يصلي في الركعتين الأولين منها بنحو الخمس عشرة آية وفي الأخرتين نصفها (1) وتقدم بعض ما كان يصلي به فيها و أما المغرب فعند النسائي أنه صلى الله عليه وسلم بالمرسلات ومرة بحم الدخان ومرة بقوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا إلي قوله الوهاب و أخرى بالكافرون في الأولى والإخلاص في الثانية وأما العشاء فكان كثيرا يقرأ بالتين و الزيتون ونحوهما في كل ركعة من الأولين كذا في كشف الغمة وعند الترمذي وغيره كان يقرأ في العشاء يالشمس وصحاها ونحوها ثم ليقل العبد بعد الصلاة ثلاثا أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه و قد أطلت الكلام هنا لكون الصلاة هي رأس الدين و بها قوامه وذكرت كثيرا من الكيفيات لأن الله جل شأنه يتجلى في الدار الآخرة للنبي صلى الله عليه و سلم بتجليات لكل كيفية تجل فمن عمل بتلك الكيفيات نال من ذلك التجلي حظا ومن لا فلا فينبغي للعبد أن يحافظ على الكل لينال كثيرا من التجليات الواردة للحضرة المحمدية
وَآَتُوا الزَّكَاةَ
( وآتوا الزكاة ) بطيب نفس إن أردتم الخير و إلا فتؤخذ منكم باليد ثم ذكرنا بعض أحكامها هنا وفي الحديث مرفوعا قال صلى الله عليه وسلم قد عفوت عن الخيل و الرقيق فهاتوا صدقة الورق من كل أربعين درهما و ليس في تسعين ومائة شئ فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة ن ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة
(1) قوله وفي الأخيرتين نصفها هكذا في الأصل الذي بيدنا وليحرر لفظ الحديث ا هـ مصححة.
(2) (2) قوله وفي خمس وعشرين من الإبل الخ هذه رواية منقولة عن علي كرم الله وجهه قال الزيعلي و لا تكاد تصح اهـ كتبه مصححه
(3) قوله ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين هكذا في الأصل الذي بيدنا وبينهما نصابان تركهما وترك بعد قوله فيما يأتي إلي عشرين ومائة نصابا وهو مائة واحدى وعشرون كما يعلم من كتب الفقه ا هـ مصححه.
وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(

) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ
(وما تقدموا ) وقرئ تقدموا من أقدم ( لأنفسكم من خير ) وتحسنوا به إليها من جميع الأعمال الصالحة ( تجدوه ) في صحائفكم ( عند الله ) فيجازيكم عليه ( إن الله بما تعملون بصير ) فيعطي كل عبد على حسب إخلاصه و لإحسانه للعمل وقرئ بالياء ( وقالوا ) أحبار اليهود و النصارى ( لمن يدخل الجنة ) دار النعيم و النظر إلي وجه الكريم ( إلا من كان هودا ) وذلك أن اليهود قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا ( أو نصارى ) كذلك قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان منهم ( تلك ) المقالة ( أمانيهم ) الكاذبة و شهواتهم الفاسدة ( قل ) أيها النبي لهم ( هاتوا ) على ما ذكرتم ( برهانكم ) وحجتكم ( إن كنتم صادقين ) فيما ادعيتموه (بلى ) يدخلها ( من أسلم وجهه لله ) وانقاد لحكمه و اتبع أمره من كل العباد ( وهو محسن ) أعماله ( فله أجره ) على ما عمل ( عند ربه ) لديه في الجنان ( و لاخوف عليهم ) من عقاب ( ولا هم يحزنون ) على شئ فاتهم فنعم المآب ( وقالت اليهود ) وذلك حين قدم و فد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليست النصارى على شئ ) أي على دين صحيح ( وقالت النصارى ) لليهود ( ليست اليهود على شئ ) أي على دين صحيح معتد به ( وهم ) الجميع ( يتلون الكتاب ) المنزل على نبيهم فكذب قوم كل نبي منهم النبي الآخر