اختلاف حواسه صل الله عليه وسلم عن باقي البشر
الحواس معلومة لدى اي فرد وموجودة لدى كل بشر ولكنها عند رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم ) تختلف
فهو العقل والكل والمبدأ والعلة في خلق الخلائق (
لولاك ما خلقت الافلاك)
فهو الانسان الاول وهو حساس الا انه بنوع اعلى وافضل من الحس الكائن في
الانسان العادي ، وانه الكائن في العالم الاعلى العقلي وان امتداح حس الانسان
العادي منه (ص),
وهنا نأتي الى حواس الرسول (صلى الله عليه وآله ):
في الذوق: قال (ص):-
(أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ) وهو ليس من الاكل والشرب المادي بل غذاء روحي
.
وفي الشم : قال (ص):-
(اني لأجد نفس الرحمان من جانب اليمن ) وهو مكان مقدس والذي منه الحجر
اليماني.
وفي البصر : قال (ص):-
(زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها). ومثاله عند عودته من المعراج انبأ ا
لقوم بمكان قافلة تجارتهم وموعد وصولها .
وفي اللمس : قال (ص):-
(وضع الله بكتفي يده فأحس الجلد بردها بين ثديي) . كان هذا عند عروجه الى
السماء السابعة.
انه الحقيقة للكل والاصل ونحن الفروع . لان كل نوع حسي له جوهر مجرد نوري
قائم بنفسه مدبر للنوع حافظ له ومعتني به ،
وهو كلي لذلك النوع ، بمعنى تساوي نسبته الى جميع اشخاص النوع في دوام فيضه
عليها واعتنائه بها فكأنه هو الحقيقة للكل والاصل وهي الفروع .
في النشأة الآخرة لهم رزقهم منها بكرة وعشيا
وهو رزق خاص في وقت معلوم
وهذا لا ينافي قوله (أكلها دائم) كما هو معلموم عن الحالتين ،
من ان الانسان اذا اكل الطعام حتى يشبع ،فذلك ليس بغذاء ولا هو اكل في
الحقيقة ،
وانما هو كلجابي الجامع للمال في خزائنه وهي المعدة , وهو غذاء الجسد المادي.
والغذاء الروحي هو العلم
(لا لذة الا العلم ولا الم الا الجهل )
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله (أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ).