يا محمد: فليقل إذا أراد طلب حاجة إليه:
يا مَنْ هُوَ أولى بهذا من نفسه ويا أقربُ إليه من قلبه ويا أعلمُ به من غيره ويا رازقهُ ممَّا هوَ في يديه مما أحتاجُ إليه،إليك أطلبُ وبك أتشفعُ لنجاح حاجتي فخذْ لي حين أُكلمُهُ بقلبِهِ فاغلبهُ لي حتَّى أبتزَّ منه حوائجي كُلها بلا امتناعٍ منه ولا منٍّ ولا رَدٍّ ولا فظاظةٍ،يا حياً في غنى لا تموت ولا تُبلى أمِتْ قلبه عن رَدِّي بلا قضاءِ الحاجة واقضِ لي طلبتي في الذي قبله وخُذْهُ لي في ذلك أخذ عزيزٍ مُقتدرٍ بحقِّ قُدرتك التي غلبت بها العالمين. فإنه ذلك قضيت حاجته ولو كانت في نفس المطلوب إليه.
يا محمد: ومن همّ بأمرين فأحبّ أن أختار أرضاهما إلي فأُلزمه إياهُ فليقل حين يريد ذلك:
اللهمَّ اخترْ لي بعلمك ووفقني بعلمك لرضاك ومحبتك،اللهمَّ اختر لي بقُدرتكَ وجنِّبني بعزَّتك مقتك وسخطك،اللهم اختر لي فيما أُريد من هذين الأمرين (وتسميهما )أحبهما إليك وأرضهما لك وأقربهما منك، اللهمَّ إني أسألك بالقدرة التي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك أن تُصلي على محمد وآل محمد واغلبْ بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك واسْفَعْ بناصيتي إلى ما تراهُ لك رضىً ولي صلاحاً فيما أستخيرك فيه حتى تُلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك وأتكلُ فيه على قضائك وأكتفي فيه بقُدرتك،ولا تقلبني وهواي لهواك مُخالفٌ ولا ما أريد لما تُريد لي مُجانبٌ اغلب بقدرتك التي تقضي بها ما أحببت على ما أحببت بهواك هواي ويسرني لليُسرى التي ترضى بها عن صاحبها ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التي وسعت كل شيءٍ،اللهمَّ أوقع خيرتك في قلبي وافتح قلبي للُزُومها يا كريمُ آمينَ. فإنه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والآجل.
يا محمد: ومن أصابه مَعاريض بلاء من مرض فلينزل بي فيه وليقل:
يا مُصحَّ أبدان ملائكته ويا مُفرغَ تلك الأبدان لطاعته ويا خالقَ الآدميِّين صَحيحاً ومُبتلىً ويا مُعرِّضَ أهل السَّقم وأهل الصِّحَّة للأجر والبليَّة،ويا مُدَاوي المرضى وشافيهم بطبِّه ويا مُفرِّج عن أهل البلاء بلاياهم بجليل رحمته قد نزل بي من الأمر ما رفضني فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بي فيه أعدائي،حتى صرت مذكوراً ببلائي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الأرض لقلَّة علمهم بدواء دائي وطبُّ دوائي في علمك عندك مُثبتٌ صلِّ على محمد وآل محمد وانفعني بطبِّك فلا طبيب أرجى عندي منك ولا حَميمَ أشدُّ تعطُّفاً منك عليَّ قد غيَّرت بليتك نعمك عليَّ فحوِّلْ ذلك عنّي إلى الفرج والرَّخاء،فإنك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبِّك وداوني بدواءك يا رحيم. فإنه إذا قال ذلك صرفت عنه ضره وعافيته منه.
يا محمد: ومن نزل به القحط من أمتك فإني إنما أبتلي بالقحط أهل الذُّنوب فليجأرُوا إليَّ جميعاً أو ليجأر إليَّ جائرهم وليقل:
يا مُعيننا على ديننا بإحيائه أنفسناً بالَّذي نَشَرَ علينا من رزقه نزل بنا أمرٌ عظيمٌ لا يقدر على تفريجه عنَّا غير مُنزلهِ،يا مُنزلهُ عجز العباد عن فرجه فقد أشرفت الأبدان على الهلاك وإذا هَلكتِ الأبدانُ هلك الدِّين،يا ديَّان العباد ومُدبِّر أمورهم بتقدير أرزاقهم لا تَحُولَنَّ بيننا وبين رزقك وهنِّئْنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك مُتعرِّضين قد أُصيبَ من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا فارحمنا بمن جعلته أهلاً لذلك حين تُسئلُ به يا رحيمُ،لا تحبسْ عن أهل الأرض ما في السَّماءِ وانشر علينا رحمتك وابسط علينا كنفك وعد علينا بقبولك وعافنا من الفتنة في الدِّين والدُّنيا وشماتة القوم الكافرين،يا ذا النَّفع والضَّرِّ إنك إن أنجيتنا فبلا تقديم مِنَّا لأعمالٍ حسنةٍ ولكن لإتمام ما بنا من الرَّحمة وإن رددتنا فبلا ظلم منك لنا ولكن بجنايتنا فاعفُ عنَّا قبل انصرافنا و اقلبنا بإنجاح الحاجة يا عظيمُ. فإنه إن لم يرد بما أمرتك أحداً غيري حوّلت لأهل تلك البلدة بالشدة رخاء وبالخوف أمناً وبالعسر يسراً وذلك لأني قد علمتك دعاءً عظيماً.
يا محمد: ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحبّ أن أؤدّيه سالماً مع قضائي له الحاجة فليقل حين يخرج من بيته:
بسم الله مَخرجي وبإذنه خرجت وقد علم قبل أن أخْرُجَ خُروجي وقد أحصى علمُهُ ما في مَخرجي ومَرجعي،توكَّلت على الإله الأكبر توكُّل مُفوِّض إليه أمرهُ ومُستعينٍ به على شؤونه مُستزيدٍ من فضله مُبرِّئٍ نفسهُ من كلِّ حولٍ ومن كلِّ قوةٍ إلاَّ به،خُروجَ ضريرٍ خرج بضُرِّهِ إلى من يكشفُه وخروج فقيرٍ خرج بفقرهِ إلى من يسُدُّهُ وخروج عائلٍ خرج بعيلتهِ إلى من يغنيها وخروج من ربُّهُ أكبرُ ثقته وأعظم رجائه وأفضل أمنيته،الله ثقتي في جميع أموري كلها به فيها جميعاً أستعين ولاشيءَ إلا ما شاء الله في علمه أسئَلُ الله خير المخرج والمدخل لا إله إلا هو إليه المصيرُ. فإنه إ ذا قال ذلك قال ذلك وجَّهْت له في مدخله ومخرجه السُّرور وأديته سالماً.
يا محمد: ومن أراد من أمتك ألا يحول بين دعائه وبيني حائلٌ وأن أجيبه لأي أمر شاء عظيماً كان أو صغيراً في السّر والعلانية إلي أو إلى غيري فليقل آخر دعائه:
يا الله المانع بقدرته خلقه والمالكُ بها سُلطانهُ والمُتسلِّطُ بما في يديهِ كُلُّ مَرجوٍّ دُونك يخيبُ رجاءَ راجيهِ وراجيك مسرورٌ لا يَخيبُ،وأسألك بكلِّ رضىً لك من كل شيءٍ أنت فيه وبكلِّ شيءِ تُحبُّ أن تُذكر به وبك يا الله فليس يعدلك شيء أن تُصلي على محمد وآله وأن تَحُوطني ووالديَّ وولدي وإخواني وأخواتي ومالي بحفظك وأن تقضي حاجتي في كذا وكذا فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه.
يا محمد: ومن أراد طلب شيء من الخير الذي يتقرب به العباد إلي وأن أفتح له به كائناً ما كان فليقُل حين يريد ذلك:
يا دَالَّنا على المنافع لأنفسنا من لُزوم طاعته ويا هادينا لعبادته التي جعلها سبيلاً إلى دَركِ رِضاهُ إنما يفتحُ الخير وليُّه يا وليَّ الخير قد أردت منك( كذا وكذا ويُسمِّ ذلك الأمر) ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحاً ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسُّرٍ أعيتني فيه جميع أموري كلها في الموارد والمصادر وأنت وليُّ الفتح لي بذلك لأنك دللتني عليه فلا تَحْظرهُ عني ولا تجبهني عنه بردٍّ فليس يقدر عليه أحدٌ غيرك وليس عند أحد إلا عندك أسألك بمفاتح غُيوبكَ كلها وجلال علمك كلِّه وعظيم شؤونك كلها إقرار عيني وإفراحَ قلبي وتهنيتك إياي نعمك على تيسير قضاء حوائجي ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضيةً لا تقلبني بحقك عن اعتمادي لك إلا بها فإنك أنت الفتَّاح بالخيرات وأنت على كل شيء قدير فيا فتَّاح يا مُدبِّرُ هيِّئ لي تيسير سببها وسهِّل عليَّ باب طريقها وافتح لي من غناك باب مَدخلها ولينفعني جاري بك فيها يا رحيمُ. فإنه إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي ولياً.
يا محمد: ومن أراد من أمتك أن أُعافيه من الغلّ والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر:
يا مُطفئ الأنوار بنوره ويا مانع الأبصار من رُؤيتهِ ويا مُحيِّرَ القلوب في شأنه إنك طاهرٌ مُطهرٌ يطهرُ بطهرتكَ من طهَّرته بها وليس من دُونك أحدٌ أحوجُ إلى تطهيرك إياه مني لدِيني وبَدَني وقلبي فأيَّة حال كُنت فيها مُجانباً لك في الطاعة والهوى فألزمني وإن كرهت حُبَّ طاعتك بحقِّ محلِّ جلالك منك حتى أنال فضيلة الطُّهرة منك لجميع شُؤوني ربِّ واجعل ما ظهر من طُهرتك على بدني طُهرةَ خير حتى تُطهر به منِّي ما أكنُّ في صدري وأخفيه في نفسي واجعلني على ذلك أحببتُ أمْ كرهتُ واجعل مَحبتَّي تابعةً لمحبَّتك اشغلني بنفسي عن كلِّ من دُونك شغلاً يدُومُ فيه العمل بطاعتك واشغل غيري عني للمُعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين.فإنه إذا قال ذلك ألزمته حبّ أوليائي وبغض أعدائي وكفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين.
يا محمد: ومن كانت له حاجة سراً بالغة ما بلغت إليَّ أو إلى غيري فليدعني في جوف الليل خالياً وليقُل وهو على طهر:
يا الله ما أجدُ أحداً إلا وأنت رَجَاؤهُ ومن أرجى خلقك لك أنا يا الله،وليس شيءٌ من خلقك إلا وهو بك واثق ومن أوثق خلقك بك أنا يا الله وليس أحدٌ من خلقك إلا وهو لك في حاجته مُعتمدٌ وفي طلبته سائلٌ ومن ألحفهم سُؤالاً لك أنا ومن أشدِّهم اعتماداً لك أنا لأنِّي أمسيتُ شديداً ثقتي في طلبتي إليك وهي ( كذا وكذا وسمِّها) فإنك إن قضيتها قُضيت وإن لم تَقضيها لم تُقضَ أبداً وقد لزمني من الأمر ما لا بُدَّ لي منه فلذلك طلبتُ إليك يا مُنفذَ أحكامه بإمضائها أمضِ قضاءَ حاجتي هذه بإثباتكها في غُيوبِ الإجابة حتى تقلبني بها مُنجحاً حيث كانت تغلبُ لي فيها أهواء جميع عبادك وامنُنْ عليَّ بإمضائها وتيسيرها ونجاحها فيسِّرها لي فإني مُضطرٌّ إلى قضائها وقد علمت ذلك فاكشفْ ما بي من الضُّرِّ بحقِّك الَّذي تقضي به ما تُريدُ. فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول فليطب بذلك نفسه.
يا محمد: إن لي علماً أُبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي وأغلب له هواه إلى محبتي فمن أراد ذلك فليقل:
يا مُزيل قُلوب المخلوقين عن هَواهُمْ إلى هَواهُ ويا قاصر أفئدة العباد لإمضاءِ القضاءِ بنفاذِ القدر ثبِّتْ قلبي على طاعتك ومعرفتك وربوبيَّتك وأثبت في قضائك وقدرك البركةَ في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظُ الحافظُ حفظهُ احفظني بالحفظِ الذي جعلت من حفظته به محفوظاً وصيِّرْ شُؤوني كُلَّها بمشيَّتك في الطاعة لك منِّي مُؤاتيةً وحبِّبْ إليَّ حُبَّ ما تُحبُّ من مَحبَّتك إلي في الدِّين والدُّنيا أحيني على ذلك وتوفَّني عليه واجعلني من أهله على كلِّ حال أحببت أم كرهت يا رحيمُ. إذا قال ذلك لم أره في دينه فتنة ولم أكره إليه طاعتي ومرضاتي أبداً.