لزاماً علينا ان نناقش نقطتين مهمتين هما:
أ- الشكل العام للوجه.
1- الوجه المربع:
ويدلنا على الحيوية، الطاقة والتسلط. وهذا الوجه هو وجه القادة، المجددين (نابليون، هيجو، بيتهوفن)، ولكن صاحب هذا الوجه قد يكون ميالا للسخرية اللاذعة (فولتير) أو قد يتمير بالكبرياء الزائد (ريتشارد فاغنر).
2- الوجه المستطيل:
ويدل على الحيوية، الطاقة والميل للسيطرة ولكنه اقل قوة من صاحب الوجه المربع، وصاحب هذا الوجه يحقق ذاته في ميادين مثل السياسة، الرياضة والاعمال. فصاحب هذا الوجه يمتاز بقدرته على الحفاظ على التوازن (خاصة اذا كانت له جبهة عريضة) ومن اصحاب الوجه المستطيل (دانتي، بوالو،... الخ).
3- الوجه المتطاول:
ويميز الأشخاص الذين يميلون للتأمل، الزائدي الحساسية والميالين للتشاؤم، الوحدة والتعاسة. ولكنهم في المقابل يتمتعون بقدرات عقلية وذهنية جيدة وكذلك بخيال خصب. الا ان قوتهم الجسدية تكون محدودة ومن اصحاب هذا الوجه (اناتول فرانس، برناردشو، ديكارت... الخ).
4- الوجه المثلث:
(رأس المثلث نحو الأسفل): ويدل على الذهن المتفوق والمتوقد وكذلك فهو يدل على الجرأة، سعة الخيال والقدرة على الابتكار. وهو أحياناً مغامر. وهذه المجموعة تحوي الصوفيين، الفنانين والفلاسفة ومنهم نذكر (شوبان، كنط.. الخ).
5- الوجه المدور:
ويشع هذا الوجه بالحرارة والسعادة والتفاؤل وهو يعكس ايضا الطيبة والشره والمرح.
وصاحب هذا الوجه يغضب بسرعة ولكنه لا يحمل الحقد وهو كثير الحركة وصديق جيد ووفي ومن أصحاب هذا الوجه (بلزاك، الكسندر ديماس... الخ).
الخط الأسفل، المتقطع فهو الفاصل بين القسم الأسفل للوجه ويبين قسمه الأوسط. في حين أن الخط الأعلى، المتقطع ايضا، فهو الفاصل بين القسم الأوسط للوجه ويبين قسمه الأعلى.
6- الوجه البيضاوي:
اصحابه يتشابهون الى حد بعيد مع أصحاب الوجه المدور ولكنهم يمتازون عنه بدبلوماسيتهم وكذلك من خلال كونهم أقل نشاطا وحيوية. وأصحاب هذا الوجه يمكن احيانا ان يوجهوا قدراتهم تحو مشاعرهم السلبية وهم بذلك قد يصبحون خطرين اذا ما استثيروا او تعرضوا للاستفزاز. ومنهم 0باغانيني، ابراهام لنكولن... الخ).
شكل الوجه الهندسي لوحده لا يستطيع ان يعطينا فكرة متكاملة عن الشخصية ما لم نقرن ذلك بدراسة قسمات الوجه وحركاته. وكذلك مقدار العناية به (النظافة- التسريحة- الذقن... الخ).
ب- النظرة
إن النظرة لا تنقل فقط العالم الخارجي الى داخل الشخص ولكنها ايضا تعكس دواخل النفس وتعرضها على العالم الخارجي. وكما سبق القول فان للعين لغتها الخاصة. هذه اللغة التي تحددها العين من طريق لمعانها. اتجاه نظرتها، حدة او سطحية النظرة، وكذلك درجة حركتها. والعين لكي تعبر عن داخل صاحبها تستعين بالحاجبين فتعطيهما الشكل الملائم لما تريد ان تعبر عنه وكذلك فإن النظرة تستعين بعضلات الوجه ككل وتعطي للفم وللخدين تقلصات وأشكالا معينة.
وفي هذا المجال نذكر بقول بلزاك: "ان نظرة واحدة يمكن أحيانا أن تكون كافية لتقول كل شيئ عن جمال او عن قبح احدى النفوس".
وبما ان المجال يضيق بنا لشرح تفاصيل دلالات النظرة فإننا نكتفي بأن نورد بعض رموز لغة العين ونظراتها.
والحقيقة ان مجموع هذه الصور لا يساعدنا ويلخص لنا النظرات ولكنه يختصر لنا مجمل تعابير الوجه ولنأخذ كل صورة على حدة فنلاحظ.
3-دراسة شكل الجسم
كنا قد أشرنا في بداية هذا الفصل الى أن فكرة الربط بين مظهر الشخص وبين طباعه هي فكرة قديمة. ذلك أن الأقدمين اعتقدوا بأن مظهر الشخص وطباعه انما يعودان لنفس الأسس البيولوجية التي تحددها بيئة ووراثة الشخص.
والحقيقة ان هذه النظرة تتمتع بالكثير من الموضوعية العلمية. فنحن نعرف اليوم التأثيرات المهمة التي تمارسها غددنا الصماء سواء على الصعيد النفسي أو على الصعيد الجسدي. فقصور افراز هورمون النمو لا يؤدي فقط الى إعاقة النمو الجسدي ولكنه يعيق ايضا النمو العقلي للشخص المصاب بهذا القصور. وقس عليه بالنسبة لباقي اضطرابات الغدد الصماء.
واذا كنا في مجال عرض الاراء الرابطة بين شكل الجسم وبين الخصائص النفسية للشخص فاننا نبدأ بـ:
1- تقسيم هيبوقراط
ان اولى التصنيفات الشكلية لطبائع الانسان. هي التصنيفات التي ارساها الطب اليوناني القديم. يوم كان الطب فلسفة اكثر منه علما تجريبياً. وقد راينا كيف اقترح ارسطو دراسة طبائع الشخص عن طريق ايجاد الشبه بينه وبين الحيوان. أما هيبوقراط فقد اعتمد تقسيما اخر. فقسم الناس الى اربعة اشكال رئيسية، وهذا التقسيم الرباعي يأتي اعتماداً ومقارنة مع التقسيم الفلسفي للعوامل الأساسية للحياة وهي الماء، التراب، النار والهواء. ولغاية وقتنا الحاضر فان هنالك عددا من المفكرين الذين لا يزالون يعتمدون هذه القواعد في شرح شخصية الإنسان. ومن هؤلاء نذكر المفكر الفرنسي غاستون باشلار.
2- التقسيم الفيزيولوجي.
وهذا التقسيم يعتمد مبدأ وجود أربعة طباع أو أشكال للطبائع. ويقسمها على النحو التالي: 1) النمط الصفراوي، 2) النمط العصبي، 3) النمط الدموي، 4) النمط الليمفاوي. أما فيما يتعلق بالخصائص الجسدية والنفسية لهذه الأنماط فهي التالي:
أ- النمط الصفراوي: ويتميز هذا الشخص بطول اليدين ولكن ايضا بنمو مختلف قوالبه الجسدية. ولهذا النمط مزاد نفسي- حركي أي أنه فاعل وعملي.
ب- النمط الليمفاوي: ويتميز هذا النمط بثقل اعطافه وسمنتها. وهو الى ذلك ذو حيوية محدودة.
ج- النمط العصبي: وهذا الشخص يوجد دائماً تحت تأثير ميوله وردات فعله العصبية. ومن الناحية الجسدية فهو يمتاز بهيمنة القسم الأعلى من وجهه (الجبهة والجمجمة اجمالاً) على الوجه بل وعلى الجسد ككل. إذ ان هذا النمط يتميز برأس كبير وبجسد هش وهزيل.
د- النمط الدموي: وهذا الشخص تستهويه الاثارة الانفعالات. بحيث يبحث عنها. وهو كثير الحركة، أما على صعيد الجسد فهو يتميز بالصدر الواسع وبهيمنة القسم الأوسط من وجهه على باقي أقسام الوجه.
والحقيقة أنه في الواقع العملي قلما نلاقي نمطا بعينه ولكننا غالبا ما نصادف مزيجا من هذه الأنماط في شخص واحد. وتقدير هذا التمازج ودرجته يعتمدان أساساً على خبرة الفاحص وحدسه.
3- تقسيم المدرسة الفرنسية
لقد تبنى سيغو نظرية الفيلسوف لامارك القائلة بتأثير البيئة في النمو العضوي للانسان. اذ ان الظروف البيئية للانسان هي التي تحدد تطور أحد أجهزته الفيزيولوجية على حساب بقية هذه الأجهزة.
وبناء على هذه النظرية أتى تقسيم المدرسة الفرنسية على النحو التالي :
يتبع