قال النبي: المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز،وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدّرالله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان(رواه مسلم )
فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و علا الثقة بالله، والاعتماد عليه، وأنه هو مسبب الأمور ومصرفها، وهو النافع الضار المعطي المانع، وأنت إنما تفعل الأسباب المأمور بها، وأنت مع هذا متوكل على الله تعلم أنه لن يصيبك إلا ما قدر الله لك، وأنك لاتنجح إلا بتوفيقه، وتيسيره -سبحانه وتعالى-، فتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب مع الثقة بالله،ليسشطرة منك أو حداقة بل هو مكتوب ورزق مسطر لك من الله خالق الانسان ورازقه وهو من أمرك بأتخاد الأسباب فهو من خلق الاسباب وكون الاسباب وهو مسبب الاسباب فلولاه لن تجد رزقك ولن تأخد شيئا غير مكتوب ومسطر لك .
ولكم في قصة سيدنا زكرياء العبرة والمثل الكبيرين فهو كان شيخا كبيرا وزوجته كبيرة في السن وكانوا لا يستطيعون الانجاب يعني أن أسباب الإنجاب غير متوفرة لكنه بفضل الله آتته البشرى من الله بغلام اسمه يحي لكن زكرياء من شدة الفرحة أجابه بمنطق بني البشر فتعجب وحار كيف لي أن أنجب وأنا وزوجي يستحيل أننجب لكن قدرة الله قادرة على فعل المستحيل و العبر والامثال الكثيرة التي تجعلنا نرى أن الله قادر أن يرزقك أنت ايها العبد دون أسباب ولو رزقك بالاسباب فهو من خلقها ورزقك فهو مسبب الأسباب وهو خالق كل شيء والاعتماد عليه .
فإن التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير) قال تعالى ( و من يتوكل على الله فهو حسبه )
أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعالمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.
،