| | extraedit4/frames/t11.gif width="80%"> |
| extraedit4/frames/r11.gif> | extraedit4/frames/11.gif width="100%">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع معا حلقات بالتفكير الراقي نرتقي للمعالي للإمام مالك
في الحلقة السابقة كان لدينا ثلاثة أسئلة ,وأجبنا على:
س/ ما هو الدافع خلف صبر الإمام مالك عندما لدغه الثعبان
وهو يقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟
س2/ من أين حصل على هذه القوة في التحمل والصبر؟
وفي هذه الحلقة سنجيب على السؤال الثالث وهو:
س3/ هل يمكننا أن نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحب الراقي لرسول الله ؟
رغم ضغوطات الحياة المختلفة والمتشعبة ؟
بالتأكيد نستطيع أن نصل بمشيئة الله .
ولكن كيف؟ يكون ذلك على شقين رئيسين وهما :
1- السلوك التعبدي .
2- السلوك العملي .
السلوك التعبدي :
يقصد به اتباع الرسول r في سنته قدر الاستطاعة على سبيل المحبة .
بمعنى أفعل سنة من سنته لأن هذه السنة مما يحبها رسول اللهr .
مثال:عندما أقف أمام المرآه لتسريحة شعري كان من أدبه r أن يقول:"الحمدلله اللهم كما حسنت خَلقي
فحسن خُلقي" وكان يسرح شعره مبتدئاً باليمين ، فأقول لنفسي أطبّق هذه السُّنة حبا
واقتداء برسول الله، و مع الاستمرارية يزداد في عقلي الداخلي التعلق والحب لمتابعة
رسول الله r على سبيل الحب ، فتنتشر في جسدي خلايا الحب
حتى تشمل كل جزيئيات جسدي ، فمن المعلوم أن كل فكرة يتم تكرارها،
تصبح إحساساً وشعوراً داخلياً،وينتشر من ثم سلوكاً ، ينبع من هذا الاحساس
(والعقل يبني على آخر تجربة) وهكذا في بقية السلوكات التعبدية.
ومصداق هذا ما جاء عن أحد سادات التابعين : وهو خالد بن معدان رحمه الله
حيث كان يختم ليلته عند النوم بعد الأذكار المشروعة بعبارة أقل ما توصف به أنها رائعة
بكل المقاييس معبرة بكل الأحاسيس عن شدة شوقه إلى رسول الله وأحبابه الكرام،
إذ كان يردد (هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي ، طال شوقي إليهم ، يارب فعجل قبضي إليك )
حتى يأخذه النوم .
س / ما نتيجة تكرار هذا القول حتى النوم ؟
لقد فعل الحب فعله في العقل اللاواعي كان في بدايته واعيا لما يقول إلا أنه مع التكرار
انتقل إلى شعور وأحاسيس هذه العبارة لدرجة شوقه إلى لُقِيِّهم ،
فتراه يصبح منتشيا بحبهم وشدة الشوق إليهم.
فهنيئا لقوم يمسي أحدهم ويصبح على حب رسول الله r وخلفائه الكرام وآل بيته العظام
رضوان الله عليهم أجمعين !! .
السلوك العملي:
بما أننا نحن كبشر معرضون لمواقف مزعجة ومؤلمة في حياتنا فالخروج منها
أو التصرف السليم فيها يكون بالفكر السليم ابتداءً فأضع أمامي (في مخيلتي)
بما أني متعرض لأي مصيبة كأي فرد من البشر أضع المقولة المشهورة
لإحدى الصحابيات (كل مصيبة بعدك يا رسول الله جلل ) .
وكذلك في ذهني معنى قوله r ( أيها الناس، أيما أحد منالمؤمنين أصيب بمصيبة،
فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري ، فإن أحدا منأمتي لن يصاب
بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي) .
يعني افتقاد الأمة له r بانتقاله للرفيق الأعلى ، هاتان المقولتان إذا امتزج ذهني بهما
(وذلك بتكرارها دوما) مع ممارستي للشعائر والسنن على سبيل الحب بقولي لنفسي دائماً عند أي سلوك: هذا ما يحبه رسول الله r ، أو : هذا مما يعجب رسول الله r .
فإنه مما لاشك فيه مع الوقت تزداد المحبة في قلب كل شخص لدرجة
يصبح فيها شخصا فكره وسلوكه وحياته مرتبطةً بأقوال وأفعال حبيبه r .
وتكون المعادلة:
بالتفكير الراقي نرتقي للمعالي=
الأدب + الإتباع بالحب ¬ قوة وتحمل
= بإذن الله المرء مع من أحب
وبهذا نكون انتهينا من حلقات الإمام مالك رضي الله عنه نتمنى
أن يكون قد اتضح لنا الهدف من السلسلة
وهو:
كيف وصل الإمام مالك إلى ما وصل إليه؟
وهل يمكننا أن نصل إلى ما وصل إليه؟
....
منقول
| extraedit4/frames/l11.gif>
| | extraedit4/frames/b11.gif width="80%"> |