أصحاب العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين ، وأن تحضى تلك الأمراض الروحية بمزيد من البحث والدراسة الموضوعية التي سوف تثري معلوماتهم العامة وتساعد في إظهار بعض الجوانب الطبية الخفية ، وتكون لهم عوناً بإذن الله عز وجل لفهم هذا الإنسان ومعرفة ما يعتريه من أمراض متنوعة سواء كانت عضوية أو نفسية أو روحية ، والله الهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم