علم الرمل و أصله؟
الله أعلى و أعلم بأسراره و أخباره الأولى فما نحن إلا متتبعي الآثار و الأخبار . و قد وصلنا عن شيوخنا رحمهم الله برحمته و تجاوز عنهم سيئات ما فعلوا و ألحقنا بهم غير خزايا و لا ملومين مذنبين اللهم أمين. قالوا عنه أنه العلم الشريف لشرفيين، أولهم أسسه تطرز على رمال طاهرة، و ثانيه أن قدمه يعزوه الجمع و ينسبونه كفاتحة خط نبي الله إدريــس.
و هو العلم الأقدم في إخراج الخبأ و الضمير المستثر.فكان يستخدم هذا العلم لتوليد الإجــابـات الشاقة للأسئلة الحرجة المهمة.كما أن علم الرمل كان أهله يمزحون به مزحا يسيرا أوقات التسلية فيجتهدون في كشف ضمير بعضهم البعض، و قد جاء جيل أخر من أهل العلم و انغمسوا فيه انغماس و تعمقوا بشكل جعلهم يمتزجون بروحانياته الخفية، حتى أضح منهم من يخط الخط و قبل أن يولد الأمهات يطلعون عن لخبأ و السؤال، و الذي في الأصل لا ينكشف اللثام عليه إلا بعد توليد الشكل الخامس عشر على الأقل.
و منهم من جعلوا من العلم الشريف شريك مع الله في غيبه فأضحوا لا يتكلمون بالأمور البينة و لا بالغيب الحاضر ولا بعواقب الأمور ، بل تزايدت عندهم القدرات التطلعي في كشف أغوار المسائل حتى مرحلة ما بعد الجواب و الســؤال و معرفــة أي أمر غيبي والكشـف عن عواقب الأمور جملة و تفصيلا.
في الأثر و أضنه في الصحيح لمسلم أن رجلا جاء الرسول المصطفى صلوات ربي العظيم على نبينا الكريم فسأله عن علم الرمل،فأجابه الحبيب (( كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطَّه فذاك)) حديـث صحيـح في مسلم و الأثر هو .
صحيح مسلم، الحديث رقم: 4133، وسنن النسائي، الحديث رقم: 1203، وسنن أبي داود، الحديث رقم 795، ومسند أحمد، الحديث رقم 22644، والحديث رقم
ومثله هذا الأثر
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني الحجاج بن أبي عثمان حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال : : ( بينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أمياه ، ما شأنكم تنظرون إلي ؟ قال : فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ فبأبي هو و أمي ، ما رأيت معلماً قبله و لا بعده أحسن تعليماً منه ، و الله ما كهرني ، و لا شتمني ، و لا ضربني ، ـ قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس هذا ، إنما هي التسبيح و التكبير و قراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله ، إنا قوم حديث عهد بالجاهلية ، و قد جاء الله بالإسلام ، و إن منا قوماً يأتون الكهان ، قال : فلا تأتوهم ، قلت : إن منا قوماً يتطيرون ، قال : ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم ، قلت : إن منا قوماً يخطون ، قال : كان نبي يخط فمن وافق خطه فذلك
و على هذا المبنى نعرف ما هو الرمل علما و تفصيلا و أما كيف يكون؟ هذا ما سوف أبسطه هنا إن شاء الله.
طرق الرمل عديدة و ضربه مختلف من عالم لآخر و هو العلم الذي لا يختلف في ضربه أحد و هو الكاشف الذي يستطيع أن ينطق للصغير و الكبير على حد سواء فقط القلب و ما فيه من صفاء و تأمل و تمازج بالروحانيات.
من طرقه أن الضارب يحضر رملا طاهرا رقيا ناعما صافيا نقيا بني من نهر أو أصفر ذهبي من شط بحر أو يحضره من منطقة صحراوية و نيته في حمله أن يستخير الله فيه لكشف أمور عن إدراكه الحسي غيبت. فيكون طاهر نظيف الملبس و يحمله في ثوب أو أنية طاهرة و هو يقرأ آية من آيات الكشف المعروفات في القرآن و هن كثر. عندما يريد غرضا ما للكشف. يكون طاهر و يستقبل القبلة يفتح الفاتحة على أرواح المسلمين و يذكر الآية نفسها التي حمل بها الرمل 7مرات على الأقل هي المدة الكافية بأن تمتزج روحه بروحانيات الرمل. ثم يخط بأصبعه أو بقصب أو بعود من عيدان الأشجار الحلوة،يكون دقيق الرأس.
هذه المسألة هي التي تعرف بيننا بضرب الخط أو ضرب الرمل أو خط الزناتي المنسوبة للزناتي الذي شرحها و انغمس في أسرار الرمل. و هي تكون بضرب خط نقط متتالية النقاط دون عد في تلك النقط في شكل قطعة شبه معوجة مقرنة، و مثلها تحتها أطول منها بقليل و مثلها تحتها أطول منها بقليل و مثلها كذالك الرابعة .و بهذا يكون معك الخطوط الرملية الأربعة، و هي جملة تخرج لك شكلا واحدا من الأشكال الستة عشر للرمل.
عندما يتم التنقيط على الخطوط يأتي استنطاق الخط الأول بجمع الروم نقطتين و إن تم الخط زوجا كان موجبا و يسطر و إن تم الخط بالفرد كان سالبا و ينقط بعد هذا تحصل على شكل كما قلت لكم واحد من الستة عشر المعلومة للرمل.
بعد هذا تمسح بيمينك على الرمل و تكرر العملية لتحصل على الشكل الثاني و تكررها للثالث ثم الرابع. فنقول إن المرحلة التي وصلت لها هي مرحلة إخراج الأمهات من باطن ضمير الرمل.
بعد هذا يأتي توليد أشكال الأمهات ، و هي مرحلة تزويج الأربعة أشكال يبعضها البعض.
لتعطي بعدها صدر الأمهات أو أبناء الصدر و هو خارج الشكلين المستخرجين من تزويج الأمهات.