النقطة الثالثة طريقة الذكر وسنذكر عدة نقاط فرعية منها على التوالي والترتيب. فيجب التقيد بها على تسلسل ترتيبها الوارد هنا:ـ أولاً :ـ أن تختار مكاناً أضيق ما يكون. فكلما كان ضيقاً كان أفضل. وأن تكون مواجهاً للجدار متجهاً إلى القبلة. وإن إستصعبت وجود المكان الضيق، فتوجه إلى أي جدار في الغرفة بينكـ وبينه ما يكفي لوضع السبية التي ستعلق عليها العمل، أي مسافة من 60 إلى 90سم ستكون كافية. وضع حولكـ شرشف أبيض نظيف يُغطي رأسكـ فلا ترى الجدار مغمض العينين. هذا إذا كنت تحفظ ذكركـ. وإلا أسدله فقط على رأسكـ. وهذا الشرشف نفسه، بعد الإنتهاء تُغطي به سبيتكـ وعملكـ وهي واقفة كما هي وعملكـ معلق بها حتى نهاية مدة خلوتكـ أو رياضتكـ إلا إن كان عملكـ يحتاج إلى تنجيم. فإنكـ هنا لا داعي لتغطية السبية. لإنه لا يوجد عملكـ بها. فإنما التغطية للعمل، وإعلاماً أن عملكـ لم ينتهي بعد. واحتراماً من أن تراه عيوناً أخرى بشرية أو غيرها . ثانياً:ـ تُفرغ رأسكـ من جميع المشاغل الأخرى. وتحاول التركيز المطلق على ما أنت مقبل عليه. وهذه لا تستعجل عليها، فإنها ستأتي بالتدريب. ولكن عليكـ مواصلة المحاولة. وإن واجهتكـ مشاكل عدم الإنتباه واصل محاولة التركيز على عملكـ فإنكـ تصل إلى إقفال رأسكـ عما يدور خارج تلكـ الرقعة. وتخيل أن حولكـ سد مربع من الرصاص يحجب جميع الأصوات أن تصلكـ . ومن شدة صلابته أنه يحجب حتى الأفكار الخارجية أن تصل إليكـ. وحتى أفكاركـ لا تستطيع أن تخترقه لتصل إلى أي موضوع خارج تلكـ الرقعة. وبالتدريب على هذا ستصل في كل مرة إلى أعماق الفكرة. وتذكَّر أن طريقة الرياضة والخلوة هو الطريق الوحيد الذي سيصلكـ بعالم الأرواح. وأنه يجب له التدريب بطرق كثيرة فاشلة. فإن دخلكـ الوسواس أنكـ ستفشل، فقل لنفسكـ لا بئس إنما هي تدريب وسأفعلها على كل حال. وإن زارتكـ فكرة أن هذه الرياضة أو الخلوة لا نفع منها وهناكـ ما هو أحسن منها، قل لنفسكـ لا بأس سآتي على جميع الرياضات الأخرى وإنما سأبدأ بهذه فجميعها تدريب وتمهيد، ولن أخسر شيئاً فجميع هذه التدريبات مقوية للروح، مطهرة مزكية للنفس، تساعد على التأمل والتفكر والتوازن النفسي والأخلاقي. فلها فوائد كثيرة غير مطالب الأرواح فسأفعلها تهذيباً لنفسي. وتذكر هذه الأفكار دائماً، وبعد فترة ستذهب عنكـ الوساوس، وتكون أكثر ثباتاً وقوة ستشعر بها في صدركـ. وهنا تحذر من تلكـ المشكلات التي أوضحناها سابقاً. وبهذا ستصل إلى جميع أهدافكـ . ثالثاً :ـ مرحلة الذكر باللسان . أنت تعرف أن الذكر بالقلب هو أرقى مراتب الذكر، سواء لذكر إلهي أو دعوة من الدعوات. أي مشاركة القلب اللسان في الذكر. ولكن في البداية لتتعود على ما تقرأ ركز على أن تذكر باللسان الذكر الصحيح من مخارج حروف كلماتكـ. والباقي سيأتي ولا تستعجل عليه فأمامكـ متسع من الوقت. وقد ذكرنا أن المهم هو المواصلة لا الشدة فارفق بنفسكـ لأنها مركبتكـ للوصول. فتعود أولاً على ما تقول، وقد يكون هذا في يوم أو يومين أو ثلاث أو أسبوعاً أو أسبوعين ولا أتوقع أكثر من ذلكـ ويجب عليكـ في هذه المرحلة الأولية أن تتوقع حصول غرضكـ من تلكـ الدعوة من أول ما تنطق بها. واستصحب هذه الحال في كل مرة تنطق بالدعوة أنكـ ستحصل على ما تريد منها مباشرة وسهولة.وهذا الإستصحاب إجعله رفيقكـ قبل أن تدخل الدعوة أو الرياضة، بأن تقف لوهلة وتفكر بأنكـ ستنجح من أول مرة ،وهكذا تفعل في كل مرة أو في كل يوم على مدار هذه الخطوات التالية التي سنذكرها. وهناكـ إشارات على نجاح عملكـ كثيرة نذكر منها لا للحصر وإنما لتنتبه إليها فالكثير منا لا ينتبه لها . فمنها تيبس عضو من أعضائكـ كقدمكـ أو يدكـ أو كتفكـ. وقد تظن أنه لأسباب أخرى كالتعب أو توقف الدم في تلكـ القدم. وهذا صحيح إلا أن الفرق أن تيبس القدم بسبب عدم مرور الدم فيها ينتهي بالشد العضلي. وإن كانت قدمكـ تيبست بسبب لبس الأرواح لها فإنكـ ستشعر بنفس حالة تيبس القدم بسبب الدم إلا أنه ألطف من ذلكـ، فلا تحركـ قدمكـ لتريحها، بل إنتظر مدة أطول قليلاً وتحمل فستشعر بالكهرباء تسري فيها دونما الألم ذاكـ الذي ينتج عن الجلوس على الأرض لفترة طويلة حتى ينقطع الدم عن العضو. وقد ترحل تلكـ الحالة الكهربائية دونما أن تمدد قدمكـ كما هو الحال عادة من التنمل، وبهذا ستعرف أنكـ قد لُبست من الأرواح. وقد تسري تلكـ الكهرباء من قدمكـ إلى سائر جسدكـ حتى رأسكـ فلا تخف فإنها تزول وتذهب ثم تعود وهكذا. وهي إشارة جيدة. فإن كنت في حال دعوة ما لأمر ما تريدهم ليقضوا لكـ حاجتكـ فاصرفهم عليها وأنت في تلكـ الحالة الكهربائية. وإن كنت في خلوة أو رياضة لهدف التواصل فواصل عملكـ غير منزعج بل مسرور بذلكـ التواصل . ومن الإشارات أن يكون هناكـ مسح خفيف على مقدمة شعر الرأس أو مؤخرته. وهذه أيضاً علامة على حصولهم عندكـ فاصرفهم فيما شإت من الأعمال إلا إن كنت في دعوة للإستخدام العام أو الإستنزال، فسيأتي لكـ الوسواس ويذكركـ فجأة أن لكـ العدو الفلاني أو الغرض الفلاني أو الفاقة من كذا وهذا وقتها ولما لا تجربهم وهم حاضرون وقد لا يحضروا في المرة القادمة فهذا هو وقتهم فتصرفهم فيما شأت ،فلا يقضون لكـ شيئاً ولن يحضروا مرة أخرى عندكـ. فعليكـ برياضة أو خلوة أخرى لأنكـ خلفت النية في هذه. وهكذا تكون قد خرب عليكـ الطمع ما تطمع. لأن النية هي أساس الأعمال. فإن نيتكـ كانت الإستخدام أو الإستنزال ووجهتها إلى الإرسال فضاع عملكـ بضياع نيتكـ وفعلاً إنما الأعمال بالنيات. ومن الإشارات وبالطبع هي معروفة، الأصوات ، ورمي الحجارة، ورؤية أشباح الدخان. أو كأنكـ معلق في السماء لا في الأرض. وهذه كلها إشارات حسنة فلا تخف منها فإنها وسيلتهم للتواصل معكـ في البدأ. رابعاً:ـ المغناطيسية والشحن وخرق عالم الغيب . عند ذكر أي كلمات باللسان، ما يحدث أنكـ تولد طاقة مغناطيسية بدوران تلكـ الكلمات أو الدعوة بشكل عام على لسانكـ. فتولد طاقة مشحونة هائلة حولكـ مركزها أنت. وتظل تدور حولكـ حتى تنتهي من قرائتكـ. وذلكـ شبيه بالدينمو. لذلكـ ينبغي عليكـ التركيز على حصول ذلكـ عن طريق تركيزكـ في الكلمات ومحاولتكـ شحن أكبر قوة مغناطيسية حولكـ مما لديكـ من ذكر. فإن التركيز في الكلمات ينتج عنه طاقة أو بمعنى أبسط، كلمات بتركيز = طاقة كهرومغناطيسية. وللأسف جميع طلاب الروحانيات لا يستغلون هذه الطاقة ويهدرونها في نهاية كل جلسة ذكر. وذلكـ عن طريق صرفهم أصحاب الدعوة والنهوض عن الدائرة الكهرومغناطيسية. وإضاعتها سداً. وسنبين ما هو التصرف الصحيح في ذلكـ في السطور القادمة، وكيف نستفيد من تلكـ الطاقة. إذا في هذه المرحلة يجب عليكـ إستصحاب هذه الحالة من مهمتكـ في شحن تلكـ الطاقة الدائرية كل مرة تذكر الكلمة الواحدة والدعوة ككل عند تكرارها. كما ينبغي عليكـ في كل مرة لكل كلمة ولكل دعوة أن تزيد من تسارع تلكـ الدائرة الكهرومغناطيسية إلى أقصى حد ممكن حتى تغيب عن الحس وتدخل أو تخرق عالمكـ إلى عالم الغيب. إستصحب هذه الحال في هذه المرحلة وتدرب عليها. ولا ترهق وتصرف جميع طاقتكـ مباشرة من أول مرة. خذ الراحة التي تحتاجها عندما يقول لكـ جسدكـ أنكـ بحاجة إليها. وقم بالذكر بطريقة عادية أو بالمرحلة الأولى التي قبل هذه لتكرار واحد أو إثنين، ثم حاول التكرار الثالث للدعوة أن يكون بهذه المرحلة وبشحن الطاقة. وهذا لكي تتعود على فعل هذه الحركة لأنها ستتطلب جهداً ذهنياً وبدنياً عالياً جداً وكأنكـ قد نقلت ألف طن من الحجارة من موقع إلى آخر. فلا تستهين بها وأعطي لنفسكـ فرصة فأنت في أول الطريق. وسيأتي عليكـ وقت تستطيع إستصحاب هذه الحال ـ الكهرومغناطيسية ـ طوال مدة جلسة دعوتكـ تلكـ بل طوال يومكـ بعدها . خامساً :ـ الإرتفاع . وهي وأنت في دعوتكـ مُفرغ الرأس من الأشغال متوجهاً كلياً بلسانكـ وجوارحكـ في كلمات دعوتكـ مستصحباً الحالة الكهرومغناطيسية، حاول وقت تسارعكـ في شحن تلكـ الدائرة أن ترتفع بروحكـ من خلال تركيزكـ على النطق وتصوركـ للدائرة تدور من حولكـ فوق رأسكـ وهي ترتفع من صدركـ إلى أن تبلغ تلكـ الدائرة فوقكـ، واضغط بها أعصابكـ جميعها وأنت لا تزال تذكر وكأنكـ تفعل ذلكـ فعلياً بشيئ مادي بيديكـ. حاول ذلكـ مرة بعد مرة أي مرة حتى بلوغ المدى ما تستطيع واقبض هناكـ قدر ما تقدر ثم راحة ثم مرة أخرى وهكذا. لأنه في كل مرة سينقطع نفسكـ، وفي كل مرة ينقطع نفسكـ تنفلت منكـ الروح وترجع إلى صدركـ مع النفس، أي تعود من تلكـ الدائرة المغناطيسية، فلا بأس أن ترتاح من ذلكـ التصور وأنت ما زلت تذكر ثم تستجمع مرة أخرى وتكرر المحاولة. وفي النهاية سيستطيع جسدكـ أن يمدكـ بالطاقة الكافية لتكون كل دورة إرتفاع دعوة كاملة أو دعوتين دعوتين أو أكثر يعتمد حسب طول دعوتكـ وقدرتكـ على كتم النفس. ستشعر عندها بثبوت وقرار شيئ ما صغير في خلف رأسكـ أعلى العنق وهي الغدة الفعالة التي لا ينالها شيئ من التدريب خلال مدة حياة الإنسان، وقد بدأت تستجيب وتنهض وستشعر بها كتلة ثقيلة خلف الجمجمة من أسفل الرأس في المنتصف . سادساً :ـ النزول . وهي عكس الطريقة الخامسة. ويمكنكـ أن تبدل بين الإرتفاع والنزول كنوع من الإستراحة والترويح. أي تتخيل أن روحكـ في وسط الدائرة الكهرومغناطيسية وتجذبها معكـ إلى صدركـ وقرارها هناكـ . تفعل هكذا عدة مرات وتبدل أحياناً بالإرتفاع، بأيهما أريح لكـ تبدأ به. لأن هذه أيضاً ستكتم أنفاسكـ دونما شعور منكـ بأنكـ تفعل ذلكـ، وستنبهكـ رأتيكـ أنكـ تحتاج إلى الهواء دونما حس منكـ أنكـ فعلت ذلكـ. وفي هذا كله لا تنسى إستصحاب تلكـ الدائرة الكهرومغناطيسية، أي لا تنسى وجودها هناكـ ودورانها. بل إرجع إليها أحياناً لتشحنها وتُسَارع دورانها. وهكذا تكون تؤدي ثلاث طرق من حين إلى آخر كنوع من الإستراحة ثم الهجوم. وهذا كله في البداية، وأعني به ليس بشرط في أول رياضة أو خلوة، فهو ممكن أن يكون في أكثر من رياضة أو أكثر من خلوة، وبعدها سيكون عليكـ هيناً أن تستحضر تلكـ الحالة بأقصى ما يكون به العزم وبلا تكلف حتى أن جسدكـ سيكون لديه القابلية على مساعدتكـ إلى أقصى درجة. فلا تستعجل ودربه جيداً وبهدؤ وروية قبل أن تصل إلى تلكـ المرحلة. سابعاً:ـ مرحلة المزج . بأن تقوم بكل تلكـ المراحل مع بعضها من تركيز باللسان على اللفظ بعد تفريغ الرأس من المشاغل. وأيضاً في نفس الوقت تقوم بشحن الدائرة الكهرومغناطيسية والإرتفاع بالروح والنزول بها منها. كلها في آن واحد. رغبةً منكـ في إختراق عالم الغيب وكشف الحجاب والإنتقال إلى عالم آخر خارج حدودكـ للإتصال بكائنات أخرى غريبة عنكـ . ثامناً:ـ وهي الأخيرة ولكنها ليست بمرحلة. وإنما هي قطف ثمرات المراحل السبع السابقة إن أنجزتها كما وصفنا لكـ. وهي أنكـ بعد إنتهاء دعوتكـ بتلكـ الصفة التي وصفت لكـ، لا تدعو للأرواح وتصرفهم. بل إن كنت مغمض العينين واصل إغماضكـ وإن لم تكن مُغمض العينين فأغمضهم. ثم إجعل جسدكـ وعقلكـ وقلبكـ يمتص جميع تلكـ الطاقة الكهرومغناطيسية. حاول إمتصاص أكبر قدر منها ولا تدع شيئ منها يذهب هدراً. وأنت في ذلكـ كله تراقب ببصيرتكـ هدفكـ من تلكـ الأسماء التي كنت تدعو بها. وثبت فعلها وما أردته منها في صدركـ وعقلكـ بحيث أنكـ تعلم جيداً مكان حلولها في نفسكـ. وستجد لذة لا توصف من إختلاط الأرواح بكـ حتى تغيب عن الحس في شعور جميل بالسلام. حتى أنكـ ستمتص تلكـ الطاقة إلى آخر نفس فيكـ إلى وصولها لحد الحائط الذي أمامكـ وستشعر بالإمتلاكـ منها والتمكن مما تريد. عندها أدعو لهم واصرفهم وأنت تحوقل وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنت ناهضاً من جلستكـ تلكـ. وهذا ما يقع فيه معظم الطلاب من خطأ. بأنهم لا يستفيدون من جلسات ذكرهم بخمس أو ثلاث دقائق تيقين للهدف وإصراراً عليه وقطف لثمرة جهدهم ووقتهم. بل ينهضون كأنهم لم يفعلوا شيئاً غير العبث، فهو إذاً عبثاً وهباءً منثورا . حاول في كل مرة أن تعرف حجم القوة التي إستخدمتها، وأن تزيدها في المرة المقبلة بشيئ يسير. لذلكـ أكرر أنه يجب أن تتدرج من القليل المستطاع ولو بشعره. ثم الزيادة ولو بشعره دونما تسرع طائش فتكسر نفسكـ قبل أن تبدأ تذوق حلاوة وعذوبة هذه الطريقة. ولأنه فعلاً ستبدأ تشتاق لهذه الطريقة وتتمنى أن تفعلها دونما أن تذكر شيئ من الأذكار أو الدعوات لما فيها من لطف وتهذيب للنفس، وإستغراق ممتع، واختلاط بالأرواح مبدع. إلا أنكـ أحياناً في مرحلة أو ما يخص التركيز اللفظي على الكلمات، ستشعر بقوتكـ في حروف كلماتكـ التي تدعو بها وتشعر بالتمكن منها ربما ليوم أو يومين أو في بداية الدعوة أو في خلالها، ثم ستفقد إحساسكـ القوي بها، فلا تجزع. فذلكـ كله ليس له وجود، إلا أنكـ بدأت تحرق الشوائب التي في عقلكـ وفي بدنكـ ـ والتي لا تحس بها ـ بدأت تحترق لتخرج من ورائها الأفكار الصافية. فلا تبتأس وواصل محاولاتكـ، فإن ذلكـ الشعور بالتمكن أو الإشارات ستعود إليكـ أقوى مما فعلت أول مرة. وأعطي لبدنكـ فرصة يحرق مخلفات سنين من التجاهل له. وسنين من الرفاهية والبذخ الفكري والجسدي. ليرقى إلى عالم التنوير واللطف المنير. وسأضع لكـ هنا نقاط طريقة الذكر السابقة بشكل مُبسط بعد أن إستوعبت شرحها في السطور السابقة، لتكون لكـ مرشداً وتذكاراً وتستطيع تذكرها لحظة دخولكـ في رياضتكـ أو خلوتكـ الذكرية. وبإختصار هي :ـ 1ـ العقل فارغ من كل شيئ كيوم ولدته أمه. وجاهز لتلقي ما يُلقى عليه فقط، لأنه حوله أسوار من حديد لا يدخل ولا يخرج إليه شيئ. 2ـ ستصل إلى ما تريد من الدعوة في هذه المرة . 3ـ ستتذكر كل حرف من كل كلمة في الدعوة. وستلهمكـ حروفها في كل مرة معاني تلكـ الكلمات التي لم تكن واضحة سابقاً وذلكـ لإنكـ إحترمتها وقدرتها وتذكرتها . 4ـ ستشحن الدائرة الكهرومغناطيسية بأقوى أنواع الطاقة وستسارعها بالدوران إلى حد التفجير . 5ـ ستبلغ بروحكـ من الإرتفاع إلى دائرتها والنزول بها حد التملكـ التام بتلكـ الدائرة وأرواحها . 6ـ ستمتص جميع تلكـ الطاقات إلى جسدكـ وتستحوذها بعد إنتهائكـ من الدعوة . النقطة الرابعة السحر سنلاحظ في كتابنا هذا بعض الطرق السحرية أو طرقاً لإمتلاكـ واستخدام السحر. والإعتقاد السائد أن هذا حرام. وهو كذلكـ. فكيف إذاً نضع طرقاً سحرية ونقول أن ملهمنا هو الله الجليل البديع الذي حرم السحر؟ وذلكـ أن العامة ومشائخ الدين خاصة،لم يُعَرِفوا السحر بتعريفه الصحيح اللآئق به. إما لجهلهم التام بطرقه وأساليبه وابتعادهم عنه جهلاً أو سداً للذرائع. كون العامة لن تفهم الحكمة من تعريفهم الصحيح له. فالسحر هو القوة التي تفوق طاقة البشر الطبيعية. أي هو ما وراء الطبيعة. أي الفلسفة. ولذلكـ تمنع دراستها بعض المذاهب الإسلامية كالمذهب الإباضي. لأنه من خطورته على عقول العامة. والسحر في الحقيقة هو شيئ طبيعي في الإنسان. إلا أننا تناسيناه وانشغلنا عنه بأشياء تافهه من الكماليات، كالغذاء والشهوات. فاندثر وتكوم عليه الغبار. فأصبحنا ننقب عنه كالآثار. ومادته الأصلية هي مادة الكون الكبرى وهي الروح أو الأرواح. فقد خلق الله تعالى لكل شيئ روح تتوكل به حتى يرجع إلى ربه يوم القيامة. ولذلكـ كان حشرهم على الله يسير كنفس واحدة. ونعني بهم جميع المخلوقات وحتى الجمادات بها أرواح والحروف بها أرواح مخلوقة من روح الله العظيم. لتقوم بواجبها من توصيل المعاني وتفعل في المعاني لما خصصت له. ولذلكـ كان حشرهم جميعاً بيسر وهو أقرب. كونهم كلهم من روح واحدة من روح الله، فكمن ينادي نفسه، فما هو الأقرب من ذلكـ؟ والحجارة والأشجار كلها بها أرواح تتوكل بها إلى أن تعود إليه سبحانه. وطرق تعلم علوم السحر ثلاث طرق رئيسة. وكل واحدة منها تعتمد على إستخدام الروح في العمل والنفاذ. وسنذكرها هنا لتتضح الصورة الكبرى وليكون الطالب على ثقة ويقين لما هو مقدم عليه. وترتيبها هنا ليس على سبيل الأولوية وإنما التبليغ. وهي كالتالي :ـ الأولى الشياطين: وهي تُعلم الإنسان طرق السحر عن طريق أولاً إستخدام العناصر الطبيعية من معادن الأرض وأشجارها وجذورها. وهذه كلها إنما في الحقيقة تعني أرواحها وليس تلكـ إلا أسباب. والثانية عن طريق إستخدام الكلمات. وهي أيضاً أرواح كما قلنا فتُعلِم الإنسان ما يستخدمه من كلمات تفعل مفعولاً سحرياً خارج عن المألوف وفوق طاقة البشر الحالية . وتبسيطها هكذا : الثانية الأرواح : وهي فيض إلهي ووحي روحاني من الله تعالى بأن تلهم شخص ما علم المعادن والأشجار ومنافع الأرض. أو كلمات يستفيد منها في تصرفاته الخارقة للعادة. وتبسيطها هكذا : الثالثة أنت نفسكـ : فأنت إسم الله الأعظم وخليفته في الأرض. وما أنت إلا روح منقسمة من روح الله العظيمة. وهي بطريقتين: إما عن طريق القرين بإلهامكـ علم أرضي دنيوي كإستخدام المعادن والأشجار. أو إلهامكـ كلمات تستفيد منها أو قد تضركـ. وقد يكون بجهد منكـ إتصلت به ـ قرينكـ ـ أو قد يكون بجهد منه إتصاله بكـ . أو بأي طريقة إرشادية أخرى يتواصل معكـ. أو دونما تواصل فتجدها في طريقكـ من إلقاءها لكـ . وقد يكون ضاراً أو نافعاً. والثانية هو أنت نفسكـ. أي همتكـ المؤثرة. وهو أقوى أنواع السحر على الإطلاق. وهو سحر التصور النابع من روح الشخص بنفسه. وذلكـ يتأتى بالرياضة وتعذيب الجسد لتتحرر الروح. أي بمعنى آخر الزهد في كل شيئ والتصوف . وتبسيطها هكذا : والآن نأتي إلى موضوع التحريم والتحليل. فالأول وهو طريق الشيطان، فهو محرم قطعاً. والعلة في ذلكـ لإنه عدو الله والإنسان.فلذلكـ لن يدلكـ على الخير مطلقاً. لا لنفسكـ ولا لبني جنسكـ . وسيشترط عليكـ الكفر بالله أولاً . وهذا هو سبب التحريم لا ما سيعلمكـ إياه ـ السحر ـ . والثاني والثالث قد يكونان محرمان وقد يكونان غير ذلكـ . وذلكـ يعتمد على القاعدة الفقهية لا ضرر ولا ضرار. فإن كان إستخدامكـ لأرواح شيطانية فذلكـ محرم قطعاً. وإن كان إستخدامكـ لأرواح المعادن أو الحروف ولكن لأغراض محرمة فذلكـ واضح علة تحريمه . والفيصل في ذلكـ هو الخير والشر . وذلكـ راجع إلى فطرتكـ التي فطركـ الله عليها وأنت محاسب بذلكـ . وقد أشار إلى هذه المعاني حديث رسولنا الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: وإن من البلاغة لسحر . لنفهم من ذلكـ أن السحر أنواع. ونميز بين المحلل والمحرم. والقرآن الكريم مليئ بهذا النوع السحري الذي هو البلاغة. حيث أبدعه الجليل الحي القيوم بترابط إلهي محكم وحساب مبرم. ناهيكـ أنه من حروف والحروف أرواح. والقرآن مليئ أيضاً بالدلائل القصصية على ما قلنا فلا داعي للإطالة فيها وثم يعلمها من يَعْلَم القرآن كمن يَعْلَم أولاده . النقطة الخامسة اللجؤ إلى الله وحده يقول البعض منا لنفسه: لماذا هذا كله؟ وأنا مؤمن بربي وأستطيع اللجؤ إليه وحده في كل مهمة فيكفيني كل شيئ . ولماذا أذهب عند فلان ليطببني أو يُرقيني والله هو الحكيم العليم ؟ وهذا صحيح، ولكنه كذلكـ أمرنا الله تعالى بالأخذ بالأسباب . فانظر إلى أنبياء الله كموسى وإبراهيم وعيسى، ألم يكن كل شيئ أمامهم يتحقق بالأماني بدون عدة ومشقة ؟ فلماذا جَعل لموسى العصى؟ ولماذا كانوا يستخدمون الطين ليشكلوا أشكال الطير ثم تصبح طيراً؟ أليست كلها أسباب من الباريئ الحكيم. نعم كل شيئ بإذن الله تعالى ولكن الأسباب جعلها الله طريقاً لبني البشر. فأتبع سببا. وقد نعلم الحكمة من ذلكـ وقد لا نعلم حكمته العظيمه. ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم منا بذلكـ ولم يكن يرد من يأتي إليه طالباً الرقية. بل كان يرقي الناس ولم يردهم ويعنفهم بأن إيمانهم ليس قوياً وأنهم يجب أن يؤمنوا بالله ويطلبوا العون منه على الشفاء وحده. بل لم يرد أصحابه عن مداوات الناس بالقرآن الكريم وهناكـ من الأحاديث ما يبين أنه لم ينههم عن أبعد من ذلكـ وهو أخذ الأجر على مداواتهم. بل وقد إقتسم معهم الأجر لمداواتهم شيخ إحدى القبائل الملدوغ من حية وهم في طريقهم في إحدى الغزوات . النقطة السادسة القوانين سنضع هنا بعض من زكاة العلم. ونفرغ بعض الأسرار التي لم تُكشف من قبل في موضع. لعل وعسى أن يمتلأ الكأس بغيرها وزيادة عليها. ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. فادعوا لنا بالرحمة والخلاص إنه قريب سميع الدعاء. فهذه بعض طرق وأساليب الإستخراجات من علم الأسماء وطرق إستخراج الطلاسم. وهو ما نصحت بعدم تعلمه، وهو علم الأعداد والحروف . ولكن من إبتلى بهذا فقد أدمن ولا حيلة لنا عليه لإبعاده عن طريقه إلا إرشاده والتخفيف عنه ومساندته واختصار المسافة عليه. وسنرى كيف أن للأسماء وخاصة الربانية قواعد ترشدنا بها ومصابيح تُضيئ لنا الظلمات. وهي كثيرة جداً إقتصرنا على ما سُمح لنا بإفشاءه. وسنعلم بعد هذا العرض التالي معنى قول الإمام أبي العباس أحمد بن علي البوني قدس الله سره وأسكنه فسيح جناته ورضي عنه وأرضاه ما سار كوكب في سماه ،أن الأعداد من أسرار الأقوال والحروف من أسرار الأفعال. اللهم آمين يا كريم يا رحيم. الأعداد لها معاني، وهي في الأصل تخرج من الكلمات التي هي حروف. وبفهم هذه الروابط تُصنع الطلاسم وتخرج الأسماء السحرية. وذلكـ من مثل كلمة صوت : صوت = 496 بالجمل الكبير . وإذا أخذنا طرفي صوت الصاد والتاء بالمركب الحرفي هكذا : صاد تا = 496 . ونرى هنا أن الروح وهو العدد 496 قد إستغنى من طرفي الكلمة في الباطن عن وسطها في الظاهر وهو حرف الواو. ومن مثل ذلكـ قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ = 2371 بالجمل الكبير . وإذا اخذنا : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ = 2371 بالمركب الحرفي. وكأن الأرواح إستغنت عن الكبير المتعال في الباطن السفلي. ومثال آخر كلمة وزن = 63 . ونعلم أن الحسنة بعشرة أمثالها وذلكـ هو وزن الحق. فقلنا : 63 ×10 = 630 وهو عدد كلمة ثقل . ومثاله كلمة خلاص = 721 بالجمل الكبير. فإذا قسمناه على أيام الأسبوع هكذا: 721÷7=103 عدد إسمه تعالى منجي . ومنها كلمة سجن= 103 وتساوي إسمه تعالى باقي. وكلمة تنزيل = 497 مساوية لكلمة إستجلاب . وهذا دليل على قول البعض أن إسمه صلى الله عليه وسلم هو الإسم المغيث المكمل لأسماءه أل99 إسماً. وذلكـ من إسم محمد بالجمل العددي هكذا: أربعين ثمانية أربعين أربعة = 1550 عدد إسمه تعالى مغيث . وهناكـ الكثير الكثير من هذه الأدلة بل والأكثر عمقاً في الدلالة على الإرتباط بين الأعداد والحروف، وعلى أن الأعداد من أسرار الأقوال فعلياً. ومنها أنني كان لي صديقاً من شيعة آل البيت . وقد حاجني أن المقصود بالكوثر في سورة الكوثر هي فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها. فاستنكرت ذلكـ منه ولم نتوصل إلى حل وسط. وكعادتي أستشير الأعداد أي الأرواح. فضربت بهذا الضمير على الأعداد من فاطمة وأمها خديجة رضي الله عنهم آل البيت جميعاً هكذا : ف أ ط م هـ خ د ي ج هـ = 757 أ ل كـ و ث ر = 757 فسلمت له بما قال وأقررت الحكم الفصل في المسألة وقد خرجت متساوية في العدد كما نرى بلا تلفيق ولا تكثير وغير إنقاص. وبهذا فإن رسولنا الكريم أعطي كوثران. في الدنيا وهي فاطمة الزهراء وفي الجنة حوض نهر ترد عليه أمته. وقد رأيت للأعداد أمور عجيبة يقشعر منها البدن وتدمع لها العين، كيف ركبها الباريئ جل وعلا على تلكـ الصفات اللطيفة والذوات النورانية. وحقيقاً أن العظمة في أنوار العقول. ومنها خوفاً من الإطالة على الأشباح وجفر الأرواح هذا العرض والحساب جميعه بالجمل الكبير: إسم الله الأعظم بالحروف = 1536 ظهور روح الفعل = 1536 عالم الغيب والشهادة = 1536 إسم الله الأعظم بالأعداد = 1322 ظهور الفعل = 1322 فتنبه عزيزي الطالب إلى هذه الأسرار والإشارات الربانية وما لها من معاني تخرج من عالم الظلمة إلى عالم النور الجلالي والله ولي المتوكلين. وهذه هي بعض القوانين والطرق التي إستخرجناها عن طريق الأسماء. وكما سترى أنها طرق وقوانين ثابتة طبيعية غير ملفقة ولا ملتوية ولا ملصقة. فمعظم قواعد الأعداد ترجع إلى الطبيعة الأساسية، وهي الأعداد الطبيعية من الواحد إلى التسعة. فالعدد مثل 100 إذا أردنا أن نعلم مخرجه من التسعة الأصلية نعمل هكذا : 100 ÷ 9 أي نسقطه من التسعة = 11 والباقي 1 . أي مخرجه من الواحد وهو أصله. وبمعنى آخر أن الواحد + 9 11 مرة =100.أي أن الواحد دار في دائرة الأعداد الأصليةـ من 1 إلى 9 ـ 11 مرة حتى يصل إلى العدد 100 . فالواحد أصل هذا العدد. وهو ما يُسمى بتجفير العدد. فتجفير العدد 100 هو 1 أي بالصغير . وإذا أردنا تجفير العدد 256 إلى أصله فنسقطه من تسعة ونأخذ الباقي هكذا: 256 ÷ 9 = 28 والباقي 4 وهو أصل وجفر العدد 256 وخروجه من الأربعة التي دارت 28 مرة. وهذا هو الأصل الأكبر في جميع مسائل الأعداد. وهذه هي بعض القوانين التي إستخلصناها وهي أمانة عندكـ : 1 ـ قانون السكون والحركة :ـ مثاله العدد 97 . وأردنا أن نعرف سكونه وحركته. فالعمل بالقانون كالتالي : 97 × 3 دائماً = 291 . ثم دائماً نجذره : 291 جذره = 17 . ثم دائماً ضرب نفسه: 17 × 17 = 289 – 291 = 2 :ـ 17 + 2 = 19 97 – 19= 78 ÷ 2 دائماً = 39 97 + 39 = 136 عدد كلمة سكون :ـ 136 + 97 = 233 عدد كلمة حركة . وهكذا نستخرج السكون والحركة للكلمة المراده . وإذا كان نتيجة الجذر = عدد صحيح فلا نعمل بالإنقاص. وإنما ننقص من العدد الأصلي مباشرة. أي لا نخرج الباقي هكذا مثال عليه: حق = 108 . فسكونها وحركتها هكذا : 108 × 3 دائماً = 324 وجذره = 18 عدد صحيح فإذا : 108 – 18 = 90 ÷ 2 دائماً = 45 108 + 45 = 153 سكون 108 + 153 = 261 حركة وهذا هو قانون سكون وحركة الإسم أو الكلمة أو الفعل . 2 ـ قانون فعل الأمر والمضارع :ـ الأمر = 272 وبإسقاطه من 9 يكون تجفيره = 2 فإذاً: 272 – 2 =
http://vb.arabseyes.com/imgcache/16076.imgcache