.................................................. .............. رواه مسلم
قال عبدالسلام هارون - رحمه الله - : "كثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه،
و يظن أن قد عَلِقَ بذاكرته،
فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم،
وضاع معه مفتاحه،
فانتهى إلى حيرةٍ في استعادته و استرجاعه"
..
لنبدأ معًا وندون مما لدينا ..
انظر يآ مسكين :
إذآ قطعت نهآرك بـ العطشِ وَ الجوع .. وَ أحييت ليلك بـ طول السجود وَ الركوع
إنك فيمآ تظن صآئم ، وَ أنت في جهآلتك جآزم
أين أنت من التوآضع وَ الخضوع ؟! أين أنت من الذلة لـ مولآك وَ الخضوع ؟!
أتحسبُ أنك عند الله من أهل الصيآم الفآئزين في شهر رمضان ؟!
كلآ وَ الله حتى تخلص النية وَ تجردهآ .. وَ تطهر الطوية وَ تُجوّدهآ .. وَ تجتنبُ الأعمآل الدنية وَ لآ تُرْدهآ ..
للصبر أربع شعب : الشوق , والشفقة , والزهادة , والترقب ..
فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ,
ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ,
ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ,
ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات ..
القلب السليم هو القلب الذي سلم من كل مرض يبعده عن الله
وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره
ومن كل إراده تزاحم مراده ، ومن كل قاطع يقطع عن الله
“رمضان حاجز نفسي بين المسلم وغير المسلم!
لم أستشعر هذا المعنى حقيقة الاستشعار إلا هنا: تصوم ومن حولك في المدرسة..الشارع..السوق=يأكلون ويشربون ولم يتغير نظامهم البتة!
أما المسلم إذا قُدم له كوب قهوة قال: إني صائم
واحتاج الأمر وقتاً حتى تشرح لماذا وكيف نصوم؟
مهما حاول بعضنا الذوبان في الغرب،
يأتي رمضان ليقول أنت مختلف بإيمانك
أحد السلف يمر على صبية صغار يلعبون،
وبينهم طفل صغير يبكي، فيظن الرجل أن هذا الطفل يبكي لأنه ليس له لعبة كما لهم لعب،
فقال له: يا بني أتريد أن أشتري لك لعبة؟
قال: ما لهذا أبكي يا قليل العقل، إنما أبكي لأن هؤلاء يفعلون غير ما خلقوا له،
أولم يسمعوا قول الله وهو يوبخ أهل النار:
((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ))
فدهش الرجل
من إجابة هذا الطفل الصغير وقال له: يا بني إنك لذو لب لذو عقل،
وإن كنت صغيراً فعظني،
فقال له الطفل بيتاً واحداً:
فما الدنيا بباقية لحي *** وما حيٌ على الدنيا بباق