بسم الله الرحمن الرحيم
أعلموا أيها الإخوة طلبة العلم الروحاني أن للعمل بهذا العلم شروطا لا يصح عمل من الأعمال بدونها،
و قبل أن نبدأ بذكر هذه الشروط ،
لابد أن نشير إلى شيء مهم ألا وهو أن هذا العلم قد يدخله من لا تمييز لديه ضمن مفهوم السحر
لهذا كان لزاما علينا أن نبين أن هذا العلم بعيد كل البعد عن السحر و سيتجلى لنا هذا بوضوح لا مرية بعده
حين نشرع في ذكر شروط العلم الروحاني،
و لكن أحبذ أن أقول كلمة بخصوص الفرق
العظيم بين العلم الروحاني الشريف و بين علم السحر الدني فأقول إن النظر الصحيح في أنواع السحر
الموجودة يؤدي إلى القول بأن الساحر معتمده الحقيقي على الشياطين و الأرواح الخبيثة
في صدق مرامه و تحقق مبتغاه، و كلما تقرب بطبعه وحاله من الشيطان كلما ازدادت طاعة الشيطان لديه
و كلما ابتعد عن الشريعة و مقتضياتها و متعلقاتها كلما ازداد سحره قوة و نفوذا ،
ثم السحر ليس مبنيا على أسرار الآيات القرآنية و السور و أعدادها و ترتيبها و تكرارها ،
و لا على أساس الأسماء الإلهية الحسنى و فوائدها و تركيباتها ،
و لا علاقة له بالطهارة و أكل الحلال و ترك الحرام و استقبال القبلة و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم،
لينجح العمل السحري المراد نجاحه،
بل السحر على العكس من هذا ،
شرطه هو ترك القرآن جانبا، بل من السحر ما يتوقف نجاحه على تدنيس الكتاب الكريم،
و تقليب آياته وحروفه ،
و كتابته بالنجاسة أو جعله في الكنيف و حتى لا يفوتني بعض أنواع السحر التي تتعلق بالأقسام و العزائم
فهذه الأقسام و العزائم فيها استنجاد بالشياطين و استغاثة بهم،
و دعوتهم من دون الله أو القيام معها بطقوس معينة ظاهرة المخالفة للشرعية الإسلامية و العقيدة المحمدية ،
و من هذا النوع نوع لا يصل إلى الكفر بالله و لكن قد تجاوز حكم التحريم و دنا إلى الظلم العظيم،
و في مثل هذا قال الإمام الشافعي رحمه الله إن الساحر لا يقتل إن كان لا يكفر بسحره ،
و لكن المسلم الحقيقي لا يأتي ما حرمه الله سبحانه و تعالى لذا يجتنب السحر بكل أنواعه
ما يكفر صاحبه و حتى ما يحرم تعاطيه دون أن يصل إلى الكفر متعاطيه.
و صلى الله على نبينا محمد و آله كلما ذكره الذاكرون
و غفل عن ذكره الغافلون و الحمد لله أولا و أخيرا0
منقول
ـــــــــــــــ