وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)
وجئتكم مصدقًا بما في التوراة- ولأحلَّ لكم بوحي من الله بعض ما حرَّمه الله عليكم تخفيفًا من الله ورحمة- وجئتكم بحجة من ربكم على صدق ما أقول لكم- فاتقوا الله ولا تخالفوا أمره- وأطيعوني فيما أبلغكم به عن الله.
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
إن الله الذي أدعوكم إليه هو وحده ربي وربكم فاعبدوه- فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له- وهذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه.
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)
فلما استشعر عيسى منهم التصميم على الكفر نادى في أصحابه الخُلَّص: مَن يكون معي في نصرة دين الله؟ قال أصفياء عيسى: نحن أنصار دين الله والداعون إليه- صدَّقنا بالله واتبعناك- واشهد أنت يا عيسى بأنا مستسلمون لله بالتوحيد والطاعة.
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)
ربنا صدَّقنا بما أنزلت من الإنجيل- واتبعنا رسولك عيسى عليه السلام- فاجعلنا ممن شهدوا لك بالوحدانية ولأنبيائك بالرسالة- وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يشهدون للرسل بأنهم بلَّغوا أممهم.
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)
ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل بعيسى عليه السلام- بأن وكَّلوا به من يقتله غِيْلة- فألقى الله شَبَه عيسى على رجل دلَّهم عليه فأمسكوا به- وقتلوه وصلبوه ظناً منهم أنه عيسى عليه السلام- والله خير الماكرين. وفي هذا إثبات صفة المكر لله -تعالى- على ما يليق بجلاله وكماله- لأنه مكر بحق- وفي مقابلة مكر الماكرين.