فتوى : علم الخوارق وما وراء الطبيعة!
الخوارق, الطبيعة, علم, فتوى, ولا, وراء
السؤال علم الطاقة وعلم الخوارق متفرع الى العديد العديد من الفروع اشهرها(التخاطر) ...، أود معرفة المنظور الإسلامي لهذا العلم، ورأي أهل العلم فيه.
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عرَّف بعضهم التخاطر (Telepathy) بأنه اتصال شعوري بين عقلٍ وعقلٍ آخر باستقلال عن الحواس، بمعنى أن يَصِلَ ما يُفكِّرُ فيه إنسانٌ إلى عَقْلِ إنسانٍ آخر، ويرى أصحابه أنه يتمُّ من غير استعانة بالحواس الخمس، بل تَتِمُّ قراءة الأفكار لدى الآخرين من غير كلام معهم، ويكون ذلك من مسافات بعيدة .
و يحصل الاتصال فيما يزعمون في أحوالٍ مختلفة، في اليقظة وفي أثناء النوم، بل وقالوا بأن المرء يمكنه أن يرسل فكرة في ذهنه إلى إنسانٍ آخر .
وهناك ما يُسمَّى بقوَّة تحريك الأشياء من بُعد (Psychokinesis ) عبر النظر إليها. وقد أجرى كثيرٌ من الباحثين الغربيين تجارب في ذلك، ولم يصلوا إلى إثبات شيء، فالأمر لا يَعْدو أن يكون أمنيات وتطلُّعات .
ونحن المسلمون لسنا ضائعين، بحيث لا ندري من أين جئنا، وإلى أيِّ نهاية نصير، ولا نقفُ من العالَم أمام حالٍ مجهول، بل إننا نعلم يقيناً أننا خلقٌ خَلَقَهُ الله تعالى لِنعيش فترة زمنية محدودة تكون مرحلة اختبار، فهي جسر ومعبر لما بعدها، وهذا الاعتقاد الذي نحن عليه يُغنينا عن الاشتغال بما وراء الطبيعة، وعن الخوض في العوالم المجهولة طلباً للأمان والحفظ في مواطن مظلمة نفتقد فيها إلى الدلائل والبيِّنات، فقد تُوْقِعُنا في ظنون وأوهام، وقد تورث الوساوس والشكوك .
ثم إن البحث في هذه الأمور من الخوض فيما لا يفيد، وفيما لا ينبني عليه عمل، وقد نُهينا عن التكلُّف، وفي القرآن الكريم: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ".[الإسراء: 85] فإن البحث في حقيقة الروح محجوب عنَّا، فيصير البحث فيه خوضا فيما لا طائل تحته .
والملاحظ أن من طبيعة النفس البشرية وفطرتها الإيمان بوجود أشياءٍ غيبيَّة، فالإنسان يتطلَّع ابتداءً لمعرفة حقيقته ومِن أين جاء، فقد أكنَّ الله في قلبه رغبةً شديدة لـمعرفة مَن أوجدَ هذا العالَم، ومَن الذي أخرجه من العدم إلى الوجود، ومِن أجل هذا المعنى ترى النفوسَ تتطلَّعُ دائماً إلى المجهول، ونفوسُ كثير من الناس تظنُّ أن المجهول ينطوي على أمورٍ عظام، فترى فيه ما لا تراه في المعلوم المشاهَد والمحسوس .
وهذا التعلُّق بالمجهول أو ما يسمَّى بعالم ما وراء الحِسّ.
ولكن هذا لا يعني ان هذا العلم مجرد خيال و ليس به اي حقيقة...
منقول