بداية المجاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، أرحم الراحمين ، الحنان الكريم ، وأفضل الصلوات مع أزكى التسليمات على سيد الخلق أجمعين وعلى آله في العالمين ، وأشهد أن إلهي هو الله لا إله إلا هو ولا رب سواه ولا خالق غيره ، وأشهد أن نبيي هو سيدي محمد بن عبد الله رسول الله إلى الثقلين عليه من ربه الصلوات والبركات .
أما بعد :
أيها الإخوة الأفاضل إن مما يعرفه كل أحد أن جماح النفس ليس كبحه باليسير ، وأن التغرير يأتي من قبلها ومن قبل الشيطان الرجيم ، وتكون المصيبة أعظم حين ترتضي ما تلقيه إليك نفسك وما تسوله لك ، زاعمة أنها إن تريد لك إلا الخير ، ولا تدري أن تلك النفس التي بين جنبيك هي أعدى لك من الشيطان ومن كل عدو في هذه الحياة ، لذا فإن من الحقائق الثابتة أن النفس إن أهملت طغت وتحكمت واستزادت عمى على عماها ، و إن لم تأخذ بلجامها وتذللها بل وتصرعها وتطأها بقدميك ، سجنتك في إحدى نزواتها بل واستخدمتك وجعلتك وسيلة لنيل رغباتها ، وسواء عليها أرجعت بسلامة أو تهت أو هلكت في طلب مرادها .
هذا وإن من أسرارنا التي وجدنا بها البلسم الشافي من تلك الأدواء النفسية العصيبة ، الوظيفة الذكرية المباركة ، فهي تلطف من فوران الشهوات ، وتسكن هيجان النزوات ، وتكبح جماح النفس وتهدئ البواعث الشريرة المغروزة والكامنة في النفس البشرية .
هذه الوظيفة من أنفع الأذكار في طريقتنا السوية إن شاء الله ، بها نوصي وإليها ندعو القاصي والداني ، وهي مما يصلح للمبتدئ ولمن لمرحلة من الدرج منهي ، فلتدخل إلى الأوراد أيها الأحبة من خير الأبواب ، ولتكن عندكم من جملة الأذكار والأحزاب .
وإليكم هذه الوظيفة الذكرية المباركة :
( سبحان الله ) عدد 3179 مرة كل يوم ، مدة إحدى عشر يوما .
والعدد وجدنا به سرا عظيما ، وإلا فهي تكون بكل عدد كثير يغلب سره على النفس ، بنية التزكية للنفس الأمارة ، والطهارة الروحية والنقاوة .
وليكثر معها قبلا وبعدا من هذا الدعاء النبوي فبه تمام النعمة والمنة إن شاء الله تعالى : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْعَجْز وَالْكَسَل وَالْهَرَم وَالْجُبْن وَالْبُخْل وَعَذَاب الْقَبْر اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْر مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ قَلْب لَا يَخْشَع وَمِنْ نَفْس لَا تَشْبَع وَعِلْم لَا يَنْفَع وَدَعْوَة لَا يُسْتَجَاب لَهَا "
والله نسأل التوفيق للخير والسداد في القول والعمل والإعتقاد ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وهدانا بهم اجمعين .
